أشعل الحوثي الساحل طمعاً في تقطيع "المشتركة".. فتح الطريق بين نقطتي وجوده في "الدريهمي" وعاد هارباً إلى "السويد"

تقارير - Monday 12 October 2020 الساعة 10:50 pm
المخا، نيوزيمن، فريق الرصد والتحليل:

حين توقفت العمليات الحربية في الحديدة باتفاق السويد وتبعاته في 2018، كانت خارطة الدريهمي منقسمة، إذ بقي الحوثي داخل عاصمة المديرية وفي أطراف المديرية الشمالية.. هذا الوجود الحوثي أبقى مجتمعها منقسماً.

والنازحون منهم بلا قيادة اجتماعية قريبة من القيادات العسكرية، خلافاً لحيس والتحيتا التي تعايش فيهما المدنيون والعسكريون وأصبحوا جبهة واحدة أفشلت وتفشل كل محاولات الحوثي في اختراقها أمنياً وبالتالي عسكرياً.

وبين الثالث والعاشر من أكتوبر شن الحوثي حربه، لم تكن حرب مناوشات، خلافاً لما ترسخ في طول الجبهات وعرضها.. بل حرب شاملة من طرف واحد هو الحوثي.

تتالت هجماته من "الكوعي" شرق الدريهمي إلى حيس جنوباً، وإلى أطراف الدريهمي على الساحل عبر المدفعية والصواريخ وفشلت خططه باستخدام الزوارق قبالة الفازة.

قرر معركة كبرى يحاول عبرها الفصل بين القوات المشتركة.. وهي جرأة وقحة، تؤكد المؤكد عن كل الاتفاقات معه، فهو لن يتوقف عن القتل والقتال إلا حين يُهزم، ولا يقبل اتفاقات السلام إلا مَهرباً من الهزيمة لا جنوحاً للسلم.

في الدريهمي نفذ "الحوثي" هجمة مزدوجة من داخل المدينة ومن خارجها استشهد في مواجهتها أبطال كبار، واستبسل الجميع، بعد ساعات ارتباك سببها “توقف خيار الهجوم” وتحول المعارك اليومية إلى مجرد “خروقات للرصد”.

وفقاً لما نشرناه في نيوزيمن، فقد رسم الحوثي خطة عسكرية للهجوم براً وبحراً، بدأ بتركيز مسلحيه شمال قرية المنقم وغربها وجنوب قرية الجربة العليا والسفلى وقرية الشجن تقوم بمناوشات.

>> الحوثي يغرق في الدريهمي.. تفاصيل حصرية لـ"نيوزيمن" عن فشل خطة هجومية برية وبحرية

وتسللت مجاميع أخرى من شمال قرية الشجن للالتفاف على مواقع القوات المشتركة في منطقة القضبة والزعفران وحي منظر.

لم يكتف الحوثي بالعدد، بل شملت الخطة السلاح الثقيل، وقالت المصادر الخاصة بـ"نيوزيمن"، إن خمس دبابات شقت الطريق الترابي شمال اللاوية ورافقتها معدات وعدد من المسلحين.

تحصنت تعزيزاتهم في مواقع صنيف العباسي ومحل المعاريف ورغمين واللهجة والكيدية وبيت السيد أحمد والدحفية والكرد والسولة وسوله والمنقم 1و2 والمنقم الأعلى.

ولولا تدخل التحالف بحراً، فقد كانت الذراع الإيرانية أعدت لهجوم بحري بـ 15 قارب صيد تقل مدافع الهاون وأسلحة رشاشة على شواطئ النخيلة.

ومن منطقة الكوعي، جنوب شرق مركز الدريهمي، بدأ هجوماً كبيراً محاصراً قوات من اللواء الرابع حراس جمهورية، بعد أن اخترق دفاعات لواء الدعم والإسناد واللواء السابع بقيادة زايد منصر، وقدم حراس الجمهورية شهداء وصمد الأبطال، وشارك "فؤاد جهنم" اللواء التهامي وسليمان منصر الزرانيق.

استمر الهجوم الحوثي لثلاثة أيام على كل نقاط التماس، نجح في جزء منه بفتح الطريق بين نقطتي تواجده داخل المناطق المحاصرة في مدينة الدريهمي. خلافاً لمعاركه داخل مدينة الحديدة وحيس.

في اليوم التالي استعادت القوات المشتركة المبادرة، فأخمدته داخل مدينة الحديدة وكسرت كل هجومه في حيس، وأوقفت الخطر المحتمل في الفازة.

في الدريهمي التي تعرضت لهجومه الأول وفتحه الطريق ومحاولته الانتشار غرباً، أعاد حراس الجمهورية وألوية تهامة ترتيب خطوط الدفاع، وتولت العمالقة الهجوم، وفي غضون ساعات تمت ملاحقة الأطماع الحوثية في المزارع والتباب المحيطة بالدريهمي والنخيلة.

تماسكت الفازة، وصمدت حيس، واشتعلت المعركة في قلب الحديدة، فتحول الحوثي سريعاً إلى منادٍ للسلام والتذكير باتفاق السويد.. وتحركت أروقة الأمم المتحدة وبعثتها والشرعية معها، وعاد كل شيء إلى مكانه.

لكن مغامرة الحوثي ستزيد من معاناة الدريهمي.. وستبقى الحرب رهين مغامراته حتى يتم قطع رأس الأفعى بمعارك هجومية شمالاً داخل الحديدة أو شرقاً تجاه البرح أو مفرق العدين.