القبض على "الحجرية" وتقسيم "الصبيحة".. "محور طور الباحة" هدف إخواني "نحو" سواحل "لحج"

تقارير - Tuesday 13 October 2020 الساعة 06:16 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

بعد نجاحها في فرض سيطرتها التامة على تعز وريفها "الحجرية"، تسعى جماعة الإخوان إلى نقل المعركة إلى الساحل الغربي جنوباً، في طريقها إلى "عدن" كأنها المدينة الموعودة لأحلام الخلافة.

تصطدم هده المساعي بصخرة كبيرة ألا وهي "الصبيحة" وقبائلها التي فشلت جماعة الإخوان في خلق أي تواجد لها عسكري أو حتى فكري في مناطقها منذ سنوات.

وهو ما دفع بالجماعة إلى محاولة النبش في الخلافات بين قبائل الصبيحة، لعلها تجد منفذاً إلى أهدافها وعبر القليل من أبنائها، وهو ما كشفته التطورات الأخيرة في مناطق قبيلة العطويين بمديرية طور الباحة.

وهي تجربة يسعى بها الإخوان عبرها تكرار تجربتهم في "الحجرية" التي سيطر فيها "تلاميذ المرشد" عسكريا على "معقل اليسار" التاريخي، في طريقهم لعزل المناطق ومنع أي تقارب سياسي بين "الحجرية" و"الجنوب".

البناء على "تمزيق" العلاقات بين المكونات الاجتماعية في هذه المنطقة لضمان السيطرة عليها، نجح في الحجرية، لكنه يلقى مقاومة في "الصبيحة"، فقد حمل مشايخ ووجهاء وعقال قبيلة العطويين في اجتماع لهم، الثلاثاء الماضي، السلطة المحلية بطور الباحة وبعض القيادات العسكرية بالمنطقة مسئولية أي صراع عسكري يحدث في منطقتهم.

وجاء الاجتماع إثر محاولات استحداث مواقع ونقاط عسكرية تابعة للإخوان في جسر امشعبه بمنطقة العطويين على الخط الرابط بين المديرية والعاصمة عدن.

وبحسب مصادر محلية فقد بدأت ذلك باستحداث نقطة عسكرية قبل أسبوع بقيادة منيف عبدالله علي العطوي.

وحسب الوثيقة التي خرج بها الاجتماع، أكد المجتمعون رفضهم القاطع لهذه الاستحداثات العسكرية في منطقتهم والقريبة من مساكنهم.

تلك الاستحداثات العسكرية جعلت القبيلة منقسمة بين مؤيد ومعارض وستجلب للقبيلة صراعات قبلية وعسكرية هي في غنى عنها، بحسب الوثيقة.

كما حمل مشايخ ووجهاء القبيلة السلطة المحلية ممثلة بمديرها العام عبدالرقيب البكيري مسئولية أي صراع يحصل بين أبناء القبيلة.

مصادر خاصة أوضحت بأن هذه الاستحداثات تأتي بدعم مباشر من قبل البكيري الذي يعد من العناصر الموالية للإخوان وتربطه علاقة قوية بالعميد الإخواني ابوبكر الجوبلي قائد اللواء الرابع مشاة جبلي التابع للإخوان والذي يتمركز في المقاطرة ويمثل رأس حربة عسكرية للإخوان.

المصادر كشفت عن تحركات حثيثة يقوم بها البكيري الذي ينتمي إلى قبيلة العطويين بدعم مباشر من الجبولي لإنشاء معسكر تابع للواء الرابع في مناطق القبيلة، ضمن مخطط إخواني لخلق ألوية عسكرية بهدف إنشاء ما يسمى بمحور طور الباحة وبتوجيهات مباشرة من الجنرال علي محسن الأحمر.

وأوضحت بأن البكيري يحاول إقناع أفراد قبيلة العطويين بأن هذه التحركات تأتي بهدف حمايتهم من قبيلة الصميتة، وهو ما رفضه مشايخ وأعيان العطويين في بيانهم الأخير.

وقالت المصادر، إن البكيري وعناصر الإخوان يحاولون استغلال تجدد الصراع القديم بين قبيلة الصميتة وقبيلته العطويه مؤخرا ويحولها إلى معسكر للإخوان، مع العمل على إفشال جهود الصلح بين القبيلتين.

مشيرة إلى ما تم مؤخراً من استحداث نقطة عسكرية بقيادة المدعو منيف عبدالله علي العطوي، الذي تقول المصادر بانه انضم مع مجموعة من أفراد القبيلة إلى معسكر اللواء الرابع قبل أكثر من عامين.

وتضيف المصادر إن المذكور عاد مؤخراً إلى مناطق القبيلة بالتنسيق مع الجبولي والبكيري وقام باستحداث النقطة تحت مزاعم أنها تابعة للشرطة العسكرية في لحج، مع تحركات له في أوساط الشباب بهدف إقناعهم بالانضمام إليه تحت مزاعم وجود توجيهات من الدولة بإنشاء لواء في طور الباحة.

هذه التحركات تأتي مع ما تم كشفه سابقاً من قبل نشطاء ووسائل إعلام عن منح وزير الداخلية أحمد الميسري لجماعة الإخوان في تعز عبر لواء الجبولي نحو 2000 استمارة ترقيم شرطة عسكرية ونجدة.

المصادر أوضحت أن إنشاء النقطة في مناطق العطويين من قبل عناصر الإخوان وبدعم من البكيري والجبولي جاء بهدف الانتشار في المنطقة ومواجهة تواجد القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي.

مشيرة إلى أن إنشاء النقطة جاء بعد أسابيع من مصادرة أسلحة وذخائر كانت متجهة إلى الجبولي من قبل النقطة التابعة للواء التاسع صاعقة المتواجدة في مناطق قبيلة الصميتة.

وقالت المصادر إن الجبولي وجه بإنشاء هذه النقطة وتصوير الأمر بأنه ضمن الصراع بين العطويين والصميتة، والمساومة بها لانتزاع النقطة التابعة للواء التاسع من طريقه.

هذه التحركات لاقت ردة فعل قوية من المرجعية القبلية العليا في مناطق الصبيحة، التي أصدرت تحذيرا شديد اللهجة للقائمين على عمليات التحشيد والتحركات العسكرية التابعة لحزب الإصلاح (الذراع المحلي لجماعة الإخوان في اليمن) في مناطق الصبيحة.

جاء ذلك في تصريح صحفي انجل شيخ مشايخ قبائل الصبيحة الشيخ عبدالرحمن جلال شاهر، الجمعة الماضية، حذر فيه القائمين على عمليات الحشد التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح في مناطق الصبيحة وفي مديرية طور الباحة خاصة، بأنها تحت الرصد والمتابعة.

الشيخ عبدالرحمن هاجم مدير عام مديرية طور الباحة –دون ان يسميه– حيث وجه في تصريحه رسالة إلى ما أسماه "الجنرال علي محسن الأحمر نسخة الصبيحة".

حيث قال: احذر ويعتبر تحذيري هذا بمثابة الكرت الأصفر قبل الإنذار الأخير، وهو الكرت الأحمر، ويجب أن يدرك من يطلق على نفسه بقائد محور طور الباحة الجنرال علي محسن الأحمر نسخة الصبيحة، ماذا يعني الإنذار الأخير أو الكرت الأحمر، فقد صمتنا كثيرا مراعاة مننا على وحدة وتلاحم النسيج الاجتماعي، إلا أن تماديهم قد وصل إلى درجة الخطر الحقيقي والذي يجب أن يتم التصدي له واجتثاثه من المنطقة.

مضيفا إن هناك مخططا عسكريا كبيرا جار العمل في تنفيذه في المنطقة مستخدمين اسم محور طور الباحة العسكري ويندرج في إطاره ألوية عسكرية ذات ولاءات حزبية الهدف منه إغراق المنطقة في فوضى التناحر والاقتتال بين أبناء المنطقة.

وحمل الشيخ عبدالرحمن جلال شاهر مدير عام مديرية طور الباحة عبدالرقيب البكيري المسؤولية الكاملة عن ما يجري وما ستؤول إليه النتائج في مديرية طور الباحة.

محاولات الإخوان اختراق مناطق الصبيحة تأتي رغم تلقيها هزيمة عسكرية مذلة لقوات الجبولي على يد أبناء الصبيحة في أول تحرك لها خارج مناطق سيطرتها في تعز نحو الساحل الغربي، مطلع الشهر الحالي.. حيث حاولت قوة من لواء الجبولي تقدر بنحو 150 فردا ونحو 18 طقما بقيادة أركان حرب اللواء العقيد ناجي الشطاف التقدم من مواقعها في مديرية الشمايتين نحو مديرية الوازعية الخاضعة لسيطرة قوات جنوبية.

القوة التي حاولت التقدم والتمركز في منطقة الدمدم الواقعة بين مديريتي الشمايتين والوازعية، تم محاصرتها وأسرها بالكامل من قبل مسلحين من قبلية العلقمة إحدى قبائل الصبيحة والتي تسيطر على المكان، وتم الإفراج عنهم لاحقا بعد تعهد قيادة اللواء بعدم تكرار ذلك.