محافظ في هيئة “رئيس”.. حامد لملس يحرج الشرعية وينعش الآمال بـ”رجال دولة”
تقارير - Friday 16 October 2020 الساعة 10:18 pmقوبلت إجراءات محافظ عدن الجديد أحمد حامد لملس، بتفاعل كبير في الوسط الشعبي، وظهر لملس كرجل دولة من طراز منقرض، خصوصاً وأن المناطق المحررة ابتليت بمسؤولين وقيادات غرقوا في الفشل والفساد حتى آذانهم.
لا يعرف الناس كثيراً تفاصيل ما يحدث في عدن من فشل إداري وإفشال متعمد وفوضى إدارية وصلت حد عجز سلطات عدن كلها عن إصلاح قنوات تصريف السيول في المدن الرئيسية للعاصمة المؤقتة، وكذلك تراكم فشل الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والصحة، غير أن خطوات التغيير القوية التي شرع فيها المحافظ لملس وصلت إلى أسماع الجميع وبسرعة متناهية.
هذا التناقل لأداء المحافظة الجديد لعدن وخطواته التصحيحية ليس مرده امتلاكه ماكنة إعلامية تسوق تحركاته بل تلهُّف الناس لمشاهدة ولو مسئول واحد في الشرعية يقدم صورة مختلفة عن أداء حكومات الشرعية الفاسد منذ سنوات.
عدن مدينة يتواجد فيها أناس من كل محافظات اليمن، وتكاد تكون يمناً مصغرة في زمن الشتات الذي فرضته مليشيات الحوثي الانقلابية وفشل الشرعية في أداء مهامها إداريا وعسكريا وأمنيا، ولذلك يتأثر من يتواجدون في عدن سلبا وايجابا بكل ما يجري وبأداء سلطات المحافظة أكثر من تأثرهم بما تعيشه محافظاتهم الأصلية التي قدموا منها.
حامد لملس، كوجه وعنوان لمشروع المجلس الانتقالي، في وضع عدن كعاصمة مؤقتة ومدينة تحتضن اليمنيين من كل المحافظات، وفي غياب كل أدوات الحكومة الفاعلة ومؤسساتها في بقية المحافظات يصبح أشبه برئيس لليمن وليس فقط محافظاً لعدن، كون ما ينجزه في عدن سيصل إلى كل من يتواجد فيها، وبالتالي إلى كل بيت في كل محافظات اليمن.
قدم صورة مختلفة عن مسؤولي الشرعية وبعث الأمل في إمكانية أن يصل إلى مواقع المسؤولية رجال دولة حقيقيون قادرون على إحداث فارق في مسار الإدارة في حال توفرت لهم المساحة الكافية للتحرك وسلطة القرار.
يحسب للانتقالي أنه قدم ورقة رابحة للشرعية والحكومة والتحالف إن كان لديهم صدق في النوايا لانتشال عدن من واقعها المؤلم، وهذه الورقة المتمثلة في ترشيح حامد لملس لإدارة عدن أثبتت نجاحها منذ الخطوات الأولى وحشرت الجميع في زاوية مكشوفة ليثبتوا صدق النوايا بدعم لملس لمواصلة مسار الإصلاح الإداري أولاً وصولاً إلى تحسين جودة الخدمات المتهالكة جراء صراعات تغذيها الشرعية نكاية بالمجلس الانتقالي.
طريقة أداء البدايات لحامد لملس، تكشف أداءات محافظي الإخوان في تعز وشبوة، على سبيل المثال، فلملس احدث تغييرا اداريا عقب زيارته لمستشفى 22 مايو.. فيما تحول مستشفى الثورة في تعز إلى مسرح لاقتحامات عسكرية واعتداءات وتصفيات لمصابين، وكل ذلك من أجل تغيير مدير المستشفى الجراح الشهير “أحمد أنعم” الذي كان له دور كبير في إعادة إنعاش المستشفى وتشغيله ليتم الاعتداء عليه وطرده من المستشفى بطريقة همجية، ويأتي بعد ذلك قرار تغييره من محافظ تعز إرضاءً للإخوان المسلمين.
ويحرص أمين عام مجلس الانتقالي على تقديم خطاب محترم يعمل على تهدئة التوترات والصراعات، مقابل ضجيج يومي لمحافظ شبوة الإخواني أحمد بن عديو، الذي حول شبوة نسخة من “تعز” بؤرة للقلق والتوتر ويتصرف كما لو أنه رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية.