"تبادل الأسرى" أم إعادة مقاتلي الحوثي مقابل إخلاء سجونه لمعتقلين جدد.. الشرعية "تواصل" التنكيل بجبهاتها

تقارير - Saturday 17 October 2020 الساعة 10:49 pm
عدن، نيوزيمن، تحليل خاص:

أخفت المشاعر الإنسانية التي رافقت استقبال الأمهات والأسر لأبنائهم المفرج عنهم بعد سنوات من سجون الاعتقال والاختطاف الحوثية، العديد من التفاصيل الهامة بشأن اتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، والتي رعتها الأمم المتحدة ونفذتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

الهالة الإعلامية التي أحاطت بعملية التبادل التي تمت على مرحلتين، أرادت تحويلها إنجازا سياسيا، وليس مجرد تحايل محلي ودولي على الحوثي للافراج عن أغلبية اعتقلهم بدون تهم داخل مناطق سلطته مع قليل من أسرى الحرب، مقابل اعادة مئات من جنوده المأسورين وهم في حالة قتال.

وهذا كله بعد عام ونصف من هالة مشابهة ابان مفاوضات السويد انتهت إلى لا شيء حتى الأسبوع الماضي.

وكان من المقرر إطلاق سراح 1081 أسيرا ومختطفا من الجانبين، لكن هذا العدد تقلص مع بدء عملية التبادل إلى 1055، بعد تراجع الحوثي عن إطلاق سراح 13 من مقاتلي القوات الجنوبية، قابله رفض الشرعية إطلاق نفس العدد. كما أن الحوثي لم يطلق سراح أي من النساء اللواتي يتلقين صنوف العذاب والإرهاب في سجونه.

تغطية فشل السياسي

المبعوث الأممي قدم عملية التبادل بأنه تقدم في تنفيذ اتفاق السويد الموقع أواخر العام 2018م، بل وتسويقا لما يسميه اتفاق الحل الشامل.. رغم أن الحوثي لم يوقف أي معركة يخوضها واصبحت كل حروبه هجومية بما فيها ما فعله في الدريهمي بالحديدة موضوع اتفاق السويد وقبلها نهم والجوف ومارب.

>> أشعل الحوثي الساحل طمعاً في تقطيع "المشتركة".. فتح الطريق بين نقطتي وجوده في "الدريهمي" وعاد هارباً إلى "السويد"

ويعتقد أن غريفيث ضغط على الحوثيين بشدة من أجل القبول بإجراء عملية التبادل بأسرع وقت وبعيداً عن أي تدقيق بغرض صرف الانتباه عن الكارثة التي تضمنتها عملية التبادل والمتمثلة بإعادة رفد صفوف الميليشيات بالمقاتلين بعد رفض القبائل مدهم بالمسلحين.

وسيعود الملف اليمني وتحديداً فيما يتعلق ببنود اتفاق السويد إلى الجمود مرة أخرى في ظل تعنت الميليشيات ورفضها التعاطي مع أي تنازلات تقدم من قبل الشرعية والتحالف العربي، واستمرارها في طرح الشروط التي تخدم مصالحها بناءً على مشورات ونصائح غرفة العمليات الإيرانية في صنعاء.

الحوثي والإخوان ينتصران

عند التدقيق في كشوف الأسرى المفرج عنهم من الطرفين، تجد الأسرى الحوثيين يتمتعون بصحتهم الكاملة، بل وأبدى العشرات منهم منذ اللحظات الأولى استعدادهم العودة إلى جبهات القتال ضد الشرعية والتحالف العربي، على عكس المفرج من أسرى الشرعية الذين خرج بعضهم لديه اعاقات جسدية وحالات نفسية دائمة جراء التعذيب الذي تعرض له في سجون الميليشيات.

ومن المؤكد أن الميليشيات ستدفع بكافة المفرج عنهم والبالغ عددهم 671 أسيراً إلى جبهات القتال التي تعاني نزيفاً بشرياً بسبب الضربات اليومية التي تتلقاها في جبهات الضالع والساحل الغربي والجبهات الأخرى.

في المقابل، سيخضع الإخوان المدنيون المفرج عنهم من سجون الميليشيات لتاهيل نفسي، قبل الدفع بهم لنصرة جبهتها السياسية الموجهة ضد الشرعية والتحالف العربي وتحديداً السعودية، وهو ما بدأه أحد المفرج عنهم الذي اتهم التحالف العربي بالوقوف وراء إصابته باستهدافه أحد المواقع العسكرية للحوثيين في صنعاء خلال وجود عدد من المعتقلين فيه.

>> قبائل مأرب: شرعية الإصلاح استبدلت أبناءنا بأعضاء الحزب في كشوف تبادل الأسرى - وثائق

علما بان قبائل مراد اعلنت ان الشرعية استبدلت أسراها لدى الحوثي في الكشوف لصالح معتقلين مدنيين من اعضاء حزب الإصلاح.

مكاسب الجبهات والتحالف

لم تجن الجبهات المشتعلة ضد ميليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن، أي ثمار من عملية التبادل التي لم تشمل إلا جزءا بسيطا من مقاتلي الجبهات الذين عاد معظمهم ولديه إصابة أو إعاقة بسبب غياب الرعاية والاهتمام في سجون ومعتقلات الميليشيات.

أما التحالف فكان حصاده من هذه الصفقة 19 أسيراً منهم 15 سعودياً و4 سودانيين، ومع هذا العدد الضئيل فقدم قدمه جريفث والحوثي لاقناع التحالف العربي بتمرير هذه الصفقة التي طغى عليها الجانب الانساني من جانب الشرعية، والعسكري من جانب الحوثيين.

ما بعد..

أبدى النشطاء مخاوفهم من أن تقوم الميليشيات بتدوير أسراها وفي المقابل تكثيف حملات الاعتقالات ضد الصحفيين والنشطاء حتى أولئك الذين لم يكونوا من المناصرين يوماً للشرعية أو التحالف العربي بهدف إدراجهم ضمن كشوف أي صفقات قادمة.