صراع الإخوان يهدِّد تعز.. وسالم يشعل فتيل الحرب بين جبل حبشي ومخلاف

تقارير - Monday 02 November 2020 الساعة 09:24 pm
تعز، نيوزيمن، باسم علي:

تجاوزت حدة الصراع بين أجنحة الإخوان في محافظة تعز حداً لا يمكن احتواؤه بعد أن وصلت إلى اغتيال الأطفال من أبناء القيادات المتصارعة.

قُتل بالأمس عبد الله أمين عبده سعيد، وهو طالب بالثانوية أطلق عليه مسلحون الرصاص أثناء عودته من المدرسة، وكان يتواجد على باص يقوم بنقله من المدرسة وإلى البيت.

عبد الله، هو نجل المسؤول الأمني للإخوان في تعز أمين عبده سعيد، والمنافس الأول للقائد العسكري النافذ عبده فرحان سالم، وكان سابقا أمين عبده سعيد ضمن قيادات الإخوان التي عملت في الجنوب، حيث أوكل الإخوان بعد 94 لقيادات من جبل حبشي الانتقال للجنوب والعمل في القطاع التربوي كغطاء للنشاط التنظيمي للإخوان.

>> مصادر لنيوزيمن: قاتل نجل القيادي الإخواني أمين عبده سعيد من أقارب الوكيل المخلافي


ظهر اسم أمين عبده سعيد بقوة مؤخراً عقب فشل سالم في كبح نشاط زعماء العصابات والذين ينتمي غالبيتهم إلى منطقة سالم، مخلاف شرعب.. كما تم تسليم الملف العسكري لجبل حبشي والحجرية للقيادي أمين عبده سعيد، الأمر الذي عزز من نزعة الخصومة والتنافس بين سالم وأمين عبده سعيد.

>> أحد مسلحي "غدر" داخل مستشفى وطالب أثناء مروره.. 6 قتلى وجرحى في تعز بينهم طفل وامرأتان


ينتمي أمين عبده سعيد إلى مديرية جبل حبشي، ويتهمه سالم بتقديم تسهيلات كبيرة للشيخ حمود المخلافي الذي سبق لسالم أن أخرجه من تعز قبل سنوات وألقى بالتهمة على التحالف ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومن هذه التسهيلات تمكين المخلافي من فتح معسكرات تدريب في إطار المديرية بيفرس.

عملية تصفية نجل أمين عبده سعيد وضعت لها روايتين لتظهر كجريمة غير متعمدة بينما تمت العملية بشكل مباشر باغتيال من خلال إطلاق الرصاص على الطالب عبد الله أمين أثناء عودته من المدرسة.

خال القتيل عمر علي سلطان ومرافق القيادي أمين عبده سعيد توجه إلى مستشفى الروضة حيث جثة ابن أخته الطالب عبد الله، ليحدث اشتباك بينه وبين القتله الذين كان وصلهم خبر تواجده بالمستشفى ليلحقوا فوراً ويقوموا بقتل اثنين من مرافقيه أحدهم داخل المستشفى بينما نجا هو من القتل.

تربط أمين عبده سعيد ويوسف الشراجي علاقة مصاهرة، حيث الاثنين متزوجان بنات القيادي الإخواني الراحل علي سلطان أحد أهم قيادات الإخوان في تعز خلال التسعينات ومسئول الإخوان في جبل حبشي وعمر خال الطالب القتيل عبد الله هو نجل القيادي الراحل علي سلطان.

جريمة الأمس تؤسس لصراع مناطقي خطير بين جبل حبشي ومخلاف شرعب وتخلق اصطفافا لقيادات إخوانية مثل خالد فاضل قائد المحور ويوسف الشراجي قائد المحور السابق وأمين عبده سعيد المسؤول الأمني والقيادي المنافس لسالم وثلاثتهم ينتمون إلى مديرية جبل حبشي وهذا الاصطفاف ضد سالم رجل الإخوان النافذ في تعز.

أراد سالم إظهار الجريمة كونها ثأرا مناطقيا لآل العوني في مخلاف من أبناء جبل حبشي على خلفية مقتل اشرف العوني أحد القيادات المقربة من سالم قبل أشهر في نقطة الهنجر بسبب صراع الجباية المالية في النقطة، غير أن ما حصل كان كافيا لنقل الصراع إلى الشارع بين سالم ومنافسه امين عبده سعيد.

صباح الاثنين كان المسلحون يقطعون شوارع تعز دون أن تتدخل قوات الأمن، كما فعل مسلحو سالم يوم قتل شرف العوني، حيث أغلقت تعز من مدخل الضباب إلى اخر نقطة قرب التماس مع الحوثي ولم يتدخل حينها الأمن كذلك حينها.

وبالتزامن مع هذا الإغلاق للشوارع أشعل سالم الجبهة الغربية مع مليشيات الحوثي في محاولة للهروب من الضغط عليه لتسليم القتلة، حيث اشتد القصف المتبادل صباحا حتى العصر ليتوقف التصعيد مع الحوثيين ويتحول إلى قصف متقطع.

الصراع بين قيادات إخوان تعز تنذر بحرب طاحنة ستأكل ما تبقى من مدينة تعز المنهكة بالحرب والحصار منذ خمس سنوات، الأمر الذي يحتم على كل من التحالف والشرعية العمل على إزاحة كل القيادات العسكرية والأمنية التي ساهمت في الوصول إلى هذا المستوى المرتفع من الخطر الأمني وحماية المناطق المحررة من السقوط مجدداً في أيدي المليشيات الحوثية.