“الوجود التركي في الجنوب خطر يهدِّد الأمن العربي”.. رصد واستطلاع

تقارير - Thursday 05 November 2020 الساعة 08:50 pm
عدن، نيوزيمن، صالح لزرق:

بدأت علاقة حزب الإصلاح، الذراع السياسي لإخوان اليمن، بتركيا منذ وقت مبكر عندما نقلت الجماعة الأم في مصر اجتماعاتها إلى تركيا قبل ما يسمى بالربيع العربي، وحين سيطر الإخوان في مصر واليمن وتونس على السلطة، وعلى توجيه ما سميت بالثورة السورية، باسم الربيع العربي، ظهر أن “الإخوان” مجرد أداة تركية تسعى من خلالها للسيطرة الاقتصادية على العالم العربي بدعوى الخلافة والشعار الإسلامي.

وحين سقطت دولة الجمهورية اليمنية في صنعاء، حاول الإخوان التسوية مع الحوثي، لتجنب اللجوء إلى السعودية، غير أن الحوثي رفض الدخول في أي تسوية، فارضا سلطته بالقوة، فهرب الإخوان إلى الجنوب وإلى تركيا والسعودية وغيرها..

ومع تحرر الجنوب بدعم من التحالف العربي، حاول الإخوان “السيطرة على قرار التحالف العسكري والسياسي”، ونجحوا لفترة وجيزة إبان حرب التحرير للجنوب ولمارب، لكن سرعان ما انتبه التحالف لمشاريعهم، فبدأ الصراع يمزق الجماعة ذاتها ويوزع قياداتها على كل من المشروع الحربي للتحالف والرؤية التركية التي تقف على النقيض من رؤية ومصالح السعودية تحديدا، قبل أن تدخل الإمارات مجال الصراعات لدعمها مصر وليبيا ضد مشاريع “الإخوان”.

ومع خروج الصراع القطري الخليجي إلى السطح، لجأت قطر إلى “تركيا” لتنفذ من خلالها برامجها المعادية للسعودية والإمارات والبحرين، وكانت اليمن واحدة من ساحات هذا الصراع.

وتقدم قطر وتركيا دعماً لأذرع الإخوان المسلمين في اليمن، وفي المقابل يساعد حزب الإصلاح على توسع النشاط الاستخباراتي القطري التركي في المحافظات الجنوبية وفي محافظتي شبوة وتعز. 

الأتراك في عدن

دخول الأتراك إلى المحافظات الجنوبية جاء بتسهيل من الحكومة الشرعية التي يتحكم بقرارها حزب الإصلاح، الحزب اليمني الذي يعمل على تعزيز الحضور التركي القطري في اليمن وفي الجنوب على وجه الخصوص.

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر دبلوماسية أوروبية أن المخابرات التركية تنشط في محافظة شبوة النفطية، وفي المهرة، وتتواجد في تركيا قيادات منشقة عن التحالف وتدير قطر كل أنشطتها المعادية لليمن من الأراضي التركية.

ونشر سالم ثابت العولقي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وثيقة تشير لوصول أربعة من المخابرات التركية إلى محافظة المهرة التي كانت تخضع لحزب الإصلاح وبتسهيل من قيادات تعمل لصالح مشروع الإخوان في جنوب اليمن وعلى رأسها وزير الداخلية أحمد الميسري الذي وجه بالسماح بمرور الضباط في المخابرات التركية عبر المنافذ البرية في محافظة المهرة، وفق ما ما أورده العولقي، قبل أن تقوم قوات التحالف في 18 فبراير من العام الجاري بالسيطرة على المنافذ لمنع دخول أي عناصر بشكل غير قانوني.

ويرى مراقبون أن تدخلات المحور التركي القطري في المحافظات الجنوبية والساحل تعزز من قوة حزب الإصلاح، وقد مكنته العام الماضي من السيطرة على محافظة شبوة وأجزاء من محافظة أبين، بالإضافة إلى توسيع نفوذهم العسكري بمحافظة تعز، وقد كشف تسجيل مسرب لقائد الجناح العسكري للإخوان في تعز أن هناك ترتيبات لإدخال سلاح تركي لدعم الإخوان في معاركهم ضد شركاء التحالف العربي.

ودعا سياسيون، المملكة التي تقود التحالف العربي في اليمن أن تدرك خطر التدخلات الخارجية التي تشكل خطرا على الأمن القومي العربي في المنطقة. 

وقال الباحث السعودي فهد ديباجي، في تصريح صحفي، إن ما أوردته بعض الأخبار عن وجود ضباط وجنود أتراك في محافظة شبوة تحت إشراف مباشر من وزير الداخلية احمد الميسري وبتسهيلات من محمد صالح بن عديو يعد أمرا خطيرا وخيانة عظمى لليمن وللتحالف معا، وهو تنفيذ للمشروع التركي القطري من أجل اختراق اليمن وتهديد السعودية. وإمعان تركي للمواجهة مع السعودية على حدوها بعدما ذهب إلى ليبيا لتهديد الحدود المصرية والأمن القومي المصري.

وطالب الباحث السعودي من التحالف العربي وعلى رأسه المملكة التأكد وتقصي الحقائق، والضرب بيد من حديد ضد كل من يهدد الأمن القومي العربي وعلى من يسهل ويسعى لدخول الأتراك في اليمن.

وفي بيان صادر بتاريخ 2020/9/9م للخارجية المصرية حذر فيه وزير الخارجية سامح شكري من خطر التدخلات التركية في بعض الدول العربية، مؤكداً بأنها تمثل أهم التهديدات المُستجدة التي تواجه الأمن القومي العربي.

وقال الصحفي اليمني جلال الشرعبي، إن حزب الإصلاح يعد لحرب لإسقاط الساحل الغربي وغزو الجنوب بعد تشكيله لثمانية ألوية في طور الباحة وبدعم قطري تركي..

جاء ذلك في تغريدة للشرعبي في حسابه على "تويتر"، حيث قال: يستمر الإصلاح في تشكيل المليشيات المسلحة بعيداً عن وزارة الدفاع، مضيفا إن المعلومات الجديدة تقول ان محور تعز شكل ثمانية ألوية عسكرية دون قرارات جمهورية في طور الباحة بدعم من قطر..

واختتم الشرعبي تغريدته بأن الإخوان يعدون لحرب رئيسية في الساحل الغربي وفرض حصار على عدن.

ونشط الأتراك مؤخراً عبر المنظمات الإنسانية والهلال الأحمر التركي في العاصمة عدن وشبوة بشكل أثار قلق الشارع الجنوبي. 

وحذر سياسيون جنوبيون من أي تواجد تركي حتى وإن كان باسم الأعمال الإنسانية لأسباب كثيرة أبرزها ارتباط النظام التركي بالإرهاب ودعمه للتنظيمات الإرهابية في مختلف البلدان العربية.

وأكد الدكتور حسين لقور بن عيدان أن الوجود التركي في شبوة والترحيب الكبير الذي يلقاه من سلطة الإخوان لا يبشر أبدا بخير.

وقال لقور، في "تغريدة" له، إن الوجود التركي في شبوة والترحيب الكبير الذي يلقاه من سلطة الإخوان المسلمين لا يبشر أبداً بخير، مضيفا إن الأتراك ينشطون تحت مظلة جمعيات خيرية زائفة في عدن وشبوة بالطريقة نفسها التي دخلوا بها في ليبيا حتى تحول وجودهم هناك إلى حضور عسكري فاعل في الحرب بين الجيش الليبي وجماعات الإخوان المسلمين.