أطماع “النفط”.. توجيه رئاسي بـ“شريك القاعدة” بديلاً لـ“النخبة الحضرمية”

تقارير - Friday 06 November 2020 الساعة 09:00 am
المكلا، نيوزيمن، خاص:

وجه مدير مكتب رئيس الجمهورية عبدالله العليمي، محافظ حضرموت فرج البحسني، بتعيين “سمير أحمد شداد” قائداً لـ”حماية المنشآت”، وكانت ردة الفعل الأولى في المكلا التساؤل عن “النخبة” التي تولت تطهير حضرموت من القاعدة وهي تتولى حماية حضرموت ومنشآتها، غير أن معلومة أخرى تابعها “نيوزيمن” للتوجيه الرئاسي المؤرخ بـ(10 سبتمبر 2020) والذي حشد توصيات وموافقة كل من “نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية ورئيس هيئة الأركان العامة السابق ورسالة سمير شداد لرئيس الجمهورية”، مطالباً بضم سمير وقواته إلى “المنطقة العسكرية الثانية”.

فمن هو سمير شداد؟

“سمير أحمد شداد بن عمر باعمر العوبثاني”.

يقدم نفسه بعد 2015 أنه شيخ مشايخ قبائل "باعمر" في غيل باوزير في حضرموت.

و“حماية المنشآت” هي الوحيدة التي أضافها اللواء علي محسن الأحمر لاتفاق الرياض عبر وسطائه في التفاوض، وفي حضرموت تعني “حماية المنشآت النفطية”.

من مواليد الصومال، لأب يمني وأم صومالية.

مع تفجر الحرب الأهلية الصومالية، هاجر من الصومال إلى عدن وعاش في حي "البساتين”.

منتصف التسعينيات انتقل إلى حضرموت مع شقيقه محمد أحمد بن شداد، وهو شخصية سلفية موالية للإخوان، افتتح "عيادة للعلاج بالقرآن" في غيل باوزير، كان “سمير” هو كاتبها، وقد اشتهرت العيادة وتوافد إليها الناس من كل مكان.

>> قائد محور أبين: تسلم الأمريكيون 3 من القاعدة أرادتهم الشرعية

مطلع عام 2000، تورط سمير في واقعة قتل حول حصص الديزل أمام محطة غيل باوزير وشارك مع مسلح آخر في المشكلة ورمي قنبلة يدويه بعد شجار نشب مع أهالي منطقة القارة لكنها لم تنفجر إلا أن شريكه في الجريمة صوب الرصاص تجاه الأهالي وسقط بسببها الشاب ناجي بن عميران قتيلاً.

أثيرت قضية مقتل عميران بين أهالي منطقة القارة الذين تظاهروا تنديداً بالجريمة وضغطوا بقوة لمحاكمة القتلة، غير أن سمير العوبثاني قام بتهريب القاتل المباشر إلى الصومال مستغلا علاقته هناك مع حركات إسلامية صومالية، وفق مصادر.

وحسب ذات المصادر فقد أصدرت السلطات حينها حكماً بسجن سمير أحمد شداد العوبثاني بتهمة المشاركة في البلطجة والقتل وتهريب قاتل، غير أن أحداثا عصفت بالبلاد بكلها، وسيطر تنظيم القاعدة على حضرموت 2015، وخرج سمير من السجن وعاد من جديد إلى الواجهة.

وتؤكد المصادر أن سمير وأثناء نشاط وسيطرة القاعدة، كان مصدر رعب لأهالي غيل باوزير حيث قام بعدة اعتداءات على مزارع المواطنين عبر عصابات مسلحة مدعياً أنها من أملاك آل باعمر، وأنه أحد مشايخ “آل باعمر” الذين أزاحهم القعيطي في خمسينيات القرن الماضي.

لم يدم عمر القاعدة طويلاً في حضرموت، فقد تمكنت “النخبة الحضرمية” وبدعم وقيادة جيش الإمارات العربية المتحدة من تحرير حضرموت من القاعدة. وأصبح سمير هامشا منسيا، ككثير من الشخصيات الإخوانية والسلفية التي كانت من دعاة القاعدة وشركائها ثم ادعت أنها كانت “من أبناء حضرموت” وليس من “تنظيم القاعدة”، حتى عاد اسمه عبر وثيقة رئاسية مرشحا لقيادة قوة عسكرية للقيام بمهمة بديلة عن النخية الحضرمية، علما بأن “حماية المنشآت” تسمية أضافها اللواء علي محسن الأحمر لاتفاق الرياض عبر وسطائه في التفاوض، وفي حضرموت تعني “حماية المنشآت النفطية”.

الوثيقة الرئاسية.. تذكير حضرموت بالفاجعة

وثيقة العليمي، أعادت تذكير حضرموت بأجواء 2015 وصدمتهم بـ“جيش المنطقة العسكرية“ التي انشقت في 2011 معلنة الولاء لـ“علي محسن الأحمر” بصفته حامي ثورة الشباب “الربيع العربي”، مع بقاء وحدات منها موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

في 2 أبريل 2015 فرض القاعدة سيطرته على المكلا، من القصر الرئاسي ومقر المنطقة العسكرية الثانية، بدون حرب تذكر سوى مناوشات قليلة، وصدم الشارع الحضرمي بـ”اختفاء الجيش”. 

والروايات الثابتة في الوعي الحضرمي أنه ومن اللحظات الأولى لسيطرة “القاعدة” على عاصمة حضرموت، غادر أفراد وضباط جيش الجمهورية اليمنية “معززين مكرمين” كما كان يتندر “الحضارم”، وقد وقف مندوب القاعدة على بوابة بعض المعسكرات يسلم المصاريف لكل جندي يسلم سلاحه ويغادر إلى بلاده.

وأثناء سيطرة القاعدة، نشط العشرات من الموالين للإخوان ولعلي محسن الأحمر، تحت لافتة “أبناء حضرموت” يقومون بمهام مساعدة للقاعدة في الحكم، حيث أدارت النفط والميناء والضرائب وعملت على إعادة خدمة شكلية للناس مع إجراءات صارمة ضد المواطنين وأسفرت عن اعتقالات وإعدامات وترويع.

وقدرت الأموال التي حصل عليها القاعدة من سيطرته على المكلا بأكثر من مليار دولار، بما فيها بيعه للنفط من ميناء الضبة إضافة إلى تشغيله مينائي المكلا والشحر.

وبقي القاعدة يتحكم في المكلا أكثر من العام دون أي موقف من الشرعية، حتى تأسست النخبة الحضرمية وتمكنت بدعم ومشاركة الجيش الإماراتي من دخول المكلا وتحريرها في 24 أبريل 2016م، حيث أعيد تعيين محافظ لحضرموت واستمرت النخبة في حروبها ضد القاعدة لأكثر من ثلاثة أعوام حتى تمكنت من تحرير الساحل، ولا يزال القاعدة ينشط في وادي حضرموت الذي لا يزال تحت وحدات موالية للواء علي محسن الأحمر كتلك التي كانت تسيطر على المكلا قبل أن تنسحب لصالح القاعدة.

سمير العوبثاني

وبعد 5 سنوات من تحرير حضرموت من عناصر القاعدة، لم يجد “العليمي” أحداً من “قيادات النخبة الحضرمية” من يمكنه أن يتولى “حماية المنشآت”، سوى “سمير شداد العوبثاني”.

أسقط جيش علي محسن وإخوانه دولتهم بأنفسهم في 2012، للتخلص من شراكتهم مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وفي 2015 ترك جيشهم المكلا للقاعدة، وفي 2020 يعودون لنفس الأداء، دون أي تغيير، حتى على مستوى الأسماء.

هل يستخفون بحضرموت، أم يؤكدون لمن بقي فيها يحترمهم ولو قليلاً أنهم “غير مأسوف عليهم”..