التاريخ اليمني مُلهماً للفن الحديث في إبداع وروح التشكيلية أنفال مغلس

السياسية - Saturday 28 November 2020 الساعة 10:50 am
القاهرة، نيوزيمن، فاروق ثابت:

رغم أنها من مواليد مصر إلا أنها تعيش اليمن في كل مراحل عمرها، منذ المدرسة وحتى البكالوريوس والماجستير ثم الحياة العملية كانت "سبأ" و"بلقيس" و"قتبان" و"أوسان" و"حمير" حاضرة في روح الفنانة التشكيلية أنفال مغلس المولودة في القاهرة في العام 1987، وحيثما وجهت وجهها فإنها تجسد دوماً سفيرة اليمن القديم والمعاصر معاً في فنها العابر للحدود والزمن في آن واحد.

من جامعة القاهرة نبغت أنفال لتذهل مدرسيها بحسها الفني وحواسها العبقرية التي انهمكت فيه بكل ما تملك من إبداع يحضر معه روح اليمن بتبابعته واقياله وملوكه وملكاته.

أدهشت الفنانة مغلس كل من أشرف على رسالتها التي حصلت عليها بامتياز في العام 2014 حول "عناصر ورموز الفن اليمني القديم كمدخل للاستلهام في التصوير المجسم"، حيث تم فيها استلهام الحاضر من الماضي في الفن التشكيلي والنحت وعمل المجسمات.

تقول أنفال: اخترت تسليط الضوء على الحضارة اليمنية في أعمالي الفنية، وفي مشاريعي الدراسية نظراً لحبي لليمن والافتخار بتاريخه العظيم، ثم الرغبة بالتعريف بتاريخ اليمن الذي يجهله الكثير.

وتابعت: أشعر بالأسف إزاء إهمال المعنيين التعريف بتاريخ اليمن لغير اليمنيين.

وأضافت: التراث اليمني يمثل كنزاً بالنسبة لي من حيث تنوع عناصره ورموزه التشكيلية في مختلف المراحل الزمنية منذ أن بدأ على يد الفنان البدائي على أسطح الجبال والكهوف، حتى تكونت الحضارة اليمنية في ممالك متعددة.

الفنانة أنفال مزجت في أعمالها بين النحت والرسم وفقاً لتخصصها العلمي وهو ما جعلها تبدع في هذا المجال خاصة مع توجهها للتعريف بالحضارات اليمنية القديمة.

"كلما تنوعت العناصر والرموز في الفن اليمني القديم اختلفت الحكاية ما بين الواقع والخيال".

وعن اتجاهها العلمي والمهني في هذا العمل قالت مغلس "المرسم بالنسبة لي محراب الفن وله قدسيته وروحانيته التي احلق بها بعيداً نحو الجمال بعيداً عن ضغوط الواقع وآليته الرويتينية المعقدة".

وكان معرض "صرح" الذي أقيم في القاهرة أبرز المعارض الفنية للتشكيلية أنفال قدمت فيه 27 لوحة فنية نادرة ذات ابعاد 3D و2D وحققت فيه نجاحا مذهلا وضجة إعلامية في الصحافة والتلفزة نظراً لضخامة العمل وندرته إزاء تناول حضارة اليمن بتقنية جمعت النحت والرسم في لوحات ثنائية وثلاثية الأبعاد بتقنية "مكسد ميديا"، وقد أبرزت اللوحات أسدا مجنحا من حراس بوابات المعابد في مملكة قتبان، ووجوها لشواهد قبور سبئية توضح البعث بعد الموت ومدون تحت كل وجه اسم الشخص، كما وجد في شاهد قبره، ولوحات لخط المسند وخط الزبور، ونصوصا ورموزا دينية واختاما لملوك يمنيين توثق للاتفاقات والمعاهدات بين ممالك اليمن ودول أخرى.

وشاركت الفنانة مؤخراً في معرض "قافلة الفن التشكيلي اليمني" الذي أقيم في القاهرة عرضت فيه مشروعها "بطة يمني" أبرزت فيه مغلس على أوراق لعبة "البطة" يمنيات ويمنيين باللباس التقليدي اليمني شمالاً وجنوباً، والغرض من ذلك وفقاً للفنانة، هو تجميع الأزياء الشعبية في لعبة واحدة في وقت تعيش فيه اليمن أزمة، ومقرر أن تضيف الفنانة في المشروع الكتابة بالخط المسند وتستهدف طباعته ثم توزيعه كلعبة في الدول العربية.