إب.. المواطنون يعيشون تحت رحمة المليشيا ومشارط أطباء الموت

تقارير - Sunday 29 November 2020 الساعة 07:45 am
إب، نيوزيمن، خاص:

في الوقت الذي تعاني فيه المحافظة من غياب أبسط الخدمات الضرورية، وانهيار القطاعات المرتبطة بحياة المواطن اليومية، تبرز قضايا أخرى من بينها "الأخطاء الطبية" المميتة التي تؤكد تدهور القطاع الصحي.. حيث أصبح إزهاق أرواح الناس أمراً اعتيادياً، إلى جانب ارتفاع معدل الجريمة والتجاوزات التي تقوم بها مليشيا الحوثي كل يوم.

وصل الحال إلى مستويات مكلفة ماديًا وصحيًا ومعنويًا، وضع مخيف وإهمال يجعل المواطن عرضة لكل أشكال الموت.

عشرات الأخطاء الطبية ارتبطت بعشرات الأسماء كان آخرها (فني التخدير) الذي قام ببتر العضو الذكري للطفل محمد إدريس من منطقة "المزاحم" مديرية العدين قبل أن يتجاوز عمره 10 أيام.

قائمة الضحايا طويلة، والجهات التي تقف وراء هذا القصور والأداء الضعيف وغياب الرقابة وانتحال المهنة لا تحرك ساكنًا.

في ذات السياق، بحت أصوات المواطنين وهم يناشدون المعنيين في المحافظة والجهات الصحية، إعادة النظر في وضع المرافق الصحية بعد أن تفشت ظاهرة الأخطاء التي أدت في أحسن الأحوال إلى الموت أو الإعاقة الدائمة.

وكانت تقارير عديدة أكدت أن غياب الرقابة على المنشآت الصحية في الأعوام الأخيرة أدى إلى انتحال مهنة الطب وتجاوز التخصصات، ناهيك عن التعينات من خارج القطاع الصحي الذي يشكل تجاوزًا خطيرًا.

العديد من هذا النوع من المشاكل كان قد انتهى بالتحكيم بين الضحايا وأسرهم من جهة والمستشفيات والأطباء من جهة أخرى مقابل التعويض أو الصلح والتنازل.

مواطنون اعتبروا أن ما يجري في المحافظة وتحديدًا في القطاع الصحي نوع من الفوضى والاستهتار بأرواح الناس من قبل سلطة محلية فاشلة وأطباء بلا ضمير اتخذوا من المواطن حقل تجارب.

فيما أكد آخرون أن الكوادر الطبية الحقيقية تم تهميشها لصالح أطباء وممرضين جدد بلا خبرة ما اضطرها إلى الهجرة أو النأي بعيدًا عن كل ما يجري.

لا يتوقف الأمر عند المستشفيات الخاصة والجشع الذي تمارسه إلى جانب الأخطاء الطبية بل يتجاوز ذلك إلى غياب أدنى الخدمات في المستشفيات الحكومية.

د. أكرم عطران، والد أحد الأطفال الذين قُتلوا نتيجة للفوضى قبل أكثر من عام وقد تم إعدام القاتل بعد ضغوط شديدة- كتب بالأمس يقول: "نحن الآن في (هيئة) مستشفى الثورة العام في إب أسعفنا خالتي عندها نزيف في الدماغ حالة طارئة وخطرة".

يضيف: "لنا ساعة لم نجد طبيب ولم يعملوا لها شيء سوى الأكسجين، وحين قررنا نقلها إلى مستشفى خاص قالوا لنا لا بد من سيارة إسعاف من أجل الأكسجين".

ثم تساءل بقوله: "من أين نأتي بسيارة إسعاف أين سيارات المستشفى؟ تم الرد عليه بأنه لا يوجد (ديزل)".

وأكد: "وفرنا الديزل والآن منتظرين قدر الله تعالى، حتى أننا حاولنا الاتصال بمدير المستشفى د.غابشة لكنه لا يرد. حسبنا الله ونعم الوكيل".

الأنباء الواردة يوميًا من المحافظة تشير إلى أن العبث والفساد المالي والإداري بلغ ذروته في ظل سيطرة مليشيا الحوثي على كافة المؤسسات الايرادية والخدمية.

والسؤال هنا: أين تذهب إيرادات المحافظة التي عدتها التقارير بمليارات الريالات سنويًا، وهل السلطة المحلية عاجزة عن توفير مادة الديزل للمستشفى الحكومي الوحيد والأول داخل المحافظة؟