نزوح ولجوء واندماج وصور يومية.. "جواز سفر" ومخاوف وعزلة اللاجئين

متفرقات - Wednesday 02 December 2020 الساعة 11:35 am
عدن، نيوزيمن:

في زاوية ما كانت هناك عدسة تحاول أن تبحث عن السلام، تلتقط الحياة النابضة في الشارع اليمني، وتسعى إلى التقاط تفاصيل لا يلاحظها المواطن في اليمن"، "ثنايا فاروق" بعد تخرجها من الجامعة بالولايات المتحدة عام 2013 عادت إلى اليمن، وقررت أن تبني مسارها المهني كمصورة، حيث بحثث عن الجمال في زمن الحرب ملتقطة العديد من الصور. 

في أحد اللقاءات الصحفية لثنايا تقول: عندما بدأت الحرب في 2015 كنت لا أزال في اليمن، وما زلت أتذكر صوت الضربات الجوية وبقايا النوافذ المنكسرة في صنعاء. هناك الكثير من الذكريات التي لا يمكن نسيانها أبداً، ولكن الطريقة الوحيدة التي تجعلني أتعامل معها هي العمل على تلك الذكريات وإنتاج أعمال فنية منها، أظن أن التصوير قد أنقذني آنذاك..

توجهت فاروق لتوثيق قصص النساء وكيف تقوم المرأة اليمنية بفعل المستحيل لمساعدة عائلتها رغم كل عوائق الحرب، بعد أن حصلت على اللجوء وأقامت في هولندا بعد حرب 2015، وركزت على التصوير الوثائقي ذي صلة بمواضيع الذاكرة، الهجرة والنزوح.

عبر مشروعها جواز سفر " The Passport"، تمكنت من نقل قصص اللاجئين للعالم كما هي، فلم يكن هناك أي حواجز بينها وبين الناس الذين قامت بتصوريهم.

قامت ثنايا بالتصوير في عدد من مخيمات اللاجئين في هولندا، وفي مخيم "المركزي" في جيبوتي. حيث سرد مشروعها يوميات، صور لأشخاص من مختلف الجنسيات (سوريا، العراق، اليمن وغيرهم) مروراً بمراحل اللجوء.

"جواز سفر" وفر للاجئين مساحة لكتابة قصصهم بطريقتهم، ومن خلال التواصل معهم في بعض الأحيان من خلال الرسائل كمساحة للتعبير عن أنفسهم بكل راحة. في هذه الرسائل، البعض يتحدث عن فقدان أحبتهم أو عن شعورهم بالاشتياق لمنازلهم وبلدانهم، صور ورسائل تم جمعها في كتاب مدعوم من Open Society Foundation..

تناول المشروع مواضيع النزوح واللجوء والاندماج، من خلال اللوحات وصور الحياة اليومية، والتأملات الشخصية، والشهادات المكتوبة بخط اليد. هدف إلى تصوير الآمال والمخاوف والأحلام والعزلة وإظهار الطبيعة غير المتوقعة والانتقالية والمقيدة لحياة اللاجئ.

تحتفظ المصورة اليمنية ثنايا بألبوم صور لقطاتها بالإضافة إلى كتابها الأول " I dont recognize me in the shadows" في موقعها الخاص:

http://thanafaroq.com/

* هذا حقيقي 

الحرب حقيقية

خروجي من اليمن حقيقي

ترك عائلتي ورائي أمر حقيقي

إعادة توطيني في هولندا حقيقية

إن الانتقال من مكان إلى آخر أمر حقيقي

ملابسي التي لم تعد تحمل روائح مألوفة بالنسبة لي هي حقيقية

هذه الأغنية الحزينة التي تعزفها في الغرفة مرارًا وتكرارًا حقيقية

كل هذه الضوضاء في العالم حقيقية 

ألوان المناظر الطبيعية الهولندية الخريف جميلة وحقيقية 

هذا البرد حقيقي

هذا التوقف لحياة طبيعية وباقات أحلام نابضة بالحياة أمر حقيقي

هذا الألم هنا حقيقي.

* سطور من كتاب ثنايا فاروق