تسجيلات الأمواج أحد الشواهد على ذاكرة الفن الجنوبي

الجنوب - Sunday 06 December 2020 الساعة 08:50 am
عدن، نيوزيمن، محمد جسار:

إن ذاكرة الفن (الجنوبي) في جُل مساراتها، مليئة بالقامات الفنية والأصوات التي لن تتكرر، تلك الأصوات التي حملت أشواقاً وأفكاراً وغراميات شتى تُرجمت إلى ألحان وكلمات تستفيض بالعواطف وترتقي بالروح إلى أسمى شكل من أشكال الجمال الفني البارع، ذلك الجمال والذي بقي معلقاً في بال كُل من استمع إلى تلك الأغاني لعشرات السنين. 

لا نستطيع أن نذكر الفن في عدن دون أن نذكر أحد أبرز وأشهر استيريوهات تسجيل الأغاني والذي كان محطة انطلقت فيها الكثير من الأصوات وتوثقت -وإن كان بشكل جزئي- بعض الأغاني النادرة، فتسجيلات الأمواج هي إحدى الاستيريوهات والتي كان يتردد عليها الكثير من فناني الجنوب، ليسجلوا أغانيهم بالكاسيت أو أشرطة الفيديو. 

يحكي سعيد سعد الله مرجان مسلم، صاحب تسجيلات الأمواج في الشيخ عثمان لـ"نيوزيمن"، حول نشأة الاستديو في منتصف الثمانينات قائلاً: في نهايات 1985 بدأ الأمواج والذي كان الفضل في تأسيسه يعود إلى عبيد سعد الله مرجان وأخوانه, عبارة عن محل تصوير وفيديو، وتعرقل قليلاً بعد أحداث يناير في 1986 لكن بعد فترة من تلك الأحداث عاد نشاط الأمواج كاستديو وفيديو، وكان محلنا أمام محطة البترول في الهاشمي، وكان تخصصنا بالأساس التصوير حتى عام 1988، دخلنا عالم الكاسيت (الصوت)، وعملنا بشكل متواصل من أجل مكتبة تخص جميع فناني الجنوب، ومشاهير الفن في الخليج والوطن العربي، ومن تلك الفترة بدأ يأخذ المحل مكانة على الساحة الفنية لأنه كان يأتي بكل ما هو جديد في الكاسيت على مستوى الوطن العربي. 

وأضاف: كان تعاملنا الرئيس مع الكويت بالذات مع أشهر شركات الإنتاج الصوتي هناك شركة رومكو بعد أن نزل الفنان أبو بكر سالم شريط ردود في عام 1990 والذي أخذنا فيه التوكيل الحصري من الكويت، وقد تم شحن الكمية من الكاسيتات عن طريق الطيران لأجل ان نواكب المحلات والاستيريوهات الموجودة في الجزيرة العربية عموماً وفي الكويت خصوصاً، لأنها كانت رائدة بالذات في الصوتيات. ومن هنا بدأ يحتل محلنا الامواج مكانة مهمة في عالم الصوتيات، وكان تعاملنا مع الكويت لأن أغلب أعمال الفنانين الجنوبيين كانت تُسجل اعمالهم الصوتية في الكويت، عن طريق شركتي الانتاج الصوتي الاشهر هناك (رومكو)، (النظائر). 

وتابع: كنا نرفد المحل بكل ما هو جديد على صعيد الصوتيات والفيديوهات، فقد كان تعاملنا في الفيديو مع شركة السينما الكويتية وكنا نأتي بآخر ما يُصدر من هذه الشركة كالأفلام العربية والاجنبية والهندية.

أما في موضوع الحقوق الفنية فقد قال سعيد: للأسف في بلدنا لا توجد حقوق في المصنفات الفنية في وزارة الثقافة، وهذا الشيء الذي أثر على الاغنية والفنان الذي لا يستطيع ان يثبت حقه بالأغنية. 

أما في موضوع الفنانين والذين سجلوا أغانيهم والبوماتهم في استيريو الأمواج فقد بيّن الأستاذ سعيد: كان التعاون الفني بيننا وبين عدد من الفنانين كبيرا إلى حد ما وايضاً كانت لدينا بعض المشاريع مثل مشروع التوكيل لأغاني فيصل علوي على مستوى اليمن، لكن هذا المشروع اصطدم بعملية عدم الاحتفاظ بالحقوق واحترام الحقوق، من قبل الاستيريوهات العاملة بالصوتيات الأخرى.

وقد تعاملنا مع الكثير من الفنانين وسجلنا لهم أشرطة لاقت رواجاً كبيراً كعبود خواجة، وعلوي فيصل علوي الذي كان بيننا تعاون غير عادي وقد كان فنانا مبدعا ويعمل أعمالا غير عادية، رحمه الله. وعملنا مع الفنان المرشدي وعبدالله عيدروس، وبدأنا ايضاً مع فنانين من الصفر مثل عوض تكرير، والفنانين الشعبيين كالقُديمي ومجموعة من فناني لحج وفناني أبين وفناني عدن.