أبكر سيف فارع”.. شارك الحمادي تأمين الحجرية والشهادة.. “الكدحة” ومعارك التنظيم

تقارير - Sunday 06 December 2020 الساعة 08:19 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

قريباً من “العين” حيث اغتالت يد الغدر والخيانة “العميد” الذي بنى اللواء 35 جيشاً وطنياً خالياً من الحزبية، هناك حكاية أخرى لـ”جرائم الإخوان” الممتدة ضد القوات المسلحة وكل المقاومات التي لا تخضع لها..

ففي جبهة الكدحة غربي محافظة تعز، تتجسد صورة مصغرة من جبهات القتال مع الذراع الإيرانية في كل اليمن وتآمر التنظيم المصنف كإرهابي في دول المنطقة العربية “الإخوان”، ضد القيادات الوطنية الخارجة عن توجهاته وتعطيل المعارك وإشعالها وفقا لمصالح الجماعة.

عندما اندلعت المعارك في تعز بقيادة العميد ركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع والتطورات السريعة التي انتهت بخروجه من تعز وعودته إلى الحجرية لترتيب قواته، كان “أبكر” ابن القيادي المؤتمري “سيف فارع سويد” أحد أبرز ضباط الشرطة الذين التحقوا به وحملوا هم تأمين المعافر لتكون نقطة الانطلاق لمعارك التحرير.

تخرج أبكر سويد من كلية الشرطة عام 2011، لم يكن أحد قد سمع باسمه حتى بعد توليه بين 2015 وحتى مطلع 2018 نائبا لإدارة أمن المعافر والتي لعب منها دورا هاما في حل مشاكل الناس وآخر بتعقب خلايا الحوثيين ومراقبة تحركاتهم غربا خاصة عند تعيين الذراع الإيرانية مشرفا متحوثا للمعافر من أبناء الكدحة وآخر لإمداد قواتهم في كل تعز، وكان لأبكر دور فاعل في تتبع نشاطهم الإرهابي والإطاحة بهم وتحصين الجبهة الداخلية للواء 35 مدرع عند تشكيل طلائعه الأولى.

ومع انسحاب اللواء 17 مشاة في شهر يونيو 2017 وتهاوي أكثر من 10 كيلومترات بيد مليشيا الحوثي وتتويج الإخوان لقائدهم في جبهة الكدحة فضل الحيقي بعقد قرانه من طفلة، لم يكن أمام التحالف واللواء 35 مدرع إلا أن يدفع بكتائب أبو العباس من مدينة تعز.

>> أحمد نويهي مستقصياً أبكر سيف بين سهول المعافر وأحراش الكدحة

كان لضعف خبرة كتائب أبو العباس في القتال في المناطق الجبلية المفتوحة سبب في عدم استقرار الجبهة على قائد واحد، إضافة إلى بعد خط الامداد من مدينة تعز وإثارة الإخوان لمشاكل جانبية مع الحاضنة الشعبية لإشغالهم عن مواجهة الحوثيين والذين شرعوا في تهجير آلاف الأسر من قرى المشاولة السفلى أو ما يعرف بالكدحة وتتبع المعافر وقرى العفيرة والرحبة والمكازمة والتي تتبع جبل حبشي.

وكان النقيب أبكر سيف فارع، هو الضابط الوحيد الذي يتمتع بصفات القيادة و"المنقذ" من صدام وشيك مع الحاضنة الشعبية وقد نجح في وضع حل جزئي لمأزق الأسر المحاصرة وكسب الناس ولملمة شتات خطوط النار بضم أكثر من 500 مقاتل لا يزالون حتى اليوم خارج دوائر الترقيم العسكري لمحور تعز.

واجه أبكر تحديات كثيرة من بينها كمائن الاغتيالات بالعبوات الناسفة من قبل مليشيا الحوثي ومضايقات إخوانية لمقرات إدارته في بني خولان القريب من معسكر للحشد الشعبي وعكاد حيث غرفة العمليات المتقدمة وكذا امتداد طريق امداده من العين/المواسط.

وبعد سيطرة الإخوان 2019 على مفرق البيرين جرى عزل أبكر ومقاتليه بشكل نهائي بالكدحة عن مسرح عمليات اللواء 35 مدرع وحتى مسرح الجبهة ذاتها عندما تم فصل مدفعية الجبهة بجبل الروي المطل على مسرح المواجهات بالكدحة.

ووصل تطاول الإخوان لشن حملات إعلامية وشائعات تتهم أبكر سويد ومقاتلي كتائب أبو العباس باقتحام مخيمات نزوح أنشأتها دولة قطر للمهمشين أسفل البيرين، بل وصل الأمر لقيام أحد اتباعهم ويدعى أمين العلاله لتوزيع أموال للمهمشين وحشدهم على متن باصات ونقلهم لمدينة تعز للتظاهر ضمن حملات تشويه ركزت على اللواء 35 مدرع ممثلا بالحمادي وجبهة الكدحة ممثلا بأبكر.

رغم ذلك، استطاع الضابط الصاعد بفعل علاقته الواسعة هناك أن يتجاوز استفزازات الإخوان وعناصر الحشد الشعبي التي نصبت نقاط التفتيش في خط امداده بيد أن ذلك لم يغفر له لكونه أحد ضباط الحمادي الذي رفض الانصياع لسلطة الإخوان وتنبه لمؤمرات قطر وتفاجأ الجميع بمقتله يوم 27 نوفمبر 2019 بحادث سير وانقلاب طقم عسكري مع ثلاثة من مرافقيه وإصابة خمسة آخرين في منطقة الكاذية على خط سوق الأحد بمديرية المعافر.

حدث ذلك قبل أسبوع واحد من اغتيال قائد اللواء 35 مدرع العميد ركن عدنان الحمادي، الجريمة التي هزت الرأي العام، وبدت وكأن العقل المدبر للجريمتين استهدف التخلص من أبرز ضابط فاعل بجبهة تختصر الطريق إلى المخا ثم بعده بأيام الإطاحة برأس الهرم ممثلا بالحمادي، حاكم الحجرية في عمليتين فتحتا الطريق على مصراعيها لاسقاط جبال المعافر والشمايتين والمواسط الاستراتيجية والانتقال للمرحلة الثانية صوب الساحل الغربي وعدن عبر طور الباحة.

كما أن المعلومات الأولية تشير إلى أن قيادات حزب الإصلاح والتي نفذت كلتا الجريمتين ولم تحتج في اغتيال أبكر أكثر من زرع خلل في طقمه الشخصي واعتراض طريقه وهو يسير في منعطف خطير بسيارة مدنية من أجل اخفاء أي أدلة جنائية وإرباك اللواء 35 مدرع أمنيا وتسهيل تنفيذ الاختراق الأكبر المتمثل باغتيال الحمادي، وفق ناشطين.

وبعد عام من اغتيال أبكر، تعطلت المعارك نهائيا بالكدحة وتحولت نسخة أخرى من جبهة الأشروح المجاورة لتأمين عبور شحنات التهريب المشبوهة.

>> المعافر تشيع جثمان قائد جبهة الكدحة ورفقاءه

أما على مستوى الإدارة لا يزال كل شيء على حاله دونما حل ترقيم الأفراد وتركة ديون ثقيلة أثقلت كاهل والد النقيب أبكر سويد، الشيخ المدني الذي وجد نفسه مسؤولاً عن تركة ابنه الأكبر في جبهة تأسست قبل أربعة أعوام لحرب الذراع الإيرانية غرب تعز واستقطبها الإخوان لمعاركهم.