عدي صدام.. طفل يؤدي التحية العسكرية لجثمان أبيه الشهيد أثناء دفنه في ريمة

الجبهات - Sunday 13 December 2020 الساعة 09:59 am
نيوزيمن، فاروق ثابت:

بينما كان الحاضرون في الجنازة بقرية "الخربة" بمديرية السلفية -محافظة ريمة ينتظرون ردم القبر ليهيلوا التراب ويعودوا منازلهم بعد انتهاء الدفن.

وقف نجل الشهيد بقدميه الحافيتين والممرغتين بالتراب ثابتاً، ورفع يده معظماً بالتحية العسكرية وهو يلقي النظرة الأخيرة لجثمان أبيه أثناء إدخاله اللّحد وفي صدره يلصق صورته.

هكذا قرر عدي صدام مجاهد الحاج أن تكون مراسيم توديع أبيه شهيد الوطن الجمهوري بالطريقة العسكرية، مرسلاً الف رسالة ومعنى وأسى وألم للشرعية التي لم تتنبه لذلك ولم تعر الكثير من شهداء اليمن المحسوبين عليها أي اهتمام.

كانت ملامح وجه الطفل الذي بدا يواجه معركتين: اخفاء ملامح حزنه بفقدان ابيه، وخوف اليتم الذي نزل كالصاعقة، كانت ملامحه بوجهه الشاحب ويده الضامرة تقول: لقد تركتموه وها أنا سأودعه عسكرياً بمفردي، ولم يهن عليه قبر والده الشهيد دون وجود من يرفع يده رسمياً للتحية العسكرية كأقل واجب نظير ما قدمه البطل لأجل اليمن وهو أحد مغاوير "لواء الصقور".

لقد خلد صدام الحاج نفسه مرتين: الأولى حينما وهب روحه لأجل الوطن. والثانية عندما خلف طفلاً يفوق سنة قَيّلاً يمنياً شامخاً كالجبال يفتخر بأبيه وقد قدم روحه لأجل اليمن ويفعل ما يلزم، وبقلب ألف فارس حيا الطفل العملاق اباه العملاق رغم الاسى والمصاب الاليم.

ناشطون ومدونون اعربوا عن اساهم لهذا المصاب ودهشتهم لقوة الطفل الذي أصاب كل من شاهد الصورة بمقتل وحرك المشاعر وأذرف الدمع، منتقدين الشرعية لإهمال الشهداء وأبنائهم.

وكانت الصورة ووضع الطفل دفعت الكثير للتفاعل والمبادرات، بينهم مركز نشوان الحميري الذي اعلن تقديم هدية للطفل ب100 الف ريال، سنويا في بداية كل عام دراسي حتى انتهاء الطفل من الثانوية العامة.