جواسيس الحوثي في قبضة المقاومة الوطنية.. السُّلالة والمال والسلطة وقناة الجزيرة - اعترافات

تقارير - Monday 14 December 2020 الساعة 09:59 pm
المخا، نيوزيمن:

وزع الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية فيلماً تسجيلياً لاعترافات خمسة جواسيس اعتقلتهم شعبة الاستخبارات العسكرية، كخلية تجسس تابعة للذراع الإيرانية في الساحل الغربي.

شرف الدين.. وصلف الفكر السلالي

”زيد شرف الدين”، يحكي واحدة من المواجع التي نبشها الحوثي في وعي اليمنيين، وهي الانتماء السلالي، “هاشميته” قادته مبكراً إلى “دورة خاصة بالحوثي جنوب صنعاء”، تم غرسه في طريق المقاومين المنتمين للمقاومة الوطنية، كسائق باص للإيجار لمن يريد نقل عائلته إلى الساحل الغربي.. وبعد نجاحه في المهمة تم ترقيته وتوجيهه للبقاء في الساحل وجمع ما أمكن من معلومات، ثم العودة إلى صنعاء لتقديم تلك المعلومات لقيادات حوثية، حتى وجد نفسه مكشوفاً بين يدي المقاومة الوطنية.

ماجد السياغي.. والتعاون بين الحوثي وقناة الجزيرة

يقول “ماجد عادل حمود السياغي” وهو نجل صحفي مؤتمري انخرط مع الحوثيين، وحاول الخروج من صنعاء ثم عاد إليها، وقصتاهما، الأب والابن، تكشفان جانباً مهماً يتعلق بالتنسيق بين قناة الجزيرة القطرية والحوثيين.. فحين عاد الأب إلى صنعاء، يقول ماجد: “اتصل بي والدي عادل السياغي طالباً مني العودة إلى صنعاء للمشاركة في فيلم وثائقي لجمال المليكي لصالح قناة الجزيرة بهدف الإساءة للقوات المشتركة، مقابل 7 آلاف دولار”. غير أن المقاومة الوطنية سبقت الجميع واعتقلت ماجد.

لكن هذه لم تكن إلا آخر الحكاية.. أما بدايتها، يقول ماجد، إن الحوثيين قاموا بتهديده بإخوته، مضيفاً: "التحقت بالمقاومة الوطنية في أغسطس 2018م، وبعد عام ويزيد من عملي بالمقاومة الوطنية، تواصل بي مسؤول الأمن الوقائي الحوثي بمنطقة مذبح، طه دمشقي، وقام بتهديدي بأسرتي ما لم أوافق على العمل لديهم في حصر المعلومات وجمعها وإرسالها".

ويكشف جهداً حوثياً في تشتيت القادمين إلى الساحل، حيث يقول: “تواصل بي زميل سابق يعمل لدى الحوثيين يدعى باسم الشرعبي. حاول إقناعي للذهاب إلى جبهة باقم مع أفراد آخرين من الساحل الغربي”.

غير أن دمشقي أوقف المقترح وكلفه مواصلة العمل كجاسوس، مقابل مرتب 100 ألف ريال شهرياً.

أشرف وعشرة أفراد فقط قبلوا بالحوثي في الخوخة

“أشرف ثابت محمد سعد” واحد من أبناء مديرية الخوخة، استقطبته الذراع الإيرانية في 2017، كان عاملاً في مؤسسة الأسماك، غير أن “أبو طالب” وهو مشرف الحوثيين يومها في المدينة، لم يجد قبولاً لدى الناس.. المدينة الوادعة رفضت التعبئة الطائفية وانغلقت على نفسها.. وكل ما خرج به هو عشرة أفراد، يقول أشرف “تلقينا دورة قتالية أنا وعشرة أشخاص من الخوخة عام 2017م لمدة شهرين”، وحين حررت المدينة هرب العشرة جميعاً إلى الحديدة، وهناك احتاج للإعالة والمصاريف، وكل ما كان يحصل عليه من الحوثي مبلغ لا يتجاوز العشرة آلاف ريال.

سوء الحال في الحديدة اضطره للسفر إلى صنعاء، وواصل الحوثي “توظيفه مقابل المصروف الزهيد”، يقول إنه كان يتصل بمعارفه في الخوخة ويقدم المعلومات للحوثي، عاد بعدها إلى الخوخة.. وبعد ثلاثة أو أربعة شهور تواصل به شخص سماه “محمد نبيل”، يقول إنه حفزه للعودة للرصد مقابل 30 ألف ريال".

كان الوسيط الذي يتواصل به ويدعى “أبو ثابت” يرسل له نماذج عبارة عن خرائط للمناطق المطلوب تقديم المعلومات عنها، وكان أشرف يسجل ما لديه من معلومات، عن تحرك القوات وأماكنها وما يرصده من تحرك القيادات.

حيدر.. مساعدة السلطة والإغراء بالمال

لـ“حيدر مقبولي” حكاية أخرى، تشبه مديريته التي استمر الحوثي في أطرافها، مستغلاً كل ما يمكن من الضغوط على الساكنين تحت سيطرته للتعاون معه، فقد احتاج الرجل إلى مساعدة سلطة لحل مشكلة بيع وشراء، ولم يجد سوى الحوثي، الذي لا يقدم خدمة مجانية لأحد، فالمواطنة عنده مرهونة بالولاء السياسي والعقائدي له، وكان ذلك الحل مدخل لتجنيد “مقبولي”.

وفقاً للاعترافات التي أظهرها فيدو التحقيق المنشور، فإن “عادل درويش”، الموظف في قسم الإمداد مع الذراع الإيرانية رتب له اللقاء مع قيادي حوثي يدعى (أبو حسن الغرباني)، وبعد أن حلت مشكلته بدأ العمل مع الحوثيين، الذين أرسلوه إلى الخوخة لذات المهمة، سيرسلون له المال مقابل الرصد والمعلومات.

أمين الغليسي.. سلسلة الخيانة تجذب بعضها

“أمين زايد حزام الغليسي”، التحق بالمقاومة الوطنية عام 2018م، يقول "تعرفت على شخص يدعى علي القادري من محافظة ذمار، الذي كان في الساحل وفر خائناً إلى صنعاء".


ومن صنعاء عاد القادري للتواصل مع الغليسي، وأغراه للعمل لصالح الحوثيين مقابل الحصول على المال؛ لكن الصفقة لم تتم عند هذا الحد، بل سافر الغليسي سراً إلى محافظة إب ثم إلى العاصمة صنعاء، حيث التقى بقيادي حوثي يدعى (فائز علي) طلب منه العودة إلى الساحل ونقل معلومات، على أن يرتب فائز علي لقاءً للغليسي لاحقاً مع المدعو "أبو علي الحاكم”، لكن المقاومة وصلت لمشروع الخيانة قبل أن يحقق أي نجاح.