مليشيا الحوثي تسرق "مساهمات المجتمع" من أفواه المعلّمين

تقارير - Wednesday 16 December 2020 الساعة 11:13 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

لم تكتف مليشيات الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- بنهب وسرقة مرتبات المعلمين -مثل غيرهم من موظفي الدولة في مناطق سيطرتها- ولا إيرادات صندوق دعم التعليم المستحدث مؤخراً، فها هي كروش قياداتها تمتد لابتلاع ما أسميت مساهمة مجتمعية من أولياء أمور الطلاب لتأمين بدل مواصلات للمعلمين.

والمبادرة المجتمعية تتمثل في فرض دفع مبلغ ألف ريال شهرياً على كل طلاب وطالبات المدارس الحكومية، وكانت تهدف توفير ما لا يقل عن 30 ألف ريال كبدل مواصلات للمعلم قبل أن تلتف عليها مليشيا الحوثي، عبر ادارات المدارس، ووزارة التربية والتعليم التي يديرها شقيق زعيم المليشيات يحيى بدر الدين الحوثي.

المعلمة أم غادة في حديثها إلى (نيوزيمن) أكدت أن المبادرة المجتمعية إلزامية وليست طوعية كما زعمت مليشيا الحوثي، متهمة وزارة التربية والتعليم في صنعاء بسرقة المبالغ المالية عبر قيادات حوثية عينوا في مناصب مدراء للمناطق التعليمية.

120 ريالاً قيمة الحصة الدراسية

وحسب أعداد الطلبة في كل مدرسة، تفترض التربوية أم غادة حصول كل معلّم على بدل مواصلات ما بين (5- 20) ألف ريال، كحد ادنى، مشيرة إلى أن القضية برمّتها مرهونة بما وصفتها ذمّة مدير المدرسة وضميره.

من جانبه كشف المعلّم (ع، ع) عن تقديم مديرة مدرسة مجمع الثورة بصنعاء، مبلغ 120 ريالاً للمعلّم مقابل الحصّة الدراسية الواحدة، وهو ما يعني حصول المعلّم على اقل من (500) ريال مقابل 4 حصص يوم دراسي كامل، وأقل من (10) آلاف في الشهر الواحد.

المعلّم، الذي تحفظ (نيوزيمن) على هويته، اعتبر ان المعلم في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، يواجه حربا حوثية شعواء، تستهدف بالدرجة الأولى كرامته واحتقار وظيفته.

..و10 آلاف ريال قيمة قات مشرف حوثي 

مضيفاً، بحرقة وأسى، "المشرفين حق الحوثه بيخزن (قيمة قات) الواحد منهم بعشرة ألف ريال في اليوم، ونحن في الشهر نحصلّ اقل من عشرة الف كأنها بدل مواصلات".

وفي سياق متّصل، كشفت المعلّمة أمّ غدير لـ(نيوزيمن) عن وقائع قاسية بمعاناة المعلمين في زمن مليشيا الحوثي، مشيرة إلى توزيع علاقتي خبز لكل معلّم/ـة، في مدرسة سكنية بدلا من المبادرة المجتمعية النقدية، فيما تكفلت وزارة الكهرباء بدفع قيمة وجبة إفطار لمعلمين/ات، في مدرسة أخرى.

وفي منطقة شعوب اتهم معلّمون هناك مدير المنطقة، عصام العابد، بالاستحواذ على نصيب الأسد من قيمة المساهمة المجتمعية الاجبارية في مدراس المنطقة، مشيرين إلى استيلاء العابد على نسبة 70% من المساهمة المجتمعة وإبقاء الفتات للمعلمين/ات". 

 تسرّب إجباري من المدارس

انعدام الدخل أجبر أولياء أمور طلاب على إبقاء أطفالهم في المنازل وتسرّبهم من صفوف التعليم قسرياً لعجزهم عن دفع مبالغ المساهمة المجتمعية شهريا.

يتساءل أحد أولياء الأمور، احمد الريمي قائلا: "اعول ستة اطفال يدرسون وانا اعمل على عربية خضار في السوق من اين لي كل شهر ستة الف ريال؟"، مشيرا إلى اضطراره إخراجهم هذا العام من فصول المدرسة لتوفير مبالغ المساهمة المجتمعية في تأمين قيمة المواد الغذائية الاساسية وفي ذات الوقت مساعدته في السوق.

في حديثها إلى (نيوزيمن) تلاحظ المعلّمة (ه، م) تزايد حالات التّسرب للطلاب/ ات من المدارس الابتدائية، منوهة إلى أن بعض ادارات المدارس تحاول اقناع اولياء الامور اعادة الطلاب لفصول الدراسة بمبادارت ذاتية من بعض مدراء المدراس.

وقالت: "أغلب أولياء الأمور يطالبون إعفاءهم من الالف الشهري"، متسائلة في هذا السياق: "معظم الطلاب يأتون المدرسة بدون وجبة افطار فمن أين لهم بالف ريال كل شهر؟".

عن وضع التعليم في اليمن في زمن الحوثي، قال تقرير لمنظمة (اليونسيف)، في مارس 2020، إن مليوني طفل يمني أصبحوا خارج المنظومة التعليمية، مقابل 5.8 مليون تلميذ لا يزالون مواظبين على ارتياد مدارسهم، وما يقارب 1.71 مليون طفل يعيشون في محافظات النزوح منذ العام 2015م، وبعضهم أجبرته الظروف المعيشية على ترك المدارس والالتحاق بسوق العمل.

وكانت مليشيا الحوثي أقرت في سبتمبر 2019م، قانوناً لإنشاء "صندوق دعم التعليم والمعلم في اليمن"، بغرض ضمان استمرار العملية التعليمية، وخصص القانون إيرادات "ضخمة" لهذا الصندوق، منها: نسبة 2% من ضريبة مبيعات القات، و1% من الرسوم الجمركية للسلع والبضائع في المنافذ الرئيسية، و2% من قيمة عرائس السجائر محلية أو مستوردة.

بالإضافة إلى نسبة 1% من قيمة فواتير الاتصالات الهاتفية "الثابت والنقال" وخدمات الانترنت، هذا غير نسبة ريال واحد من قيمة اللتر البترول والديزل والغاز المحلي أو المستورد..