فارس.. ضربته إدارة المدرسة في صنعاء وعمل في "السرويس" لتوفير المبلغ والعودة للدراسة

السياسية - Friday 18 December 2020 الساعة 09:37 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

يصحو مبكراً للحاق بالمدرسة رغم الظروف المعيشية الصعبة التي لا تجعله يفي بالمتطلبات الدراسية، وتحت الطقس  القارس الباعث على المرض والجوع، في بلد أنهكه الفقر والجوع والمليشيا.

فارس الحكمي، ذو الربيع الثامن، جعلته الأوضاع الصعبة وكفاح الحياة يناضل بصورة تفوق عمره، ومع كل ذلك فهو لا يسلم دائماً من عجرفة مدراء المدرسة المنصبين من قبل المليشيا الحوثية، حيث يفرضون على الطلاب دفع مبالغ مالية، بحجة تسليمها للمدرسين الذين يعملون برواتب منقطعة في مناطق سيطرة المليشيا.

وكل مرة يستطيع فارس دفع المبلغ للمدرسة بالكاد بمساعدة أبيه، ولكن هذه المرة لم يسعفه الحظ لتسليم المبلغ المطلوب، ما دفع بإدارة مدرسة "الكبسي" بصنعاء لضرب الطالب ضرباً مبرحاً إلى درجة صادمة، وهو الأمر الذي دفع بولي أمر الطالب الزميل هشام محمد الحكمي للتدخل لدى إدارة المدرسة منتقداً إياهم بما تعرض له نجله.

يقول هشام: "ذهبت المدرسة كي احتج على ضرب ابني بهذه الطريقة، ولكنني تفاجأت بتعنت الوكيلة ولا مبالاة المدير"!

حالة الأب المادية صعبة كبقية الموظفين في المؤسسات الواقعة تحت سيطرة المليشيا، ويعني ذلك استمرار ضرب الطفل أو طرده من المدرسة إن لم يدفع ما فرض عليه، فيما الطالب متعلق بالدراسة ولا يحب ترك التعلم، ولأن والده ليس لديه حيلة في توفير المبلغ، فقد فاجأ فارس أباه وكل أسرته بالذهاب إلى سرويس للسيارات والعمل هناك ليوم واحد لأجل توفير مبلغ "ألف ريال"- يعادل دولاراً واحداً تقريباً- مفروض من قبل المليشيا الحوثية شهرياً على كل طالب في المدارس الواقعة تحت سيطرتهم.

انطلق الطفل إلى المدرسة مباشرة بمجرد استلامه أجرة السرويس لدفع المبلغ والعودة للدراسة معززاً مكرماً.

يقول أبوه: "ينتابني الكثير من الكلمات الحزينة والأليمة، ولله الأمر من قبل ومن بعد".

وفرض الحوثيون جبايات علي كل طفل ملتحق للدراسة بالمدارس الواقعة تحت سيطرتهم، في مدارس تم احلال مدرسين تابعين للسلالة فيها دون مؤهلات بدلاً عن المدرسين الاصليين، والذين تم فصلهم من قبل المليشيا أو فروا إلى محافظات أخرى بعيداً عن مطاردة المليشيا، أو هروباً من الجوع والاتجاه صوب أعمال أخرى بسبب إلزام المدرسين بالعمل دون رواتب.

وتشهد مدارس الحوثيين إلى جانب ذلك فرض ما تسمى "دورات ثقافية" ودروس طائفية للأطفال بعضها تم اعتمادها في المنهج المدرسي، وتستقطبهم المليشيا بعد ذلك للجبهات وتدفع بهم للقتال في صفوفها مستغلة صغر سنهم والحالة المادية الصعبة لأسرهم، والكثير منهم يتم الدفع بهم للجبهات دون علم أسرهم.

وذكرت تقارير رسمية تابعة للحكومة الشرعية بأن الحوثيين قاموا بتجنيد 4 آلاف و638 طفلاً منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي.

وتشهد المدارس تحت سيطرة المليشيا إلى جانب ذلك تسرب الأطفال والفتيات عن التعليم، بسبب صعوبة الظروف المعيشية وعدم القدرة على الإيفاء بالمتطلبات الدراسية، واتجه الكثير من الأطفال نحو الشوارع وسوق العمل، لأجل توفير لقمة العيش لأسرهم، ما فاقم من معاناتهم تحت الاستغلال والعنف، والتحرش الجنسي الذي يتعرض له كثير منهم في بلد يعاني الفقر والجوع والمرض والحرب والمليشيا.