الدم الجنوبي أعاد التوازن الذي أسقطه تحالفهما.. قطار "الرياض" يحرر “هادي” من الإخوان

تقارير - Friday 18 December 2020 الساعة 09:12 pm
عدن، نيوزيمن، صالح لزرق:

وضعت الخطوات العملية لتنفيذ اتفاق الرياض، تحالف الرئيس عبدربه منصور هادي، وحزب الإصلاح الفرع اليمني لتنظيم الإخوان المسلمين، على المحك، ونجح ضغط المملكة العربية السعودية في إعلان حكومة المناصفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي.

دخل هادي في تحالف مصالح مع حزب الإصلاح، بعد صعوده إلى السلطة على سلم المبادرة الخليجية، خلفا للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، عقب فوضى ما عرف بـ"الربيع العربي".

وعقب تسلم السلطة خلال العام 2012، شكل هادي وتجمع الإصلاح، ما عرفت بـ"حكومة الوفاق" برئاسة محمد سالم باسندوة، بمشاركة شكلية لباقي المكونات، واستمرت حتى اجتياح مليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014م.

في غضون ذلك شكل الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، حكومة كفاءات برئاسة المهندس خالد بحاح قبل أن يزيحه في العام 2016م من رئاسة الحكومة ومن منصب نائب رئيس الجمهورية، ويعين أحمد بن دغر رئيسا للوزراء، وعلي محسن الأحمر نائبا للرئيس، في خطوة أثارت جدلا واسعا وعدت انقلابا على حكومة التوافق.

ولاحقا أعاد هادي الزخم الى تحالفه مع الإخوان (حزب الإصلاح) حيث أصدر قرارا بتعيين القيادي الاخواني عبدالله العليمي مديرا لمكتب الرئاسة، وبالنتيجة وضع قرار الشرعية في يد التنظيم، الذي استغل سيطرته على مؤسسة الرئاسة لتغيير مسار المعركة من تحرير الشمال من قبضة الحوثيين، إلى تحرير المحرر في الجنوب، تبعا لأجندة إقليمية مناهضة للتحالف العربي بقيادة السعودية.

ومارس هادي وأبناؤه وأقاربه، إلى جانب حزب الإصلاح، فسادا وعبثا غير مسبوقين، من هرم "الشرعية" وهو فساد ارتفعت وتيرته في أعقاب تمكين الإخوان من مفاصل الدولة.

حلف هادي والإخوان على المحك

يعتقد مراقبون أن تنفيذ اتفاق الرياض، وإعلان حكومة المناصفة، مع المجلس الانتقالي الجنوبي، سيضع حدا لتحالف المصالح بين هادي والإخوان، كما سيجعل مسألة استمرار هذا الحلف أمرا متعذرا.

ويبدو أن عناصر الإخوان قد أدركوا احتمالية فقدان ميزة السيطرة على هادي وقرار الشرعية حال إعلان الحكومة الجديدة، وبالنتيجة بدأوا بشن حملات ضد الرئيس المؤقت مع تقادم خطوات تنفيذ اتفاق الرياض.

ووصل الخطاب حد تحذير المحلل السياسي الإخواني علي الذهب وعبر قناة بلقيس، الرئيس عبدربه منصور هادي من  من أن تنفيذ البنود السياسية والعسكرية فيما يخص اتفاق الرياض "سيكلف هادي هذه المرة حياته، وفي أحسن الأحوال منصبه الرئاسي"، وفق زعمه.

وفي تغريدة له على "تويتر": قال إن "هذه الازاحة قد تكون بإبقائه رئيسا إلى أجل من منفاه بالرياض لخدمة السعودية، أو بإعادته إلى حتفه في عدن".

ويعتقد إخوان اليمن أن تنفيذ اتفاق الرياض سيحد من سيطرتهم الكلية على قرار الشرعية، ما قد ينعكس على حضور مشاريع رعاة الجماعة الإقليميين (تركيا وقطر) الأمر الذي دفعهم من وقت مبكر الى مراس صنوف من العراقيل في طريق تنفيذ الاتفاق.

خطر الإجهاض قائم

وفي سياق تصعيد الإخوان العسكري والإعلامي، ضد الاتفاق وكذا ضد التحالف العربي، بقيادة السعودية، كثفوا من حملات التشكيك في خطوات التنفيذ، وعمد الإخوان إلى التشكيك في خطوات تنفيذ الاتفاق، بالتزامن مع تحركات عسكرية تصعيدية، في غير منطقة جنوبية، بالإضافة إلى تحريك العناصر الإرهابية لتنفيذ هجمات عدائية ضد قوات التحالف العربي في محافظة شبوة.

ومن وقت مبكر تبنى عناصر الإصلاح ووسائل إعلامه دعوات لتدخل تركي عسكري في اليمن، في إطار مساعي الإخوان لتفجير الاتفاق الذي يقلص من نفوذهم في الشرعية وكذا في مناطق جنوب اليمن.

جدية سعودية

أظهرت السعودية جدية في تنفيذ اتفاق الرياض، بعد عام على توقيعه، وهو موقف عكس إدراكا لأهمية نجاحه في ضبط الأوضاع في المناطق اليمنية المحررة، وأيضا في توحيد خصوم الحوثيين لمواجهة ذراع ايران في شمال اليمن، خاصة بعد التصعيد اللافت في الهجمات العدائية على أراضيها. والاهم استحالة القفز عليه.

ويتوقع مراقبون، أن تنجح الضغوط السعودية على جناح الإخوان داخل الشرعية، في تنفيذ اتفاق الرياض، بين الشرعية والانتقالي الجنوبي، خاصة مع تكشف الكثير من الأوراق حول أجندة "الإخوان" واستغلال سيطرتهم على الشرعية لتنفيذ أجندة مفتوحة على إملاءات محور تركيا وقطر، فضلا عن دخولهم في صفقات جانبية مع مليشيا الحوثيين.

اقرأ أيضاً:

الهروب إلى معارك وهمية في شبوة والمهرة وسقطرى لم يجد نفعاً.. انضباط القوات الجنوبية سرع بإعلان الحكومة