امرأة "العدين".. الوحشية والعنصرية تجتمعان في جريمة الحوثيين بإب

تقارير - Thursday 24 December 2020 الساعة 09:19 pm
عدن، نيوزيمن، فريق التحرير:

استفاقت محافظة إب، فجر الخميس، على جريمة شنيعة، ارتكبتها مليشيا الحوثي، بحق امرأة حامل، وفي العقد الثالث من العمر، بمديرية العدين، ووصل صداها الى أرجاء اليمن.

وبدأت الجريمة باقتحام مسلحين يتبعون مدير أمن مديرية العدين، المعين من المليشيا، منزل المرأة وانهالوا عليها ضرباً حتى الموت، على مرأى من أطفالها الأربعة.

وبحسب المصادر، فإن المسلحين الحوثيين كانوا يبحثون عن زوج القتيلة بحجة أنه مطلوب بتهمة السرقة، وعندما لم يجدوه في المنزل بعد اقتحامه اعتدوا على زوجته بوحشية أدت إلى موت الأم تاركة خلفها أربعة أطفال.

وتداول ناشطون، على نطاق واسع صوراً تنضح وجعاً، تظهر أطفال الضحية وهم يربتون على جثة أمهم بعد قتلها في اعتداء وحشي من قبل ميليشيا الحوثي.

وقد أضاءت الجريمة، على المدى الذي وصلت إليه وحشية الحوثيين، وفي نفس الوقت عكست منسوب استهتار الجماعة الطائفية بكرامة ودم اليمنيين، برأي مراقبين.

كما فجرت الواقعة، غضباً عارماً في أوساط رواد منصات التواصل الاجتماعي، في اليمن، حيث اعتبرها كثيرون "وصمة عار في جبين مشايخ محافظة إب".

في هذا السياق علق الناشط أحمد هزاع، على حسابه في "تويتر"، بالقول: "ضرب الحوثيون امرأة في العدين بمدينة إب حتى الموت.. كانت تصرخ بفم مملوء بالدم ولكنهم لم يرحموها".

أما الكاتب والسياسي الجنوبي، سعيد بكران، فكتب يسأل زعيم المليشيا: "لماذا كل هذا الظلم والتعديات على إب يا عبدالملك الحوثي، أيها الطائفي القذر.. أين النخوة والكرامة والعروبة؟".

وأردف: "لماذا هذا الإجرام والغطرسة على أرض تحت سلطتك وقد آثرت السلامة والسلم وسلمت أمرها لجماعتك الطائفية الحقودة".

وأضاف بكران على حسابه في "الفيسبوك": "كل يوم نسمع ونشاهد ويتحدث أبناء إب عن جرائم وفظاعات ذات طابع استعلائي بنكهة احتقار طائفي لعين يثير الأحقاد ويبعث الحروب".

بدوره قال الصحافي عبدالله الحضرمي، في منشور، معلقاً على الجريمة: "خمسة حوثيين يقتحمون منزل محمد مقبل العشاري بمدينة العدين بحثاً عن صاحب المنزل بحجة انه مطلوب لإدارة الأمن وحين لم يجدوه، هجموا على زوجته 25 سنة بالضرب المبرح أمام أطفالها الأربعة لإرغامها على اخبارهم بمكانه".

وأضاف: "الزوجة الحامل توفيت متأثرة بعدوانهم الأثيم. إنها حالة متطورة لقضية الاعتداء على الاغبري حتى الموت لنزع اعترافات، مكمن التطور انها امرأة وفي منزلها وأمام أطفالها والجناة يتبعون سلطة الأمر الواقع".

وتابع الحضرمي القول: "الحياة تضيق في اليمن يوماً بعد يوم، دائرة البطش بالمواطنين وكرامتهم تتسع، اعتبارات الكرامة والنخوة وحرمة البيوت تتلاشى، ولا كرامة ليمني في بلاده".

وصمة عار لمشايخ إب

من ناحيته قال الصحفي كامل الخوذاني، إن مشرف الحوثي ومسلحيه الخمسة لم يكترثوا لأطفال أحلام العشاري ولا حملها ولم يكتفوا باقتحام حرمة منزلها فجرا بل اخذوا نفس السوط الذي جلد الاغبري وجلدوها وضربوها به امام اطفالها لتعترف اين زوجها".

وأضاف: "تعبت ايديهم من الجلد وتعب جسدها من الاحتمال ماتت ولكن قبلها مات كل رجال ومشايخ وقبائل محافظة اب".

وقال الخوداني، في تغريدية أخرى: "اقتحموا منزلها فجرا دون مراعاه لحرمته.. ضربوها وعذبوها امام اطفالها وهي حامل حتى ماتت وغادروا غير مكترثين.. جهزوا انفسكم يا مشايخ محافظتنا (محافظة إب) المبجلين".

أما الحقوقية والقيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام، نورا الجروي، فقد ربطت جريمة قتل امرأة العدين بجريمتي قتل أصيلة الدودحي وجهاد الأصبحي، اللتين قتلتا على يد مليشيا الحوثي.

وقالت الجروي، على حسابها في الفيسبوك: "اليوم (الخميس) مليشيات الحوثي تقتحم حرمة منزل ابنة علي عبدالكريم العشاري في منطقة العدين محافظة اب وتقتلها داخل منزلها وامام اطفالها وفي وضح النهار كما فعلوا سابقا مع الشهيدة اصيله الدودحي وجهاد الاصبحي وغيرهما مئات النساء قتلن داخل منازلهن على يد مليشيات الإرهاب الحوثي".

وأشارت الى أن الحوثي سيستمر في مسلسل اقتحام حرمات المنازل وهتك الاعراض ولن تتوقف عصاباته الارهابية (مغول العصر) –كما وصفتهم- عن ما تقوم به طالما لم يجدوا رجالا يقفون بوجههم ويوقفون ارهابهم".

موقف قوي

في حين دعا وكيل وزارة الإعلام، نجيب غلاب الحركة النسوية اليمنية إلى اتخاذ موقف قوي ومنظم من القمع والإرهاب الحوثي.

وقال غلاب، في منشور على حسابه في "الفيسبوك": "ننتظر موقفا قويا ومنظما للحركة النسوية ضد قمع وارهاب الحوثية بعد مقتل امرأة في منزلها وبين اولادها في مديرية العدين – إب".

وأردف: "جرائم الحوثية ضد المرأة تتعالى وتيرتها كلما خنع الناس ولم نجد عملا واسعا ولا حملات فاعلة جامعة لأطراف الحركة النسوية لكشف طغيان وتعذيب وقتل الحوثية للنساء والأطفال".

تابع أيضاً:

>> طقم حوثي يعتدي على امرأة حتى فارقت الحياة بعد اقتحام منزلها في العدين

>> جريمة كل 3 ساعات إحداها “مستوطن” يقتل لأجل شوكلاته.. “إب” في زمن الحوثي

>> “إب” العودة الحرفية إلى عهد “الإمامة”: كل قيادات الحوثي قادمة من شمال الشمال.. نهب الإيرادات وبسط النفوذ