عن المرأة اليمنية وأعراف القبيلة وجماعة منحت كل "وسخ وسيء ومنبوذ" قيمة

متفرقات - Saturday 26 December 2020 الساعة 09:10 am
نيوزيمن، كتب/محمد النعيمي:

منذ الأزل حظيت المرأة اليمنية بقدسية عالية، لم يحدث أن أهينت بهذا الشكل. 

في أسلاف وأعراف القبائل اليمنية يحق للمرأة أن تتحرك بحرية مطلقة حتى في مناطق الاشتباكات، إنها كائن محصن لا يمكن لأي كان المساس بها أو التعرض لها لدرجة انه يحق لها الذهاب إلى الخطوط الأمامية للعدو واكتشاف تقدمه وتحصيناته.

إذا سنحت لك فرصة الثأر من قاتل أبيك وبجانبه أمرأة لا يمكنك ذلك نهائيا وإن فعلتها فستحمل العار، العيب لك ولأسرتك وقبيلتك إلى الأبد.

في آخر حرب يين قيفة ومراد، امرأة مرادية وهي تلحق المونة والماء والاكل إلى رجال قبيلة مراد تاهت المرأة ووصلت إلى خطوط قيفة الأمامية، عرفت على الفور أنها في "محاجي العدو" وندهتهم: من أنتوا؟ قالوا لها قيفة. فهترت بأخيها صارخة: انا اخت فلان. انا مرادية. في وجه من انا، قالوا لها في وجه قيفة كلها. وقام واحد من رجال قيفة وشل شاله من فوق راسه واعطاه المرادية وقال لها البسيه، قالت لماذا؟ قال لها أنتي أختي إلى ان اوصلك إلى ربعك وأخذها إلى مراد والحرب قارح لم يتعرضا لطلقة واحدة من الطرفين وعند وصولهما إلى خطوط مراد الامامية، ادوه الصوت الطويل واكرموه وضيفوه واهدوه بندقا وجنبية وعاد سالما غانما إلى قيفة وأسمت مراد أحد أبنائها باسم القيفي. 

القصة حقيقية ليست من نسج الخيال، وهذه هي المرأة المحصنة والمعززة التي ضمنت لها أعراف وأسلاف اليمنيين هذه الحصانة ورسختها فينا جيلاً بعد جيل. 

أما اليوم فإن أطرف حوثي بلا شرف ولا رجولة يمكنه التهجم على النساء ليلا مستندا إلى تاريخ الجماعة الحافل بالوساخة والدناءة. 

يذكر ان شيخا من حبيش اسمه الحبيشي، دخل على مجلسه أحد المتحوثين المحليين وقال سلام يا رجال. رد عليه الشيخ قائلا: اجلس اجلس خزن لو احنا رجال ما انتو هانا. 

منذ اليوم الأول أوكلت الجماعة المهام الوسخة للحوثيين المحليين، منحتهم حق ارتكاب الجريمة وادواتها ومزاولتها كعمل يومي، منحت الجماعة كل فسل ونذل عملا كقواد على أهله ومجتمعه. لقد كانت دقيقة ومحترفة في اختيار وانتقاء قواديها، في كل قرية ومجتمع جعلت من كل وسخ وسيء ومنبوذ ذا قيمة، وهذا أسوأ ما فعلته السلالة بمجتمعاتنا.

*نقلا عن صفحته في الفيس بوك