هويته خاصة ببصمة مميزة.. مقهى "شاي الشجرة" منجم حكايات وأحاديث عدنية طويلة

متفرقات - Saturday 26 December 2020 الساعة 12:30 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

على أبواب المقاهي والمطاعم، وعلى رائحة الشاي والخمير العدني والخبز تولد العديد من النقاشات، يظل المقهى العدني تاريخاً ونقطة الربط بين مختلف أماكن العيش الخاصة والعامة بين أمكنة الترفيه وأمكنة الإقامة والاستقرار والسكن، وظل يلعب دوراً حيوياً في إرساء التواصل بين الأفراد وخروجهم من ملل الحياة اليومية. وبات مصطلحاً مألوفاُ في الحياة اليومية.

مقهى "شاي الشجرة" في قلب مديرية الشيخ عثمان بالعاصمة عدن، أسسه الحاج عبده مكرد عام 1952، المقهى يعد واحداً من أبرز المقاهي الشعبية التاريخية، مثَّل ملتقى عاما للمناضلين، والسياسيين، والأدباء، والمثقفين، خاصة في سنوات الثورة على الاستعمار البريطاني (1967-1963).

نيوزيمن التقى الحاج قاسم، في مقهاية الشجرة، وحدثنا عن ارتياده المقهى، "المقهى بالنسبة لنا ملتقى أدبي، وثقافي، وسياسي، وهو متعدد الأغراض، والفوائد، دائما نلتقي هنا، وننتظر بقية رفاقنا الذين يلتحقون بنا بعد صلاة العصر، لتداول الحديث في مختلف القضايا والموضوعات، وتناقل الأخبار المحلية، والعربية، والعالمية”، مضيفاً إن لشاي الشجرة مذاقا مختلفا، وهو من عشاقه حيث إن للمقهى أوراق شاي خاصة ويستخدم في صنع الشاي أجود أنواع الحليب.

باسل، عامل في المقهى، قال إنه يباشر عمله منذ الفجر وحتى التاسعة ليلاً، لا يتأخر عن طلب أي زبون، وهذه نقطة أحبها زبائن الشجرة الذين تنزل طلباتهم في حينها.

يتميز مقهى الشجرة بتوسطه لمنطقة الشيخ عثمان، التي تعد من أكثر المناطق حيوية، ونشاطا على مستوى محافظة عدن، إضافة لنظافة المكان، ورمزيته التاريخية، الذي جلب إليه زوارا ومرتادين من كل الأطياف. فالشارع والمقهى مكتظ بالناس يعكس الحياة البسيطة ذات الروح الجميلة التي يقضيها الشباب والمسنون لسرد حكاياهم مع شرب الشاي وقضاء أوقات جميلة.

تظل شوارع عدن نابضة بالحياة حتى اللحظة، ولعل المقهى العدني يضاهي في الزمان مختلف الأمكنة الأخرى مثل موقع العمل والمنزل، إذ إن المقهى لا يعتبر عنصرا هامشيا كثيرا ما يكون لتبديد الوقت، وإنما هو مكون ثقافي واجتماعي وسياسي ومهني وعنصر رئيس في البنية المعمارية للمدينة الحديثة.