جماعة الضغط تستنزف النقد وتبتز السوق المصرفي اليمني

السياسية - Monday 28 December 2020 الساعة 01:55 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

أكد خبراء ماليون أن التحسن السريع في سعر العملة المحلية "الريال" أمام العملات الأجنبية الدولار والريال السعوي، خلال فتره قياسية، لم يكن ناتجاً عن إجراءات اقتصادية ونقدية، ما يؤكد أن هذا التحسن وهمي ومؤقت.

وتحسن سعر العملة المحلية "الريال" خلال ثلاثة أسابيع من 940 ريالا للدولار إلى 642 ريالا ليلة الأحد، والريال السعودي من 241 إلى 169 ريالا.

ووصفوا ما يحصل في السوق المصرفي حالياً، بأنه نوع من أنواع الابتزاز، تمارسه "جماعة الضغط" هوامير في السياسة والمضاربة بالعملة، من خلال تهبيط سعر الريال إلى أدنى مستوى فجأة، ولما يرتفع تُفلس شركات وتغتني أخرى.

وأوضحوا أن المتحكمين بسوق الصرف، هوامير كبيرة يتلاعبون بالسوق، برفع وخفض سعر الريال، والآن ينفذون عملية استنزاف للسوق من النقد الأجنبي شركات ومحال الصرافة الصغيرة والمواطنين، وخلال فترة قصيرة سيرفعون السعر وقد يتجاوز 1000 ريال للدولار إذا لم يتخذ البنك المركزي إجراءات معينة لاستقرار السوق.

وأشاروا إلى أن من هذا الإجراءات وضع وديعة في البنك المركزي، وهو مستبعد، وحتى لو وضعت وديعة 5 مليارات دولار السوق لن يستقر، ولا بد أن يوجد إنتاج نفطي وغير نفطي، وتحويلات المغتربين، والاعانات الاجتماعية الخارجية والقروض، من شأنها توقيف تدهور الاقتصاد والسوق المصرفي.

>> انخفاض سريع للدولار وارتفاع مستمر للأسعار.. محاسب مالي: تكرار بالمسطرة والقلم للنهب الرسمي لوديعة 2018 السعودية


يستمر تدفق العملة الأجنبية من صادرات النفط والتحويلات والمساعدات الإنسانية على المستوى الحالي تقريباً وهو غير كافٍ لوقف الانخفاض البطيء في قيمة الريال.

وجراء توقف الدعم الخارجي وانخفاض تحويلات المغتربين وتراجع عائدات النفط بسبب انخفاض الأسعار، وجائحة كورنا، عمد البنك المركزي اليمني إلى اتخاذ تدخلات سلبية بالتدخل بحقن السوق بالأوراق النقدية طبعة العملة، ما تسبب بزيادة في التضخم وارتفاع الأسعار.

ويعاني البنك المركزي من اضمحلال الاحتياطي من النقد الأجنبي، وشهدت التحويلات، التي شكلت 13٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2019، انخفاضاً كبيراً مرتبطاً بالتأثير الاقتصادي لوباء كورونا على اليمنيين في الخارج، كما أحجم المانحون عن تقديم أموالهم لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن جراء نهب وسرقة المساعدات.

وبحسب خبراء المال وشواهد الواقع، فإن البنك المركزي بعدن وفروعه في صنعاء ومأرب وحضرموت، ليست مسيطرة على آلية النقد، والذي يسيطر على آلية النقد هو السوق الموازي بضغط هوامير شركات الصرافة وتجار النفط والسياسيين الذين تكسبوا من الأوضاع التي تمر بها البلاد.