الحيمة ومنبّه والزوب.. مقاومات محلية مستمرة ضد طغيان الذراع الإيرانية بدون دعم ولا إعلام

الجبهات - Sunday 10 January 2021 الساعة 09:29 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

برزت خلال الستة أعوام الماضية حركات مقاومة شعبية في محافظات ومناطق يمنية لا تزال تحت سيطرة المليشيا الحوثية، ولا تزال شعلتها متقدة حتى اليوم شمالاً وغرباً ووسطاً على الرغم من الإجرام المتنامي من المليشيا لإطفائها بدماء أبنائها. 

ورغم التضحيات القاسية التي قدمتها تلك المناطق من خيرة أبنائها، قتلى وجرحى ومعاقين ومختطفين، والخسائر الجسيمة في الممتلكات، والانتهاكات التي تعرضت لها إلا أنها لم تجد حقها من التغطية الإعلامية.

أحدث تلك المناطق الثائرة في وجه الترسانة العسكرية الحوثية منطقة الحيمة بمديرية التعزية محافظة تعز التي خاضت معها عدة حروب ولم تستطع إخضاعها حتى اليوم.

وبسبب الاستفزازات التي أقدمت عليها المليشيا تجاه أبناء المنطقة في ديسمبر 2017م يخوض أبناء الحيمة معارك بين حين وآخر مع مليشيا الانقلاب أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الحوثيين وإحراق أطقم عسكرية وأضعافهم من المدنيين سكان المنطقة الذين تلجأ المليشيا للثأر منهم.

مطلع العام الجاري أطلقت مليشيا الحوثي حملة عسكرية لضبط من تصفهم بالمطلوبين في الحيمة وصل عدد ضحاياها حتى الجمعة 8 يناير/كانون الثاني الجاري إلى 9 شهداء و24 مصاباً، فيما بلغ عدد المختطفين 45، وإحراق ثلاثة منازل وتفجير خمسة أخرى فيما تعرض 13 منزلاً للتدمير جراء القصف المتواصل.

يقول أحد أبناء منطقة الحيمة: نقاتل وندافع عن أنفسنا.. تدك منازلنا مليشيا الحوثي وتحاصرنا خلال 3 سنوات دون أن نجد نصيراً أو حتى من يسلط الضوء على ما يحصل لنا.

ونقل عن المقاتلين في الجبهات أنهم لا يجدون ما يأكلون في مواقعهم، وفي الوقت الذي تستبدل مليشيا الحوثي قواتها فيما يظل المقاومون ليل نهار في متاريسهم يذوقون المر دون أن يفعل جيش الشرعية شيئاً لنصرتهم طوال السنوات الثلاث إلا من زخة قذائف كاتيوشا استقبلها موقع حوثي الأربعاء الماضي.

وفي عقر دار زعيم المليشيا ومعقله محافظة صعدة وعلى الحدود اليمنية السعودية يقف بني خولي -إحدى قبائل مديرية منبه- شوكة في حلق الكهنوت منذ الحروب الست وحتى اليوم.

حيث خاضت القبيلة معها معارك عديدة فرضت المليشيا بالتزامن حصاراً خانقاً على السكان، كما أقدمت على تفجير ونهب المنازل والممتلكات، وارتكبت انتهاكات وحشية لا سيما بحق سكان منطقة الجلحاء.

آخر المعارك التي خاضها مسلحو القبيلة مع حملة عسكرية أطلقتها المليشيا الحوثية في ديسمبر 2020 لإخضاع هذه القبيلة العصية دون جدوى، فلجأت كعادتها للحصار والقصف والدهم والقتل والخطف، ولم تحقق شيئاً سوى رفع أعداد الضحايا معظمهم من النساء والأطفال.

يؤكد أحد أبناء منبه أن قبيلة بني خولي قاومت الحوثي منفردة.. فعاش أهلها في العراء بلا بيوت بعد تفجيرها، ونزحوا من ديارهم، وهجِّرُوا من قُرَاهم وفُتِحَتْ لهم المقابر. قصفت قراهم الجلحاء، وسموعة، وركب والشرقي، والشرح، والبرص، والدحرة والغربي من جبال كتفا ولا يزالون محاصرين للمنطقة حتى اليوم.

وإذا اتجهنا إلى المحافظات الوسطى، فهناك عدة نماذج قبلية انتهجت المقاومة الشعبية سبيلاً لنيل جزء يسير من حرية تريد مليشيا الحوثي سلبها منهم على أراضيهم القبلية والتي لا تزال حتى اليوم ترفع بندقيتها في وجه الحوثيين كلما حاولوا إخضاعها.

ولعل أبرز تلك المقاومات الشعبية ما اجترحته قبيلة الزُّوب في قيفة التي تقع ضمن النطاق الإداري لمديرية القريشية، ورغم أنها إحدى أوائل القبائل مقاومة للمد الحوثي منذ أكتوبر 2014م وحتى سبتمبر 2020م بقدراتها الذاتية؛ إلا أنها لم تحظ بأي دعم عسكري أو حتى إعلامي في أغلب مراحل نضالها؛ كما يقول أبناؤها.

وعندما كانت عصابات الإجرام الحوثية تعجز عن تحقيق مرادها بإخضاع أبناء القبيلة، خلال 6 سنوات لجأت لقصف عشرات المنازل والممتلكات، ونسفت منازل أخرى.. قتلت النساء والأطفال، وأتلفت المزارع، ونسفت الآبار الارتوازية لتمنع عنهم مياه الشرب، وفرضت حصاراً خانقاً.

 ورغم كل ذلك لم يستسلم أبناء الزوب، بل قاتلوا بأسلحتهم الشخصية، فقُتل مئات الحوثيين بينهم عدة قيادات ميدانية منهم مشرف مديرية القريشية، ودحروا الحوثيين من مواقع استراتيجية منها جبل الثعالب وجميدة.