عادت الحكومة إلى عدن لكن قوات الاجتياح لم تعُد إلى جبهات الشمال

السياسية - Friday 22 January 2021 الساعة 08:51 pm
عدن، نيوزيمن، عبدالولي مجيب:

مرور حكومة التقاسم إلى عدن لا يعني أن شبوة خارج أحكام الاتفاق، ولا أن أبين تبقى جبهة تحشيد كما كانت مع وقف القتال عندما يوجب المتفق عليه أن تنتقل إلى جبهات قتال شمالاً وتعزيز جبهات الجيش والقبائل في مأرب والجوف والبيضاء، وهو ما لم يحدث.

الذين تمسكوا بالشق العسكري والأمني ارتدوا إلى التمسك بمواقعهم ومواقفهم السابقة قبل تمهيد المسار السياسي تبعاً للعسكري والأمني وأفسحت قوات الانتقالي الجنوبي الطريق ما سمح بمرور حكومة الاتفاق إلى العاصمة عدن.

يقع في صلب مسؤولية التحالف الراعي والضامن أن يضمن بكل بند انضباط الأطراف التي راحت تحتفل بطريقة نزقة لا تخلو من بلاهة في مواقع التواصل الاجتماعي بما تتوهم أو يوحي لها خيالها المريض أنه "الانتصار" وتكشر عن ناقص فهم وسوية لارتياد مطارح عدن بينما نسيت أو تناست ديارها وجبهاتها المكشوفة وشمالها النازف.

توقعنا، ولأن هذا هو ما يقوله ويضمنه الاتفاق، أن القوات المحتشدة إلى حدود أبين لاجتياح عدن سوف تأخذ طريق العودة إلى حيث يقول الاتفاق لمقاتلة ومواجهة المليشيات الحوثية ودعم وإسناد القبائل الباسلة التي استبسلت في وجه المد والزحف والغزو الحوث دون مأرب وفي مضارب ومطارح الجوف، وحيث لم يحدث هذا أو شيء منه حتى الآن، وجب السؤال بصوت عال ومسموع: أهو اتفاق أم خديعة؟

سياسياً، كما هو الشأن عسكرياً أيضاً، ينفرط عقد التوافق بمجرد التوقيع والبدء بالتنفيذ، طالما أننا نتحدث عن رئاسة أدمنت تمزيق التوافق من يومها الأول وعن رئيس توافقي مولع بالدوس على الاتفاقات ولم يعد توافقياً بالمرة من يومه الأول.

القرارات العبثية التي نقضت غزل التوافق من بعد قوة أنكاثاً، هي النسخة السياسية من هوس التخريب الذي يقابله هوس ونزق عسكري إلى استدعاء وعاء الصراع وحساء الاجتياح.

كان المرجو هو أن يوفر اتفاق الرياض الفرصة الكبيرة والأخيرة أمام القوى الشمالية المنفرطة المفرطة والسيال لعابها جهة الجنوب وعدن. 

كان التحالف ولا يزال أكثر احتياجاً إلى التمسك بهذا الشرط وفرضه واقعاً حتى لا تنفرد مليشيات إيران بالشمال وتحتكم على طول جغرافية الحد الجنوبي للمملكة. 

كان الواجب، كما لا يزال يستوجب ردع النزق والحماقة وخيالات الغزو والفيد والتملك جهة الجنوب وعدن. 

كان الاتفاق ليس فقط لإنقاذ أبين وعدن بل بدرجة رئيسية لإنقاذ الجبهات الشمالية النازفة.

لماذا لا تزال القوات حيث هي وكما كان عليه الحال قبل إلجام الرصاص في حلوق البنادق بشقرة وحواليها؟

ولماذا لا يزال الإخوان ومخلافي المحور التركي القطري يستحدث معسكرات في حدود خاصرة الجنوب ومناكب مرتفعات الحد التعزي الجنوبي، في العزاعز من أقصى تعز؟

إنهم لا يفكرون في العودة إلى قتال الحوثي والعودة إلى الشمال واستعادة صنعاء.


لكن عدن -أيضاً- ليست غافلة عما يدور ويُدار. يجدر أن لا تغفل بحال من الأحوال.