تعز مدينة مُرضت ويُراد لها أن تموت.. تكريس الفوضى مهنة تجيدها مليشيا الحشد

السياسية - Wednesday 03 February 2021 الساعة 07:05 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

أزيحت جماعة "أبو العباس" قبل عامين، تقريبًا، في تعز من أجزاء واسعة ومهمة شرقي المدينة المواجهة لمليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن.. تم ذلك بمباركة أطراف كثيرة؛ بعضها وليس كلها كان يبحث عن الاستقرار وتجنيب المدينة الصراعات البينية.

هذا التحول كان ضمن صفقات غير معلنة تمت برعاية إقليمية وتواطؤ من قيادات في الرئاسة اليمنية الهدف منها إضعاف وهج المدينة وعمقها الضارب في مناطق الحجرية لصالح فئة الحشد المسلح المدعوم من قطر وتركيا، المنسجمتين مع المشروع الإيراني في المنطقة.

تقرير الخبراء الدوليين الأخير كشف حجم الانتهاكات والتغييب اللذين تمارسهما سلطة الإخوان، ضد مدينة تعز وأبنائها، ابتداءً من إيقاف المعارك والتماهي مع الحصار المطبق منذ 5 سنوات وانتهاءً بالتحشيد نحو الجنوب والساحل الغربي.

جاء اتفاق الرياض وعودة الحكومة ليوقف التحشيد ضد الجنوب من الجهة الشرقية، وكان الهدف الأول إعطاء مساحة لعمل الحكومة والبدء باستعادة الحياة وتوحيد الجهود لمواجهة ذراع إيران التي تم تصنيفها مؤخرًا "منظمة إرهابية" بدعم من عشرات المنظمات.

نهب واعتقال وهشاشة

تقرير الخبراء، رغم أنه أغفل أشياء كثيرة في نظر المراقبين المحليين، إلا أنه أوصل رسائل بأن ما يجري في تعز من تجاوزات ونهب للأراضي ومنازل المواطنين من قبل ألوية عسكرية يكشف هشاشة الشرعية.

النقطة الأهم ذكر التقرير أن القوة العسكرية في تعز تعمل على "إضعاف القوة المناهضة لمليشيا الحوثي"، وهي إشارة واضحة إلى طبيعة تلك المكونات المسلحة وطموحاتها.

كان لاعتقال الإعلامي رضوان الحاشدي، في القاهرة وترحيله، ثم اعتقاله في مطار سيئون ونقله إلى مأرب؛ والذي تحدث عنه التقرير إشارة واضحة إلى اختراق قيادات الإخوان للقرارات الرئاسية.

تعيين القائد العسكري الشمساني، أكد دون شك حجم التجانس بين الشرعية وقوى الحشد في المحافظة رغم التحذيرات بأن القرار يسير تجاه تدمير القوة العسكرية التي بناها الشهيد عدنان الحمادي.

التقرير وبروباجندا الإخوان

ظلت تعز مغيبة في إعلام الإخوان، لا تحضر إلا للتباكي حين يسقط قتلى استهدفهم الحوثي، في الوقت الذي ارتكبت هي تجاوزات تصل إلى جرائم حرب بحق المدنيين وممتلكاتهم.

حاول الإعلام الموجه تكريس الرؤية تجاه "المهرة - عدن - سقطرى - شقرة - شبوة" وكلها مناطق جنوبية، وتسليط الأضواء على قضايا جاءت على حساب تعز وما تحتاجه لكي تحظى ببعض الاستقرار.  

التقرير تناول ما يشبه (المحرمات) لدى قواعد مليشيا الإصلاح والبروباجندا الضخمة التي ظلت تغفل عنها طوال السنوات الماضية، متناسية المعركة المصيرية التي تعني الشمال والشماليين.