يمنيون في القاهرة يبحثون عن مقابر لموتاهم.. والسفارة ترد: ليس لدينا مقابر شرعية
السياسية - Thursday 04 February 2021 الساعة 12:18 pm
تضاعف أعداد الجالية اليمنية في مصر بعد اندلاع الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي في اليمن أواخر العام 2014، والتي لا تزال تحصد اليمنيين حتى اليوم.
وهناك تضارب في الإحصائيات الرسمية للجالية، غير أن المؤكد أنها بحدود المليون أو تجاوزت هذا الرقم؛ أي أنها تضاعفت عما كانت عليه سابقًا بنسبة 85 إلى 90% على الأقل.
الأهم هنا هو، كيف يعيش هؤلاء بكل مستوياتهم، وما هي العراقيل التي يواجهونها؟ تساؤلات حاولنا الإجابة عليها من خلال التقصي.
عوائق التكاليف والحرب
يضطر الكثير من الوافدين إلى دفن موتاهم في مصر لأسباب كثيرة، أهمها: ارتفاع التكاليف، حال تم عودة الجثمان إلى اليمن. ناهيك عن ظروف الحرب والطرق الوعرة ونقاط التفتيش، والبعض يخشى اعتقاله من قبل مليشيا الحوثي في حال عاد لتشييع قريبه.
فقراء بلا مقابر
الثلاثاء الماضي 26 يناير، توفي المواطن علي البعسي، ووجد أقرباؤه بعض العوائق في دفنه ما أثار جدلًا.
د. هياف علي، يحمل صفة رئيس اتحاد الجاليات اليمنية في الخارج، قدم تعازيه مبديًا أسفه لعدم السماح بدفن الفقيد في أحد "المدافن" التابعة لشخصيات يمنية. الأمر الذي دفعه إلى مناشدة أبناء الجالية من شخصيات اجتماعية ورجال أعمال تخصيص قطعة أرض ووقفها للبسطاء بدون تمييز.
لا توجد قبور شرعية
تواصلنا مع عبد الله السدمي، مسؤول حالات الوفاة. سألناه عن الأمر؟ رد بقوله، هذا الكلام غير سليم، مؤكدًا أن لدى اليمنيين مقابر وأن السفارة تقوم بكافة التسهيلات.
وأضاف، إن هناك إشكالية يتحملها المواطنون، وهو إصرارهم على دفن موتاهم في مقابر (شرعية)، موضحًا أننا في بلد غير بلدنا، وأن هذا الأمر غير موجود، وهذا هو نظامهم.
وختم بقوله، نحن نقوم بواجبنا حسب الإمكانات المتاحة ونصدر أوراقا بمكان الدفن، إلا أن المواطن أحيانا يذهب للبحث عن قبور أخرى.
مواطنون أكدوا لنا أن "مقابر أكتوبر"، تحديدًا المخصصة مجانا لليمنيين امتلأت وأنهم اليوم يضطرون لدفع 3 آلاف جنيه أي ما يعادل 200$ مقابل شراء قبر.
التقينا أ. علي صالح العيسي، سألناه عن دوره كرئيس للجالية اليمنية هنا.. فأوضح بأن هناك عدة مقابر تتبع السفارة، وأن المسؤول عن الأمر كان إبراهيم الجهمي قبل أن يتم تعيين السدمي.
وأضاف، "تم مناقشة بعض المشكلات مع السفير لإيجاد حل لها، وبعض رجال الأعمال تواصلوا وأبدوا استعدادهم في المساهمه في توفير مقابر أخرى لليمنيين، وسيتم متابعة الأمر.
وختم، بأن كل الذي يعرفه أنه توجد أكثر من مقبرة، وليس له علم عن كونها شرعية أو غير شرعية.
خلاصة الموضوع
من خلال التواصل مع بعض المواطنين وقراءة ما بين السطور، اتضح أن هناك دائما مشكلة أو بالأصح قصورا لدى الجانب الحكومي ويجب تلافيه خاصة بعد زيادة الجالية اليمنية بنسبة كبيرة.
الأمر الآخر هو وجود (مدافن) يستخدمها بعض المصريين في دفن موتاهم، وهي طريقة يرفض "بعض" اليمنيين دفن أقربائهم بها، فيضطرون للبحث عن قبور ترابية.
الأمر الأهم؛ أن الإجراءات التي تقوم بها السفارة لا تراعي فيها ظروف الناس ومستوياتهم المادية، حيث يتطلب الأمر رسوما مجزأة قد تكون غير رسمية تبدأ من 1500 جنيه وربما تصل إلى 4 آلاف جنيه.
يقول ماهر اليماني، توجد عدة (مدافن) ولكن ما السبب في عدم الإفصاح عنها، وفي إشارة منه إلى المعوقات أوضح بقوله: اتصلنا بمندوب السفارة بعد وفاة (البعسي) من أجل عملية الدفن، فطلب منا الانتظار إلى اليوم الثاني، وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث هذا.
وأضاف، حاولنا الاستعانة بموظف آخر فتجاوب معنا، لكنه أولًا طلب حق الطبيب الذي سيعاين الجثة، رغم أن الطبيب حسب ماهر، لم يطلب سوى جواب السفارة من أجل استخراج تصريح الدفن.
المندوب أيضا طلب 1600 جنيه مقابل (غسل وتكفين وسيارة موتى) إضافة إلى 3 آلاف أخرى مقابل قبر، رغم أن الجالية معها (8 مدافن).
في النهاية، يقول ماهر، قررنا الذهاب للسفارة لأخذ الخطاب واستخراج الجثة لدفنها في مدافن (الصدقة) التابعة للمصريين، لأن مدافن الجالية بأسعار مرتفعة.