سلكته الدواب والجمال والمحامل والمحفات: "باب البر".. أحد رموز عدن الأثرية

متفرقات - Monday 08 February 2021 الساعة 12:10 pm
عدن، نيوزيمن، محمد جسار:

وصفه المؤرخ الهمداني، بأنه من عجائب اليمن التي ليس مثلها في البلاد، "باب عدن" المعروف اليوم بالعقبة، هذه العقبة التي هي عبارة عن تضاريس طبيعية وتشمل جزءاً من جبل التعكر وجزءاً من جبل المنصوري، وبعضاً من السلسلة المتصلة بجبل حديد. 

وأضاف "باب عدن وهو شصر مقطوع في جبل كان محيطاً بموضع عدن من الساحل فلم يكن لها طريق إلى البر إلا للرّجل لمن ركب ظهر الجبل فقطع في الجبل باب مبلغ عرض الجبل حتى سلكته الدواب والجمال والمحامل والمحفات".

"باب عدن" تعددت مسمياته منها باب البر، وباب السقايين والباب، لكن المستعمر البريطاني الذي استعمر هذه المدينة لـ130عاماً، أطلق عليه اسم "الممر الرئيس" وذاك لأجل أن يخالف الاسم عقبة حجيف والتي تبتعد عنه حوالي 2 كيلو متر. 

وتعيد بعض المصادر التاريخية بناء باب عَدَن إلى شداد بن عاد حيث تم نقب باب في الجبل، وجعل عَدَن سجنًا لمن غضب عليه.

الأستاذ علي منصور تحدث لـ"نيوزيمن"، عن أهمية العقبة والجزء الذي يليه والذي سمي قديماً (بدرب حوش) فيما أسماه البعض الآخر والمشهور به حالياً بجبل حديد والذي كانت له أهمية خاصة للمستعمر الإنجليزي، لاحتواء الجبل على فجوة تقدر بحوالي مائتي ياردة وقد ركب عليها الإنجليز سورا وبوابة، لإنشاء تحصينات عسكرية لازمة لوجودهم في عدن. 

وذكرت بعض كتب التراث، كما وضح منصور، أنه أطلق اسم (الدروب) على الجزء المطل من جبل حديد على المياه المتصلة بدرب حوش فوق باب عدن. 

ومن المستحيل أن لا يرى أي قادم إلى باب عدن قديماً من أي جهة كانت، التجهيز الدفاعي في الدروب والترتيب العسكري للدفاع عن العقبة والتصدي لأي عدوان بري أو بحري عليها، بسبب الحواجز المانعة لتسلق الأجزاء الواطئة من السلسلة. 

ودعا إبراهيم فضل، للانتباه الحقيقي للموقع الاستراتيجي للعقبة، ولرمزية مفتاح عدن فيها.

وأشارت بعض المصادر أنه في شهر أبريل عام 1963 قام الإنجليز بتفجير جسر العقبة من أجل توسعة الطريق، لكن الثورة ضد الانجليز والتي قامت في شهر أكتوبر من نفس العام حالت دون توسيع الطريق الرابط بين كريتر والمعلا.

فيما قام الملك الناصر الرسولي بإجراء توسعة في باب عَدَن البري، كما تفيد رواية كتاب تاريخ الدولة الرسولية، وذلك ما أطلق عليه اسم باب الزيادة الذي شيد في سنة 809هـ بالقرب من باب عَدَن القديم. ويشير المؤرخ حسن صالح شهاب إلى أن باب الزيادة السالف ذكره هو باب العقبة.

ارتبط المكان بوجود جنية العقبة، هي إحدى الخرافات والأساطير القديمة التي ظهرت قبل عام 1850، وسببها أن المنطقة كانت أرض خلاء والطريق التي تربط كريتر بالمعلا طريق ترابية، حيث ذكر البعض ظهور الجنية في هذا المكان، ولكن مع تقدم الزمن أصبحت هذه الخرافة من الماضي بل غابت عن ذاكرة الأجيال في الحاضر.