القيسي يكتب لـ“حمود المخلافي”: تقترب أقدام الحوثي من حصار “مخلاف” وإهانة جمهوريته وأنت تحشد لطور الباحة والحجرية

تقارير - Monday 08 February 2021 الساعة 08:49 pm
نيوزيمن، كتب/ عبدالسلام القيسي:

كان قلبك وعاءً للدم المنثال من رجال بلادك، كنت تزم دماء الشجعان إلى وعاء من كذب ثم خرجت وبذلك الدم والجماجم التي ثُقِبَت في مسيرة الدفاع عن تعز اشتريت بيتاً وأصبحت فاعل خير من تضحياتهم.

الشهيد الذي مات في الجبهة كان يدافع عن شرف البلاد، وكان يمضي بجسارة للوصول إلى بلاده وإلى بيته وزوجته وأمه وأخته وأولاده المحجوزين بالحوثي الأسود.

استشهد الرجال الحالمون بعناقات فصيحة مع ذويهم، ثم أخذت دمهم إلى البعيد، وبعت واشتريت مع الخيانة لتذهب ببقيتهم ودم الأولين تشهد، إلى “الباحة” وفي الحجرية تحقيقاً لطموحات العصملي.

هل غطى المال عنك كل حقيقة؟

أو تدرك أين استشهد ولدك الدكتور أسامة؟ في وداي عرش..

وادي عرش، بوادي جديد، في جبهة الحرير والأربعين، كان قبالة بلاده يا حمود، يقاتل من أجل تعز أولاً، ومخلاف ثانياً، مات ووجهه ثم وجه مخلاف، يريد أن يفك الحصار عن بلاد أرسلت فلذات أكبادها إلى المدينة من أجل أن يشاركوكم المصير بالتضحية، وسقط الرجال تلو الرجال وتحطمت الجماجم، جماجم كل شجاع، وتقطعت الأيادي والأقدام، وزج الكثير الكثير منهم في زنازين الحوثي.

>>إخوان اليمن يحاصرون القوات السعودية في عدن.. منصات صواريخ و"درونز" تركية

كان المقاتل يقاتل ثم يشتاق لأهله ويعود، لعل السماء تعينه وتضع على رؤوس الحوثي في النقاط تراب الغشاوة، ولكنهم فجأة يجدون أنفسهم بالسجن، لأنهم قاتلوا معك، ومع هذا كان مصيرهم هو حبيبهم فلنعم التضحية من أجل القضية، من أجل مستقبل يجهلونه.. فأين أنت يا حمود وأين خطاباتك وأين الكاميرا التي كانت تلحقك؟

المخلاف مفزوعة بين حوثي يعد، وخوف تجذر والرجال هناك، نعم الرجال، لكنهم للأسف يرون أنهم بلا ساند أو سند أو معين، فكان خيار البقاء تحت ظل الطغيان أولى لهم من خيار الموت بطريقة مذلة خلف قرار سوف تستثمره أنت بالطريق الخطأ.. مثيراً معارك إفساد لصالح خيانة أخرى تخدم طرفاً دولياً آخر يبيع ويشتري بالبلاد.

أترى هذه الصورة (المرفقة) يا حمود؟

إنها في بني عون، أول بلدة بمخلاف، والتي قدمت أكثر من مائة شهيد في ملحمة الدفاع الأول والأخير عن تعز، وها هو الحوثي يضع هناك قدميه ويدوس كل جرأة البلدة بحافر هو حافرك، وبقدمك أنت التي تذهب إلى الحجرية وإلى طور الباحة وتفك خوف المليشيات من عقاله في الأربعين وشمال المعركة في تعز، أو ترى...؟

كان الحوثي يخاف مخلاف ويخشاها، فلو قاومت وزامنت المقاومة في المخلاف معركة من رجال البلاد في تعز جهة الأربعين والهشمة سوف تكون لهم الغلبة، وآخر مرة حاولت المليشيات أن تتقدم ولكنهم وجدوا قبالتهم فوهات الرجال، وحدث هذا قبل أن تتجه فيلة الحزب من الجبهة إلى الخلف.

أما الآن، يا ويل مخلاف منك وأنت تعمل وفق هوى عمان ومع هوى الحوثي تسلمه بلادك من أجل أن يمنحوك فرصة الذهاب إلى الساحل، ليس خوفاُ على تعز بل خشية من الجلد الاجتماعي لو سحبت ألويتك إلى الخط الساحلي وهاجم الحوثي تعز، ولذا ضمنت منهم التوقف وكان الثمن بلادك ومذلة كل بلادك.

متهمون بك يا رجل بالبلاد وخارج البلاد، وأنت تضع بلدتك وعائلتك بحضيض المهانة، وهذا النص كتبته ليس من أجل أحد، بل لأنني أرى أمامي صورتين لبلادي: صورة ذل والحوثي يمنع المخلافي أن يخرج بسلاحه، ويحذف المخلافي الواتساب قبل خروجه من بيته، أو صورة أخرى وهم صرعى تحت أحذية الحوثي إذا فكروا بالمقاومة.

أنا ابن مخلاف قبل أن أكون ابناً لهذه الجمهورية، ولي حق الخوف والمخافة عما ستؤول إليه أوضاع بلدتي التي فقدت سبيل الوصول إليها بسببك أنت الذي أرسلت قريبك أن يحوز كل سلاح التحالف المنهمر بمخلاف ليهاجم رجالك الستين، فأصبح بأمرك حوثياً، وما حال الأسلحة الآن، فالأكيد سلمها للمليشيات؟

مخلاف لدي أثمن من كل الجمهورية، فالجمهورية بكفة ومخلاف بكفة، فبكم من ملايين الممول بعت بلادك وسحبت كل شجعان بلادك ومدينتك إلى جبهة تضر بمخلاف وبتعز كل الجمهورية، بكم يا رجل بعت شرفنا ودموع أمهاتنا ودماء الشهداء، وهل تعتقد أن علاج كسيح وألف جنيه لجريح ومركز، في تعز، للوباء وكراس لثانوية تعز الكبرى سوف تمحو عنك الذنب والمعيرة، وسوف تنجيك من جلد الله والناس..

ستلاحقك اللعنة أيها القريب الظالم والبعيد الظالم والتاجر بكل سوء بدماء الماضي ودماء المستقبل..

ستلاحقك إلى يوم القيامة، إلى ما بعد القيامة حتى، فأين أنت..!


حسبك، هذا أول الأمر، لا آخره.