بني عون.. بوابة المخلاف والشهداء والعلماء ومؤسس جيش اللواء 35 رديفاً للحمادي

تقارير - Saturday 13 February 2021 الساعة 09:34 pm
نيوزيمن، كتب/ عبدالسلام القيسي:

وأنا أفكر بالكتابة عن عزلة (بني عون) من مخلاف أعلى شرعب السلام، خطر في بالي المؤتمري الأول والأخير في العزلة رضوان محمد مهيوب، المؤتمري الذي لو وزعت مؤتمريته على مدينة كاملة لكفتها، وخطر القات العوني في بالي، ومن منكم لا يعرف ولم يسمع أو يخزن بالقات العوني الشهير‪.‬‬

ذكرت، موالعة السنوات الأخيرة يجهلون القات العوني ولم يعد القات بسبب الحصار الحوثي المفروض يصل تعز‪.‬‬

كان يصل بدقائق، إذ بني عون محاذية للستين ولكن القريب أمسى بعيدا، كما بني عون والتي عبِّدت إليها الطريق من المدينة وبظرف دقائق تصل وتروح وتجيء من الحضر وإلى الريف، كانت أياما جميلة جداً‪.‬‬‬

من أكثر العزل الشمالية بتعز شهرة، ومن أشدهن سطوة، في بني عون شجاعة منقطعة النظير وإن تعدت في أحايين كثيرة إلى التهور وجلبت للبلاد مشاكل وحروبا أهلية كثيرة كانت آخرها قبل سنوات في ظل سقوط النظام الجمهوري، ولكن الذي تتفرد فيه بني عون على خلاف بقية عزل مخلاف بأنها وكر الإصلاح وعشهم وبحكم موقعها الهام كوسط محتوز بين مخلافي أعلى وأسفل كانت وما زالت سوقا يرتاده الجميع من الحرية في أقاصي شرعب الرونة بمحاذاة حيس إلى العدين ومن عزل التعزية الشرقية والغربية وتشكلت بمزيج تجاري وكان القات العوني ذو الجودة العالية هو السبب الرئيس للتوافد.

بني عون، هي المدخل الأول لمخلاف شرعب، من الجنوب، من بعد شارع الستين الذي فيه المليشيات الحوثية ويفصل بين بني عون والحوثي مجرد جبل، اسمه عدف، واذا اعتليته فأنت تشرف على هذه العزلة بل وعلى مخلاف أسفل وعزلة قفاعة غرب بني عون والفاصلة بين المخلاف أعلاها وأسفلها، التي في شرعب والتي في مديرية التعزية، هذا المكان الهام جعل من بني عون نقطة التقاء بين كل الجهات وبين ثلاث مديريات هن كل شمال تعز القبلي، تلتقي ببني عون.

ولي حكاية: ابنة جدي متزوجة إلى بني عون، أولادها يزورونا إلى مخلاف اسفل، حيث بلدتي، منهم أكبر مني ومنهم بعمري ومنهم أصغر ولكن الشيء الوحيد الذي يميزهم وأنبهر منهم بشدة هي قولهم "لمو" فيما نقولها نحن "لمه" وكنت أستغرب منهم بقدر ما أحسدهم.

عدت ذات مرة من بيت جدي وأردت أن أقولها لموه فضحكت أمي بقدر ما غضبت: تتريقي؟

حسناً، في بني عون السلاح كثير، منذ الزمانات القديمة وقلما وجدت هناك من يمضي بلا سلاح وأصبح منه موضة أكثر مما كونه سلاحا إلى حين تشربت البلاد بالتعليم والمتعلمين وكانت مدرسة بدر مقصدا للعزل والمديريات الأخريات، من بدر تخرج فيها الكثير الكثير وفي بني عون مشفى، ومعهد مهني تقني، بقرية الوطأة وخط اسفلتي يشق البلاد إلى عونين.

الشيء المميز والأجمل في العزلة هذه هي قرية المأثرة، عندما أذكر المأثرة عليك أن تقف وتنصت: بلاد العلم منذ القديم، بلاد الحداثة، والقبعات والشهادات والعشرات من الدكاترة، بلاد النهضة العلمية وهي ليست في مركز بني عون، هي تحتها من الغرب، فاصلة بين مخلاف أعلى وأسفل، وليس من الجهة التي بمحاذاة الستين بل من الجهة الأخرى، المأثرة أعظم ما في بني عون، وفي المخلاف.

قدمت بني عون أرتال الرجال والشهداء في تعز، بني عون إن دعوتها إلى معركة كانت نعم المجيب، ذات عصبية، وهذه العصبية حاليا محببة، قدمت عشرات الشهداء وهي إلى جانب الأقيوس أكثر عزلتين قدمتا أرتال الشهداء في ملحمة الدفاع عن تعز، ولكن هذا لم يشفع لأحد لأن ينجو من التهم الغفيرة والتي تكال لهؤلاء بل أصبح ابناء هذه البلدة مقصدا للقتل السري وما قصة شرف العوني المجاهد الذي يحبه الجميع وطريقة قتله من أخ خالد فاضل ورفضهم تسليم الجناة إلا صورة واحدة فقط من النيل وهضم العزلة هذه ورفض تسليمهم للقتلة وما لها من توابع كثيرة.

بني عون إلى جانب ثلاث عزل، من مخلاف، مشيختهن ليست في عائلة بني صالح الشهيرة، كان حمود عبدالله الشيخ الشهير والأكبر ببني عون، وإلى اللحظة، تتوارث العائلة عبر أحفاده مشيخ العزلة، وهي وكر الإصلاح بالمنطقة وصندوقه الأسود.

نهضت بني عون بالحرب والحصار، أصبحت سوقا وبدأت فيها المشاريع والاستثمارات الكبيرة ساعدها على ذلك خط الاسفلت الذي يتوسط السوق ويصل إلى العدين مخترقا كل عزل مخلاف أعلى وهناك مذ بداية الأزمة مدارس أهلية أيضا. 

محمد عبدالله العوني.. الرديف الحقيقي لعدنان الحمادي

أنجبته قرية (الكريف) ببني عون وهو صاحب أول كتيبة تشكلت منها اللواء 35 بقيادة العميد الشهيد عدنان الحمادي، وستروى قصة صموده في المطار القديم لكل الأجيال وقد رواها عدنان الحمادي بكل محفل، فمحمد عبدالله عندما تشكلت المقاومة من المشيخيات والقرويات ذهب خلف بزته العسكرية وانتظم خلف عدنان الحمادي وتسلم مهام أركان اللواء 35 ولكنه ارتقى شهيدا وبلمح البصر، فهؤلاء رجال البزات سرعان تقتلهم القذائف بشكل فجائي كالذي حدث له بتاريخ 19 مارس 2016، صعد إلى السماء.

العشرات بل المئات ربما

عجزت عن إيجاد العدد الحقيقي للشهداء من بني عون، فهم لديهم شهوة التضحية فقط ولا يعدون الراحلين منهم، هم كثر، ينتمون للرجولة وهناك مواقف خالدة سوف ترويها الأزمان شفة شفة.

للشهيد البطل يوسف سعيد مسعد قصة، هو من ذاك الحزب

حزب الإصلاح وفي أول أسبوع حرب والمدينة لم تحاصر بعد والمعركة لم تبدأ بمعناها الكامل أمر الإصلاح رجاله بالهجوم على منزل الشيخ وكبير مخلاف “حميد علي عبده سرحان” أسفل عصيفرة وكان يوسف مع رجالاته من بني عون ضمن المليشيا المهاجمة ولم يعلم أن المقصد هو الشيخ حميد، ولما وصل وأدرك الحقيقة رغم أنه ليس من فصيل حميد سحب رجاله وعاد دون أن يطاوع الإصلاح على فعلتهم، وقال: قاومنا لقتال الحوثي وليس لتصفية حسابات سابقة فهاجمت بقيتهم منزل الشيخ حميد ومنيت مجاميعهم في ذلك الحين بهزيمة منكرة ووقعوا بين قتيل وأسير.

راسلت أحدهم أن يعطيني العدد الحقيقي لشهداء بني عون، شابا من البلدة، قلت له أريد رقما تقريبيا. فرد: كان لدي رقم ولكن الواتس حظره.

تمهل يا رجل، أريد رقماً حقيقياً للشهداء، ولا أريد رقمك، فرد: نحن نخفي عدد الشهداء كيلا يفرح بذلك العدو، أضحكني 

كان بإمكانه أن يقول لي: أنا لا أعرف، وقررت نشر هذا النص وقد قلت لكم: بني عون وإلى جانب الأقيوس أكثر من قدم الشهداء في تراب الغالية تعز.


من بني عون أتت توكل كرمان، وهذه هي السيئة الوحيدة لتلك البلدة، وإن كانت توكل من عائلة “بني صالح” التي ليست بني عون مسقط رأس العائلة الكبيرة، لكن هناك موطن أبيها وجدها فهي توكل كرمان ابنة تلك العزلة ويتذكر كل مار من هناك بأن امرأة ظهرت وكانت الكارثة ولم نسمع أن النوبلية ساعدت بلدتها ذات مرة ولو بعلاج مريض وتحاول إنكار صلتها وكأنها علت ولا تريد السقوط بمعرفتهم أو الانتماء لهم، فتكره الجذور.