وثائقي خاص | جواسيسُ الدوحة في اليمن
السياسية - Saturday 13 February 2021 الساعة 11:15 am
لم يكن اعتماد النظام القطري على ورقة الجواسيس في تنفيذ خططه ومؤامراته الخبيثة، بالشيء الجديد على نظام عمل لسنوات على نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار وتأجيج الفتن والصراعات في الدول العربية، وإرسال الأموال لدعم المخططات الإيرانية والتركية في اليمن عن طريق ميليشيات الحوثي والإخوان.
استخدم «تنظيم الحمدين» الأموال لاستقطاب الجواسيس وتجنيدهم لتنفيذ خططه الخبيثة الرامية إلى تخريب الدول ونشر الفوضى والفتن بها، إلى جانب دعمه للجماعات الإرهابية والمتطرفة، بالإضافة إلى أهداف أخرى.
هؤلاء الجواسيس الذين جندتهم إمارة الشر لم يكونوا على علم بأنه سيأتى اليوم الذى سينكشف فيه سترهم ويكشف النقاب عن الأهداف التى وضعتها لهم المافيا القطرية.
▪محسن الكُرَبِي
في العام 2018 أُلقي القبض على الجاسوس "محسن الكُربى" الضابط القطرى برتبة رائد، أثناء مغادرته محافظة المهرة إلى مسقط، والذي كانت الدوحة أرسلته إلى اليمن لعرقلة جهود التحالف العربى الذى تقوده السعودية، ليقوم بمهمة التنسيق بين جهود قطر وإيران لدعم ميليشيا الحوثى.
سقوط هذا الجاسوس كشف عن أن الخيانة تأصلت في إمارة الشر التي تدعى قطر، ومدى الكراهية التي تكنها الإمارة القطرية لليمن، والسعودية ودول الخليج، وكافة الدول العربية.
الواقعة كشفت أيضاً عن مدى دعم النظام القطري للميليشيات الإرهابية، والتي تتجسد في الحوثيين، أداة إيران في المنطقة، الذين تمدهم الدوحة بكل الدعم المادي واللوجستي لتحريضهم على إطلاق الصواريخ تجاه السعودية، وهو ما يؤكد كمية الحقد والكراهية التي يكنها نظام قطر للأمة العربية.
لم يكن "محسن الكُربى" الجاسوس القطري الأول في اليمن، لكن انكشاف أمره فضح سيل جواسيس الحمدين، وكشف أن الخلايا المخابراتية القطرية منتشرة في اليمن لجر البلاد لحالة الفوضى.
محسن الكُرَبي واسمه الكامل، محسن صالح سعدون الكربي:
– يعمل في جهاز الاستخبارات القطري.
– من أصل يمني حصل على الجنسية القطرية عام 2010.
– قام بتوظيف أفراد من قبيلته في الأمن والجيش القطري.
– اعترف أثناء التحقيق معه بتواجد ضباط قطريين آخرين يعملون كجواسيس داخل المحافظات المحررة، ينقلون المعلومات بشكل متواصل للمليشيات الانقلابية.
كُلِفَ الكُربى بتنفيذ عدد من المهام:
– تقديم رشاوى لبعض شيوخ القبائل الموالين للشرعية أو المحايدين ومطالبتهم بالالتحاق بجماعة الحوثي.
– اختراق الحكومة الشرعية وأجهزتها العسكرية وبعض المسؤولين بهدف إفشال جهود التحالف في اليمن.
– دعم الأجهزة الاستخباراتية لمليشيا الحوثي.
– إنشاء معسكر سري بالتعاون مع حسين الأحمر وبعض أعضاء مجلس النواب لكوادر إخوانية مقاتلة وإنشاء غرف سرية لهم في مأرب ومن ثم يمنحون جوازات سفر قطرية ليغادروا بها إلى الدوحة مروراً بالمهرة وسلطنة عمان.
وكان لـ الكُرَبي دور في:
– تجنيس عصابة مكونة من 30 عنصراً تقوم بتهريب الأسلحة والمخدرات إلى السعودية.
– إنشاء غرفة عمليات قطرية في صنعاء لمساعدة الحوثيين.
– القيام بدور الوسيط المالي مع بعض الجماعات الإرهابية اليمنية بمن فيها القاعدة.
– إيصال خرائط هندسية من حزب الله للحوثيين خاصة بالصواريخ الباليستية الإيرانية التي تستخدم لاستهداف السعودية والتحالف العربي.
الكُرَبِي متزوج من ابنة صالح العكيمي شقيق اللواء أمين العكيمي محافظ الجوف والقيادي البارز في حزب الإصلاح، وكان مقيماً قبل القبض عليه في منزل اللواء العكيمي.
تواصل الكُربي مع العميد سليم الصاغي مدير شرطة الجوف، وذهبا معاً إلى حضرموت لتقديم دعم مالي لشخصيات في تنظيم القاعدة.
القبض على الجاسوس القطري محسن الكُرَبي أحدث حالة من الخوف على شخصيات تتبوأ مناصب مهمة وتحديداً الموالين للإخوان والذين يعملون في الجيش الوطني من أجل إشعال الفتنة وتأجيج الأمور في اليمن.
كما أن تنظيم الحمدين جن جنونه بعد القبض على جاسوسهم فى اليمن، وادعوا أنه كان فى زيارة عائلية، لكن التقارير الأمنية ووحدات الرصد والمتابعة كان لديها ما يثبت عكس تلك المزاعم
▪سيف البوعينين
بدأت علاقة قطر بالحوثيين منتصف العام 2004، عبر تدخلها لإنقاذهم طيلة الحروب الستة التي كانت تنتهي بهزيمتهم من قِبل الجيش.
وحاولت قطر في الحربين الثانية والثالثة التدخل مراراً، بناءً على توجيهات من ملالي إيران وحزب الله، وتمكنت من تهدئة الأوضاع، ما زاد من قوة الميليشيات الانقلابية، وفي الحرب الرابعة ازدادت العلاقة بين قطر والحوثيين رسوخًا.
ففي العام 2007 ضيّق الجيش اليمني الخناق على آخر معاقل الحوثيين في صعدة، فبرزت قطر كأول وسيط إقليمي للمصالحة، لتمد يد العون للحوثيين، انطلاقاً من حسابات كشفت عن نفسها لاحقاً.
وأرسلت قطر فريقاً من وزارة خارجيتها برئاسة ضابط استخبارات هو سيف مقدم أبوالعينين، الذي كُلّف بتولي مهمة الإشراف على تنفيذ اتفاق السلام الذي رعته الدوحة بين الحكومة اليمنية والحوثيين.
نص الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين وانسحاب جماعة الحوثي من مواقعهم التي كانوا على وشك خسارتها وتسليم أسلحتهم الثقيلة، مقابل التزام الحكومة اليمنية بإعلان عفو عام، وإطلاق مشروع إعمار صعدة بتمويل قطري بحوالي نصف مليار دولار.
من هو سيف البوعينين؟:
– سيف بن مقدم البوعينين.
– ضابط استخبارات قطري سابق.
– صاحب عبارة «إيران الدولة الشريفة».
– يعتبر أحد أبرز المقربين من وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم.
– شغل وظيفة مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية القطرية، ثم منصب مساعد الوزير، قبل أن يُدفع به لوظيفة سفير الدوحة في القاهرة، وتعيينه مؤخرا مندوبا لقطر لدى جامعة الدول العربية.
وصل البوعينين صعدة على متن سيارات مصفّحة محملة بالأموال، وعمل بشكل ممنهج على شراء ذمم القبائل المناهضة للحوثي من خلال توزيع الأموال، وتعويض المتضررين من الميليشيا الحوثية ومن ثم إقناعهم بتبني الفكر الحوثي، والانخراط في صفوف الجماعة.
مكث عدة أشهر في منازل القادة الحوثيين بصعدة، وعمد إلى إنشاء علاقة خاصة مع تاجر السلاح الدولي الموضوع على القوائم السوداء للأمم المتحدة فارس مناع الذي مكث أبوالعينين في منزله تحت ستار الوساطة.
قدم البوعينين، بحسب الوثائق السرية للارشيف الاستخباراتي لنظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح:
– دعم شهري قدره 50 ألف دولار ارتفع إلى 100 ألف دولار للمعهد الديني التابع للصريع حسين الحوثي.
– أكثر من 100 جهاز دولي ثريا هدية للقادة الحوثيين.
– 5 سيارات مدرعة.
– إدخال منظومة اتصالات حديثة إلى صعدة ومناظير ليلية ومعدات لتصنيع المتفجرات والألغام.
– نقل القيادي الحوثي يحيى بدرالدين من صنعاء إلى ألمانيا.
– توفير الدعم المالي والإعلامي والسياسي للحوثي عبر السفارة القطرية في برلين.
– الإيعاز للحوثيين بالهجوم على المناطق الحدودية السعودية كجبل دخان.
– تكليف القيادي الحوثي الذي كان مقيماً بالدوحة عام 2008 يوسف الفيشي المكنى أبو مالك بقيادة الحرب في جبل دخان.
ونتيجة للدعم القطري تمكن الحوثيون من إسقاط 90% من محافظة صعدة في أقل من شهرين بعد أن كانوا يسيطرون على 2% فقط من المحافظة، ويعلن الرئيس الراحل علي عبدالله صالح في 2009 فشل الوساطة القطرية، مشيراً إلى أن قطر نجحت في جعل الحوثيين مساوين للدولة.
منح اتفاق الدوحة، الحوثيين دافعاً معنوياً كبيراً شعروا بموجبه أنهم خرجوا منتصرين، وهو ما جسده الواقع الجديد ما بعد الحرب الرابعة، والتحضير للجولة الخامسة؛ حيث بدت جماعة الحوثي خلال تلك الفترة وكأنها أكثر قوة وخبرة من حروبها السابقة، ووضعت استراتيجيات حربية جديدة، وفتحت جبهات قتال جديدة، واعتمدت الهجوم عوضاً عن الدفاع، مستفيدة من التعويضات المالية، التي جنتها من الحرب الرابعة المقدرة بنحو 18 مليون دولار، واستغلالها في شراء الأسلحة، وتجنيد المزيد من المقاتلين الذين قدر عددهم بالآلاف، وهو ما اعتبره الحوثيون مقومات للدخول بجولة صراع جديدة، لينهار اتفاق الدوحة فعلياً بعد نحو أربعة أشهر من توقيعه، ولتتجدد الحرب في مطلع شهر مايو من عام 2008.
▪ناصر المري
عام 2017، بعد إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطع علاقاتها مع قطر، نُشر تسريب خطير يدين الدور التخريبي للدوحة في اليمن.
التسريب كان لمكالمة يعود تاريخها لعام 2012 بين الشيخ حسين الأحمر وضابط قطري يدعى ناصر المري، يطلب من الأحمر العمل على إفشال المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية.
ناصر المري واسمه الكامل:
– ناصر بن سعيد بن صميخ المري.
–عمل ضابط اتصال في السفارة القطرية في باريس، عام 1996.
– أثناء فترة عمله في باريس، حدثت قضية تورط فيها حسين الأحمر وأحد إخوته، وكان من الممكن أن يحكم عليهما بالسجن لسنوات طويلة في فرنسا.
من المرجح أن تكون هذه الحادثة نتيجة كمين من قبل الاستخبارات القطرية والفرنسية للإطاحة بهما.
تواصل ناصر المري مع حسين الأحمر وأخيه، وعرض عليهما المساعدة، فوفر لهما وثائق سفر قطرية ليتوجها بعد ذلك إلى الدوحة، ومن ثم إلى صنعاء، وقامت قطر بعد ذلك بمسرحية استخباراتية لتفصل المري من عمله، وبقي في الدوحة لفترة سافر بعدها إلى دولة الإمارات، زاعماً أن قطر سحبت جنسيته بسبب تعاطفه مع أفراد قبيلة الغفران التي سحبت قطر منهم الجنسية بعد انقلاب حمد على والده.
استقر المري في الإمارات معززاً مكرماً، وحصل على الجنسية الإماراتية وعاش حياته كأي رجل أعمال بعيداً عن السياسة.
بعد انتقال المري إلى الإمارات، علم الشيخ الراحل عبدالله الأحمر بتفاصيل القضية، فاتصل بناصر المري، وعرض عليه عرضين كرد جميل لما فعله مع أبنائه في فرنسا، العرض الأول أن يقدم له مكافأة مالية مجزية، أما العرض الثاني فهو أن يناسبه عارضًا تزويجه بإحدى بناته.
وافق المري على العرض الثاني وتزوج ابنه الشيخ عبدالله الأحمر، وتطورت العلاقات بين ناصر المري وأبناء الشيخ الأحمر تحديداً حميد وحسين، ومن هنا انطلقت شرارة المخططات والمؤامرات القطرية في اليمن.
بدأ المري بدعم حزب التجمع اليمني للإصلاح ذراع الإخوان في اليمن، ونسق للوساطة القطرية في الحروب ما بين الجيش اليمني وميليشيا الحوثي، وعن طريقه أيضاً تم التنسيق لزيارة حسين الأحمر وعدد من قادة الإخوان إلى ليبيا واللقاء مع القذافي للتخطيط لمؤامرة تلغيم السعودية بالمخربين، بينما كان الشيخ عبدالله الأحمر يتعالج في الرياض.
حرض المري الحوثيين على رفض المبادرة الخليجية، وقدم مبلغاً بقيمة 250 مليون دولار لحميد الأحمر للعمل على دعم الاحتجاجات والمظاهرات ضد نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
كان لناصر المري دور في الخيانات القطرية والجرائم التي حدثت داخل صفوف جيش التحالف العربي، من خلال تزويد الحوثي بإحداثيات ومعلومات استخباراتية، أودت بحياة الكثير من جنود وضباط التحالف، وكان ضابط الاتصال المسؤول عن تلك الجرائم الحوثي يحيى الكبسي، الذي يعيش في قطر ويعتبر الصديق المقرب من ناصر المري.
لم يكن أحد يشك في ناصر، الذي طردته المخابرات القطرية، ويعلن حبه وولاءه لدولة الإمارات، وينتقد دائماً تصرفات أخيه الذي يعمل في الحكومة القطرية، ويحذر من تنظيم الإخوان، ويشكو من تصرفات حسين وحميد ويصفها بالصبيانية.
في عام 2017، انكشفت حقيقة ناصر المري الذي كان في إحدى الدول الأوروبية، ليفر بعدها إلى الدوحة.
ناصر المري ضابط المخابرات القطري والجاسوس الذي كان خلف كل تلك المخططات الدنيئة، هو شقيق الدكتور علي صميخ المري، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر الذي يهاجم السعودية والإمارات ودول المقاطعة دائماً، حيث جمع أكثر من 250 منظمة حقوقية، وأكثر من 3 آلاف صحافي مرتزق لمهاجمة السعودية ودول المقاطعة.
▪فادي باعوم
يقدم فادي حسن باعوم نفسه كرئيس لما يعرف بمجلس الحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب المدعوم من قطر وإيران.
في عام 2015 أصدرت الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب، قرارًا بفصل رئيسها فادي باعوم بتهم تتعلق بالخيانة والتعامل مع إيران ومن وصفتهم بالأعداء.
البيان الصادر عن الحركة حينها، قال إن الحركة طُعنت بخنجر في الظهر من قبل رئيسها، لحرف مسارها وتركيعها للميليشيات المحتلة والمعتدية على أرض وعرض الجنوب، ومحاولة مستميتة منه لجرها لمربع الخيانة والعمالة لإيران وخيانته لكل تلك التضحيات والرصيد النضالي الكبير للحركة وتسلمه أموالاً مدنسة بتلك الدماء الطاهرة الزكية، وبقائه في الضاحية الجنوبية ببيروت طيلة معركة الكرامة، وحتى اللحظة لتقديم معلومات استخباراتية ولوجيستية للعدو، بحسب البيان.
فادي باعوم، الذي يعيش حالياً بلبنان، يظهر دائماً على قناة الجزيرة مهاجماً التحالف العربي بشكل مستمر.
في سبتمبر 2018 ألقت قوات النخبة الشبوانية القبض على أعضاء في شبكة تخابر مدعومة من قطر ومليشيا حزب الله اللبناني الموالية لإيران مهمتها زرع الفوضى في اليمن، وأقر المتهمون في هذه القضية تابعيتهم إلى فادي باعوم لتكوين كيان سياسي مناهض لقوات التحالف العربي والحكومة الشرعية بغرض زعزعة الأمن والاستقرار ونشر الفوضى.
▪جمال المليكي
تستميت أبواق قطر الإعلامية في تسويق عودة وهم الخلافة العثمانية لليمن من خلال تمويل أفلام وبرامج تقفز على الواقع ولا تجني سوى الخيبات.
كما تتغاضى قناة الجزيرة القطرية عن الواقع المؤلم في اليمن، الذي بات قاب قوسين من مجاعة محتملة مع تدهور العملة المحلية إلى مستويات قياسية، وتواصل القناة نفث سمومها ضد الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية.
بينما يعمل اللوبي الإخواني في قناة الجزيرة، وعلى رأسهم المدعو "جمال المليكي"، على تنفيذ تلك الأجندة المشبوهة، التي على رأسها إعادة الدور التركي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
جمال المليكي:
– صحفي يمني يقيم في الدوحة.
– يعمل باحثاً وناشطاً سياسياً بالوكالة.
– يقدم برامج تسجيلية عبر قناة الجزيرة القطرية.
في تسعينيات القرن الماضي، ارتمى المليكي في أحضان تنظيم الإخوان الإرهابي، وانضم لحزب الإصلاح في صنعاء، وسافر إلى مستقر دعوتهم في الدوحة حيث يتم تدريب نشطاء الجماعة في مركز الجزيرة للتدريب ومعهد الدوحة والمركز العربي لدراسة السياسات الذي يديره عزمي بشارة.
يعمل المليكي حالياً، مديراً تنفيذياً لدار "تمكين للأبحاث" تحت قيادة الإخواني البارز من أصل قطري، جاسم محمد سلطان، شارك في إنتاج برامج دعائية تروج لأهداف الجماعة الإرهابية في اليمن وادعى أنها "استقصائية" مثل أفلام "موت على الحدود"، "والمهرة.. النوايا المبيتة" التي هاجم فيهما كلاً من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وصولاَ إلى "الطريق إلى صنعاء" مع صفاء كرمان شقيقة الإخوانية توكل كرمان.
منذ استقطابه إلى الدوحة قبل سنوات، أسندت قناة الجزيرة واللوبي الإخواني بداخلها لجمال المليكي، مهمة إنتاج عدد من التحقيقات التي تستهدف بشكل خاص دول التحالف العربي بقيادة السعودية وحلفائهم في اليمن، وفي كل مرة كانت أعماله التي يرصد لها تنظيم الحمدين "شيكات على بياض"، تظهر مدججة بالأكاذيب والتدليس.
في أواخر عام 2020، قدم المليكي فيلم "الطريق إلى الساحل" وهو نسخة معدلة من "الطريق إلى صنعاء" الذي أنتجه بالتعاون مع صفاء كرمان عام 2015، وسوّق لاتهامات سطحية على لسان متحدثين، دون الكشف عن أي حقائق أو أسرار حقيقية، ما يكشف حجم الحقد الإخواني تجاه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
حاول المليكي تكرار الأمر في الطريق إلى الساحل، وذلك بالهجوم على العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، الذي يقود المقاومة الوطنية في الساحل الغربي ويقاتل الحوثيين لتأمين ممرات الملاحة من عملية تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين، وهو ما لا تريده آلة الإخوان.
يمارس المليكي من خلال برنامجه "المتحري" الهواية القطرية المعتادة في الأكاذيب وتلفيق الاتهامات لدول التحالف العربي، لكن الهدف الخفي لبوق قطر هو إفساح المجال للوجود التركي وتهريب الصواريخ الباليستية الإيرانية لمليشيا الانقلاب الحوثي.
ميزانية كبيرة يعتمد عليها الإخواني "جمال المليكي"، رصدها له تنظيم الحمدين لتنفيذ أعماله، ومن خلال تلك الأموال يقوم باستغلال عشرات المصورين والزج بهم إلى خطوط النار، تحت مزاعم أنه سيقوم ببيع مواده المصورة لوكالات أجنبية.
تسبب فيلم المليكي "موت على الحدود" في مصير قاسٍ للمصور الصحفي اليمني، أصيل سويد، الذي تعرض لأكبر عملية احتيال وسرقة أرشيفه المصور من قبل أحد زملائه وبيعها لـ جمال المليكي مقابل 12 ألف دولار أمريكي.
تعرض "سويد" بعد أيام من بث الفيلم للاختطاف من قبل مسلحين مجهولين، قاموا بتعذيبه بوحشية لأسابيع قبل أن يطلق سراحه في جريمة هزت الرأي العام.
كشف "سويد" بعد شهر من إخفائه قسرياً وإطلاق سراحه في يوليو 2020، أن السبب باختطافه وتعذيبه كان خيانة شريكه في العمل المدعو "مرزوق الجابري" وقناة الجزيرة وتسببها لمئات الناس للخطر ولا يزال مصير البعض مجهولاً إثر تعرضهم للملاحقة.
أواخر العام 2020 ألقت المقاومة الوطنية في الساحل الغربي القبض على جاسوس مزدوج أقر في اعترافه بتقديم قناة الجزيرة عرضاً له للانتقال إلى صنعاء لتصوير لقاء مرئي للحديث عن المقاومة الوطنية مقابل مبلغ مالي كبير.
الجاسوس الذي يدعى ماجد عادل حمود السياغي، وهو نجل أحد أبواق إعلام مليشيا الحوثي، اعترف بتلقيه عرضاً للظهور في قناة الجزيرة القطرية لكشف معلومات سرية تابعة للمقاومة الوطنية.
اعترف أيضاً أن والده المتواجد في صنعاء، توسط بينه وبين الصحفي، جمال المليكي للتنسيق في الظهور مقابل الحصول على مبلغ مالي يقدر بـ7 آلاف دولار أمريكي.
الاعترافات كشفت المهام المشبوهة للصحفي جمال المليكي الذي يعمل بالوكالة لصالح التنسيق بين تنظيمي الحمدين والإخوان والحوثي تحت غطاء العمل الصحفي في قناة "الجزيرة".