السجون السِّرية وتصدير النفط ومصادرة الموانئ.. ماذا حصدت “أكاذيب” الإخوان ضد “الإمارات”

تقارير - Friday 19 February 2021 الساعة 09:21 pm
المخا. نيوزيمن، خاص:

منذ 2011 وحتى حملة الـ11 من فبراير ضد القوات المشتركة في الساحل الغربي، فإن مهمة الحملات الإخوانية تسير بخط واحد هو “التحريض ضد كل مصالح اليمنيين، والتمهيد لأطراف غير وطنية للسيطرة”. والعجيب أنه في النهاية لا يكسب الإخوان وجوداً، لكنهم يكتفون بمصالح بلا مسؤولية، فيما يزداد وضع اليمن واليمنيين تعقيداً.

في 2011، صبَّت كل الحملات الإخوانية لصالح الحوثي، فالجيش العائلي اُستُبدل بجيش درّبته إيران في مجاهيل صعدة، وتصوير الصراع السياسي الديمقراطي باعتباره مجرد أكذوبة “صالحية” انتهى بسقوط النظام السياسي بأحزابه وفعاليته ومؤسساته العامة والخاصة، ذات الأمر مع التعليم ومع العلاقات الدولية والعربية للجمهورية اليمنية، بل والجمهورية ذاتها كهوية ومشروع وطني. كل ذلك انتهى في خدمة “الذراع الإيرانية” التي أسقطت الجمهورية في عاصمتها.

حروب التحرير ضد الحوثي.. العناوين الجديدة

ومن 2016 شهدت البلاد دعماً عربياً ملحوظاً بقيادة السعودية وبتحرك الإمارات على الأرض، لمواجهة السيطرة الإيرانية على اليمن، وفجأة برزت الحملات الإخوانية تهيئ الوعي اليمني للقبول بالحوثي. عنوانها السيادة والأطماع العربية وتقسيم اليمن، ونهب ثرواته وإيقاف مقدراته وحبس مقاوميه بل واغتصاب “الرجال والنساء” والسجون السرية.

وبالتوازي مع ذلك كله كان العدو في الخطاب “تحالف الإخوان” هو “علي عبدالله صالح” أما الحوثي فكانوا يقولون إنه “مجرّد هامش يستغله الرئيس السابق”.

الإمارات.. استهداف الفعالية في الميدان

لم تكتفِ “الإمارات العربية المتحدة” بإرسال دعم مادي ومعنوي، فقد أدركت أن الحرب وصلت مستوى انهارت فيه كل المقدرات اليمنية في مواجهة الحوثي أو القاعدة، لذا أرسلت وحدات من جيشها بشكل رسمي، كما سبق وأرسلت الدول العربية ومنها اليمن جيوشاً إلى دول عربية مثل العراق في مواجهة إيران، أو البحرين أو اليمن نفسها إبان ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م.

وكان الهدف واضحاً، إعانة اليمنيين على مواجهة الإرهاب بقسميه الحوثي والقاعدة.. ووفق آليات فعالة، تقاتل بالأقرب للميدان وللجبهات، وليس التفرغ للتنظير من الفنادق ومن بلدان الغربة.. فالتدخل الحربي له معنى واحد هو إدارة معارك في الجبهة وليس في الفضاء الافتراضي.

وتمكن التحالف من تحقيق انتصارات كبرى: حرَّر عدن والجنوب ومارب وصولاً إلى “السد”، والدخول في حدود محافظة صنعاء وصولاً إلى “نهم”، وشرقاً طرد “القاعدة” من المكلا وكل الساحل الشرقي من الشحر في حضرموت وحتى بلحاف في شبوة، والاتجاه غرباً في جبال شبوة وجنوباً باتجاه أبين.. وغرباً طرق أبواب الحديدة، إيذاناً بانهيار حوثي تبدّت تباشيره في الكيلو 16. وفي كل هذه المعارك كان “الجيش الإماراتي” الفاعل الأول في الميدان ترافقه جهود “الهلال الأحمر الإماراتي”، وكل ذلك، بالطبع، تحت إشراف القيادة السعودية مدنياً وعسكرياً وبمشاركة كل الأطراف اليمنية التي ترفض الحوثي والإرهاب.

وبعد أشهر من التماهي الإخواني مع أهداف التحالف العربي وتدبيج قياداتهم المديح والشكر، تغير الخطاب، وبدأت حملات تشبه تماماً حملات 2011، من قناة الجزيرة إلى صفحات التعبئة الإخوانية ضد التحالف، سواءً السعودية أو الإمارات.. ولكن النصيب الأكبر وُجِّه ضد “الإمارات”.

تكرار فبراير.. الاستسلام للأكاذيب الإخوانية

وكما حدث في 2011، ورغم أن المجتمع السياسي والإعلامي اليمني وجه انتقادات شديدة واعترافات بالخديعة بخطاب الإخوان، فإنه استسلم مرة أخرى لكل أكاذيب الإخوان، تحت تأثير المصالح المترتبة على الرضا أو الغضب الإخواني الممسكين بتلابيب الشرعية.

خاصة وأن الإخوان اتخذوا قرارات ضد كل من خالف ذلك، حتى إنه تم إيقاف من واجه الحملات الإخوانية ضد التحالف والإمارات تحديداً، وشنت عليه الحملات.

حملات في طريق اتفاق الرياض


بدأت الحملات الإخوانية بأكاذيب “فصل اليمن”، فوجود الإمارات في مأرب دعم للجمهورية، لكن وجودها في عدن “دعم للانفصال”، واستهدف ذلك مواجهة الأفكار التنظيمية الواقعية لإدارة الحرب، حيث حاول الإخوان وحلفاؤهم في الشرعية تحويل الجبهات إلى مورد مالي صرف، لا قتال فيه، وهو ما رفضته الإمارات واتجهت للميدان تعيد ترتيب صفوف المقاتلين، وتقدم لهم الدعم المباشر، رافضة دعم أي قيادات تعيش خارج الجبهات. فدعموا أطرافاً في مأرب وفي تعز وفي الحديدة وفي عدن وفي شبوة وحضرموت.. فالمعركة كبرى وكل يقاتل ضمنها وبعدها “سيجلس الجميع لإقرار الصيغة السياسية لليمن المنتصر”.

وقبل أن تغادر القوات الإماراتية بعد إتمام مهمتها، كان الرد الوحيد على كل هذه الحملات هو “اتفاق الرياض” الذي أعاد توحيد الجهود لمحاربة الحوثي، عنوان الحاضر.. الذي لا قيمة لأي شعارات ما لم يتحقق.

مظلوميات الأكاذيب

اعتمد “الإخوان المسلمون”، متبادلين الدعم مع الأدوات الإعلامية القطرية، حملات إعلامية مركزة، تعزف على وتر المظلومية وتهدف لكسب التعاطف، وتضلل الرأي العام بمعلومات وادعاءات زائفة، وكل مرة يشنون الحملات تلو الأخرى، كل مرة بشعارات مختلفة.

فكان احتلال سقطرى والساحل الغربي، تعطيل الموانئ، منع تصدير النفط، السجون السرية، منع الرئيس عبدربه منصور هادي من العودة إلى عدن، وقد اعتمدت الحملات أكاذيب شديدة الدناءة وصلت للحديث عن الاغتصابات وبيع النساء.. وتحقير الجهود الخيرية واعتبارها نشاطاً مخابراتياً، وكما بدأت بالاغتيالات في عدن لموظفي الهلال الأحمر بعد أشهر من تحرير عدن، فقد استمرت بتوفير الغطاء الإعلامي للاغتيالات الإخوانية لخصومهم بدعوى “العمالة للإمارات”، حتى حولت الإمارات “هي السبب في كل ما حدث لليمن من 2009” على الرغم من أنها لم تتدخل في اليمن إلا نهاية 2015م وفي مسار واضح ودور عروبي قومي ووطني وإنساني.

غادرت الإمارات.. فأصبحت الاتهامات ركاماً

مع توقيع اتفاق السويد، قررت الإمارات “سحب قواتها العسكرية”، فالاتفاق أنهى الحرب وحول المعركة إلى السياسة بين مكونات الشرعية وبين الحوثي، والتزمت الإمارات بدعم الشعب اليمني في حروبه ضد الإرهاب والجوع والتشرد، ومع استعداد لتقديم ما يمكنها تقديمه لتحقيق مصالحه.

انسحاب الإمارات، عطّل كل الركام من الحملات الإخوانية على مدى سنوات، وكشف كل أكاذيبها.. غير أن هذه الحملات قد أصبحت سلاحاً حوثياً ضد اليمنيين، تماماً كما كان في 2011 وما بعدها.

جماعة ضد الوطن

الناشط مالك اليافعي، اعتبر أن جهد “جماعة الإخوان” ليس مستغرباً ولا جديداً، قائلاً: “منذُ أن تأسست وهي متغذية على الفساد وثقافتها إجرامية تخريبية واستغلت الإعلام والدين ومنابر المساجد لاستقطاب الأشخاص وغسيل أدمغتهم ليحاربوا ويقاتلوا أهلهم وأوطانهم، معتبراً أن "ولاء الجماعة ليس لأوطانهم، ولا يوجد إخواني يريد الخير لبلده".