صحيفة أمريكية: الصراع في اليمن يتجه لتحقيق انتصار مهم لإيران
السياسية - Friday 26 February 2021 الساعة 08:20 am
قالت صحيفة "واشنطن اكزامينر"، إن انتصار إيران في اليمن سيكون مشكلة كبرى للرئيس الأمريكي جو بايدن، محذرة من أن الصراع الذي أهمل كثيراً في اليمن يتجه نحو تحقيق انتصار استراتيجي مهم لطهران، بدعم من جماعة الحوثيين، مما يمنح إيران القدرة على تهديد ممر ملاحي دولي رئيسي آخر، بالإضافة إلى التهديد الذي تواجهه السعودية.
وكما هو الحال دائماً في العصر الحديث، فإن النفط والغاز هما من يغذيان الخطر الذي تشكله الجهات المارقة في الشرق الأوسط، حيث يمكن لإيران بالفعل استهداف سفن الشحن في مضيق هرمز، الممر المائي بين الساحل الإيراني والجانب الشرقي من شبه الجزيرة العربية.
وترى الصحيفة الامريكية أن موطئ قدم لطهران في اليمن في الطرف الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة، سيوسع من الامتداد الإيراني إلى ممر شحن النفط الرئيس الآخر في المنطقة - مضيق باب المندب، نقطة الاختناق التي تربط قناة السويس والبحر الأحمر ببحر العرب وصولا إلى المحيط المفتوح.
وقال مساعد نائب جمهوري في مجلس الشيوخ لواشنطن اكزامينر: "من الواضح أن الإيرانيين قادرون على العمل بحرية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون (...) يمكنهم إحداث الكثير من الألم في العالم، بتكلفة زهيدة إلى حد ما".
وحذرت الصحيفة إدراة الرئيس بايدن وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة من أن يتنازلوا لإيران عن مثل هذا الممر الخانق ذي الشقين على إمدادات الطاقة العالمية. ومع ذلك، فإن الخيارات الواضحة لمواجهة النظام الإيراني في اليمن تأتي بجوانب سلبية قاتمة.
وقال دبلوماسي أوروبي رفيع: "إذا كنت أمام ثلاثة أو أربعة صواريخ أخرى تسقط على الأراضي السعودية، فأنا لا أعرف ما الذي ستفعله وزارة الخارجية (...) إننا أمام مأزق كبير حقاً".
وتقول الصحيفة إن ضعف المواقف السعودية لا يغيب عن الممثل الخاص تيموثي ليندركينغ، الدبلوماسي المحترف الذي عينه وزير الخارجية أنتوني بلينكن كنقطة انطلاق لحل الأزمة.
وأشارت أن زيارته الأولى للرياض في هذا الدور تزامنت مع هجوم بطائرة بدون طيار على مطار مدني، أطلق من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث قال عقب الزيارة "لن نسمح بأن تكون السعودية ساحة تدريب على الاستهداف". وقال إنه من حسن الحظ أنه لم يكن أحد على متن الطائرة التي استهدفها الحوثيون في مطار أبها.
وقال ليندركينغ للصحفيين: "لقد لعب الإيرانيون دورا سلبيا للغاية في اليمن حتى الآن (...) لقد كان تدريبهم وإمدادهم وتجهيزهم للحوثيين لشن هجمات ضد أهداف مدنية في المملكة وأماكن أخرى في الخليج ضارا بشكل خاص (...) وإذا أراد الحوثيون التعبير عن حسن نيتهم، فسوف يبتعدون عن إيران (...) لقد صرحوا بأنفسهم أنهم يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم مستقلون عن إيران".
غليان سعودي
وكشفت الصحيفة عن غليان السعوديين بالفعل من قرار بلينكن شطب الحوثيين من القائمة السوداء، حيث قال مصدران مطلعان إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قام بحملة من أجل تصنيف الإرهاب في اجتماعات خاصة مع مسؤولي إدارة ترامب عندما زار واشنطن في أكتوبر.
وأثار قرار بومبيو بتصنيف الحوثيين معارضة من الحزبين لأنه سيقطع المساعدات الإنسانية عن الأشخاص الذين دفعهم الصراع إلى حافة المجاعة، إذ يجعل ترسخ الحوثيين في المدن اليمنية الكبرى من المستحيل عمليا توزيع المساعدات الإنسانية دون التعامل مع المليشيا.
وقال مساعد النائب الجمهوري في مجلس الشيوخ: "الأمر فعلا يشبه كيانا شبيها بحزب الله موجودا في الحكومة، وبهذا، فإن تلك الشرائح الكبيرة من السكان التي تقع تحت سيطرتهم كانت ستُحرم من هذه المساعدة الخارجية المطلوبة تمامًا لإبقاء السكان على قيد الحياة".
وقال المسؤول السابق في إدارة ترامب: "إنها صفقة كبيرة للغاية إذا كانت إيران قادرة على الإطاحة بحكومة وجعل حليفها أو وكيلها يسيطر على دولة.
وأضاف إن إيران اختارت كيانات حكومية في العراق وسوريا، وإذا أضفت إلى ذلك الإطاحة الفعلية بحكومة والاستيلاء على بلد ما، فإنه سيكون توسعا كبيرا للقوة والنفوذ الإيراني في المنطقة.
وتشعر قوات الحوثي –تقول الصحيفة- بأن الرياح تسير في صالحها مع هجوم جديد يجري للسيطرة على واحدة من آخر المدن الكبرى التي يسيطر عليها الموالون للحكومة وهي مدينة مأرب. وقال المسؤول السابق في إدارة ترامب: "إنها مشكلة صعبة حقا، وبالتالي فهي مشكلة صعبة بالفعل بالنسبة لإدارة بايدن".