لم تجد الأسرة له أثراً حتى اليوم: عام كامل على اختفاء الشاب معتز النعمان من منطقة الحوبان بتعز
السياسية - Tuesday 02 March 2021 الساعة 12:00 pm
لم يكد يصدق وقد تخرج أخيراً من الجامعة اللبنانية في تخصص استهواه منذ نعومة أظافرة "جرافيك ديزاين" حتى بدأ برحلة البحث عن عمل، لكن ذلك لم يدم طويلاً فتخصصه نادر وسوق العمل يتهافت على مثل هذه التخصصات بكثرة.
لكن مصمم ال"جرافكس" معتز نعمان، لم يحبذ الاستمرار في العمل بصنعاء، مفضلاً أن يكون مستقراً في تعز بالقرب من أسرته وأمه التي تتلهف لمجيئ صغيرها للعيش معها أخيراً بعد فراق للدراسة دام سنوات، فقد وجد معتز فرصة عمل في تخصصة بشركة "ماس" التابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم بتعز.
لم يكمل ذو الربيع ال26 نصف الشهر في الدوام بعمله الجديد في "ماس"، وفي اليوم ال16 من بدء عمله كانت الكارثة التي أرقت أسرته ومحبيه وأصدقاءه وزملاءه في العمل بل واليمن قاطبة.
خرج معتز من منزل أخيه في الحوبان -شرق تعز- مساءً في ال24 من فبراير 2020 لشراء حاجيات خاصة، ولكنه كان الخروج الأخير!
من منطقة "السمكر" في الحوبان تبخرت أخباره، ومنذ خروجه لم يعد إلى سكنه حتى اللحظة.
منذ اللحظات الأولى لاختفائه تحركت الأسرة لتعرف أين معتز وما الذي حصل، بحثوا عنه كثيراً ولكن دون جدوى.
عام مر منذ خروجه الأخير، فلا معتز وصل ولا أخبار عنه أتت.
تقول شقيقته ليلى نعمان ل"نيوزيمن"، أخي لا ينتمي لأي حزب وليس له أي توجهات أو أنشطة سياسية، وليس له عداوات".
بضعة كيلومترات فقط هي المسافة بين مكان سكن معتز في الحوبان و"مدينة الصالح" التي يخفي فيها الحوثيون آلاف المعارضين من أبناء تعز قسراً، تقول ليلى إنهم تواصلوا بالمعنيين في معتقل مدينة الصالح وأفادوا للأسرة أن لا وجود لشقيقها فيها.
وتتابع، قدمنا بلاغاً للنيابة العامة والذين بدورهم أرسلوا بلاغات للبحث الجنائي والعمليات وتم متابعتهم لفترة طويلة ولكن دون جدوى.
وتضيف: إن الأسرة تواصلت مع معتقلات في محافظات أخرى، ومستشفيات لكنها لم تحصل على معلومات تؤكد وجود شقيقها في أي من هذه الأماكن مطلقاً.
فنانون وناشطون تفاعلوا مع أسرة معتز وتواصلوا مع جهات معنية ونظموا وقفات تضامنية، ولكن لا جديد حتى الآن في قضية اختفاء معتز.
عام من الحُزن والبحث عن أصغر أفراد الأسرة، لم تدع فيه عائلة النعمان مكاناً إلا وطرقته، إلى درجة بات معها إخوة معتز يتفحصون كل الوجوه بين الزحام كلما نزلوا السوق أو رأوا تجمعاً علهم يجدون شقيقهم بين المارة والعابرين.
أم مكلومة على عصفور قلبها، تظن في كل لحظة طرق باب المنزل أن ثمة بشارة بشأن نجلها المختفي، وسرعان ما تتبدد الآمال لديها، وقد تفاقمت حالتها الصحية حولاً كاملاً حزناً على نجلها الأصغر الذي اختفى ولم تجد له الأسرة أثراً حتى اللحظة.
في بلد الحرب والفقر والمآسي باتت أسرة النعمان أنموذجاً صادماً لحال الأسرة اليمنية المكلومة بالأحزان أينما وجهت وجهك.