الإخوان يواصلون مساعيهم لاستكمال السيطرة على جامعة تعز

السياسية - Thursday 04 March 2021 الساعة 07:59 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

لم يكتف إخوان تعز بأن تكون كل الجامعات الأهلية في المحافظة تابعة لهم، حيث يسيطرون على الجامعة الوطنية (ممولة من القطاع الخاص بالإخوان) وجامعة العطاء (ممولة من الكويت) وجامعة الحكمة (ممولة من قطر) وجامعة الجند (تابعة لقيادات الحزب العليا)، بالإضافة إلى فرع جامعة العلوم والتكنولوجيا (القطاع الاستثماري لهم)، بل إن حبهم للسيطرة جعلهم يصبون كل أساليبهم للسيطرة على جامعة تعز الحكومية بطرق التوائية لا تخلو من الإرهاب والتقية والإقصاء للجميع.

فقد شكل العشرون من نوفمبر 2018م؛ حيث جرت محاولة اغتيال البروفيسور محمد الشعيبي رئيس جامعة تعز؛ البداية الحقيقية للإخوان نحو الاستحواذ على جامعة تعز التي عجزوا عن اختراقها في ظل تواجد الشعيبي وتحركه المكثف على مختلف المستويات الأكاديمية، مما جعلهم يلجأون إلى أسلوبهم المعتاد في إقصاء خصومهم أو من يرونه عقبة أمام تحقيق مشروعهم القائم على التمكين.

هذا الفعل الإجرامي فتح الطريق بجلاء لأخونة الجامعة عبر عنصرهم الفعال الدكتور رياض العقاب الذي جرى استقدامه من صنعاء، والذي شوهد حينها على شاشة قناة المسيرة يتبرع بالدم لقتلى الميليشيا، وشهد استقدامه لمنصب نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب عملية احتفاء كبيرة!! خلافاً لما حصل من حملة تشهير وتخوين مع آخرين عادوا من مناطق سيطرة الميليشيا أو منعوا من العودة لتقاطع أفكارهم مع فكر الإخوان.

العقاب أتى إلى المنصب في عملية إقصائية للدكتور مهيوب البحيري المحسوب على المؤتمر الشعبي العام والذي جرى تنزيل مرتبته الوظيفية من نائب رئيس جامعة لشئون الطلاب إلى عميد لكلية العلوم خلفا للدكتور خالد الوصابي الذي تم ترقيته إلى نائب لوزير التعليم العالي، ومن ثم منح الوزارة في حكومة الدكتور معين المشكلة وفق اتفاق الرياض.

وبالعودة إلى عملية الاغتيال للشعيبي والتي قتل حينها مرافقه موفق الشميري لم يتم تقديم الجناة إلى المحاكمة، بل أخرج القاتل من السجن المركزي بحكم قرابته من عبد القوي المخلافي وكيل المحافظة، ويد الإخوان فيها، وبتوجيهات من الحاكم الفعلي لتعز المدعو سالم.

ومنذ تلك الحادثة، لم يعد الشعيبي إلى الجامعة، ولم يعد قاتله إلى السجن، ولم يعد المؤتمر إلى المراكز القيادية في الجامعة، بل عاد بصورة أكبر أسلوب التقية والتمكين، الذي انتهجه الإخوان في السيطرة على الجامعة.

وأصبحت غالبية الأقسام، تحت رئاسة عناصر الإخوان، وهم الذين عملوا على أن تكون حصص الأوائل لعناصرهم، ويمنح غالبيتهم درجات تمكنهم من المراتب الأولى، بالترفيع والمحاباة، أو بحجة المشاركة في الجبهات.

هذا التوجه أسهم في حصول الكثير من طلاب الإخوان على درجات الإعادة في معظم الكليات التي كان الإخوان لا يسيطرون عليها، بخلاف كلية الهندسة المغلقة للإخوان فقط منذ تأسيسها، الأمر الذي حرم المجدين والمجتهدين من الحصول على درجات الإعادة في أقسام الجامعات.

وشهدت الجامعة بعد محاولة اغتيال الشعيبي الظهور العلني للإخوان، وهذه المرة عبر القسم الجهادي في الحركة بزعامة يحيى الريمي (عائد من أفغانستان – وقريب من قاسم الريمي زعيم تنظيم القاعدة في اليمن سابقا).

حيث بدأ الإخوان عبر ما يسمى بالتوجيه المعنوى في محور تعز والذي يرأسه الريمي بعمل محاضرات توعوية في القاعات الدراسية لتلميع الإخوان ومحاولة استقطاب الطلاب، هذه الحملة واجهت حملة مضادة تجاه قيام الإخوان بنشر أفكارهم الهدامة في قاعات الجامعة واتخاذها مقراً للتلميع والاستقطاب والدعاية.

كما أن استخدام مؤسسات الجيش للدعاية الحزبية يخالف المادة (69) من قانون الجرائم والعقوبات العسكرية على عقوبة الطرد أو بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات من ثبت "انتماؤه إلى أي من الأحزاب والهيئات والمنظمات والجمعيات السياسية أياً كان نوعها أو اتجاهها أو الترويج والدعاية لها في أي مكان من الأماكن التابعة للقوات المسلحة".

واستمر مستوى التهميش والانتهاكات التي تعرضت له قيادات تنتمى للمؤتمر الشعبي العام، ونذكر هنا عبد الرحمن حاجب أمين عام الجامعة الذي تعرض للاعتداء من عناصر الإخوان وسرقة سيارته.

وتطور الأمر إلى تجاهل نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا وشئون البحث العلمي الدكتور صادق الشميري الذي لم يتم استدعاؤه لاجتماع مع الدكتور الوصابي في أبريل 2020م، واستدعي زميله في الحزب رياض العقاب للحضور رغم أن الاجتماع حينها مخصص شئون البحث العلمي والدراسات العليا، وهو ما يندرج ضمن أنشطة وأعمال الشميري المنتمى للتنظيم الناصري والمعين بقرار جمهوري والذي عبر حينها عن امتعاضه بالقول: عندما لا يحترم الأكاديمي في أعلى صرح علمي تخصص زميله في العمل الإداري فماذا نتوقع من الآخرين؟! وأضاف ساخراً: (عاشت جامعة تعز في ظل قيادتها الفردية).

وفي نوفمبر الماضي استمر تمادي الإخوان في عنجهيتهم ضد الأكاديميين، حيث شهد فرع جامعة تعز في مدينة التربة، محاولة قتل لرئيس الفرع، الدكتور أحمد الرباصي، والذي تعرض مكتبه للاقتحام من قبل مسلحي القيادي الإخواني حمود المخلافي.

وأنهى الإخوان العام 2020 بجرم آخر يضاف إلى رصيدهم في الانتهاكات على جامعة تعز، حيث اقتحمت عناصر مُسلحة تابعة للواء 22 ميكا المسيطر عليه من الإخوان، أواخر ديسمبر الماضي، مكتب عميد كلية الطب بجامعة تعز الدكتور جمال الحزمي، كما أقدموا على نهب بعض محتوياته وبينها طابعة وجهاز “لاب توب”. وأكملوا مهمتهم ومضوا دونما رقيب أو حسيب.

ومع بدء العام الجديد تطور أسلوب الإخوان في تعز بانتهاجهم ضد جامعة تعز وقياداتها، وهذه المرة بلباس الطهر والنقاء تحت يافطة محاربة الفساد، ولأن الهدف هو الاستيلاء على رئاسة الجامعة، فقد عقدوا لذلك مؤتمراً صحفياً أطلق عليه (مؤتمر خديجة) والتي تحث الخطى للسيطرة على عمادة كلية الآداب، رغم حداثة عهدها بالكلية ودنو درجتها العلمية.

وما بثه الإخوان في المؤتمر الصحفي المزعوم أرادوا إعطاءه بُعدا قانونيا ورسميا، حيث تجاوب الوزير خالد الوصابي مع ادعاءات أعضاء حزبه، إذ وجه بتشكيل لجنة تحقيق في دعاوى فساد ضد إدارة الجامعة.

لكن الجامعة ممثلة برئيسها الدكتور محمد الشعيبي كان ردها مفحماً للوصابي وحزبه، في رسالة رسمية شديدة اللهجة، حيث ردت الجامعة على رسالة الوزير بأنها “تضمنت اتهامات غير مقبولة وبلغة غير حصيفة تجاوزت الأصول والمبادئ الحاكمة للعلاقة بين الوزارة والجامعات”.

واعتبر رئيس الجامعة أن ما قام به الوزير الوصابي تجاوز لدور واختصاصات الوزير بحسب القانون الذي حدد مستوى الإشراف على الجامعة وإبلاغ رئاسة الوزراء عن أي حوادث أو مخالفات جسيمة تقع في الوزارة أو في الجامعات.

وأضاف الشعيبي، إن توجيه الوزير يعد تدخلاً في شئون الجامعات وانتهاكا لمبدأ استقلالية مؤسسات التعليم العالي، مشيراً أن علاقة الوزارة بالجامعات الحكومية ليست علاقة تبعية بقدر ما هي علاقة تنسيق وتعاون بين مؤسسات التعليم العالي”.

واختتم الشعيبي رسالته إلى الوزير بضرورة ”الرجوع إلى القوانين واللوائح والأنظمة النافذة والمعنيين قبل اتخاذ أي إجراء، وتلافي ذلك مستقبلاً“.