تعز الجديدة.. عنقاء بلون تركيا الأحمر
السياسية - Tuesday 16 March 2021 الساعة 09:30 am
استثارة للتعزي الذي يشعر أنه بلا هوية أن يبحث عن هوية وقد استغل حزب الإصلاح هذه النقطة، فالتعزي الذي يتفشى في كل اليمن يمكنه القول: أنا هنا ولي هويتي المختلفة.
هنا بدأت الكارثة والتأصيل أن تعز كيان منفصل بحد ذاته ينتمي فقط للبحر، وبهذه الخطورة يجمع حزب الإصلاح كل الناس في تعز من كل الأحزاب ومن الكارهين للحزب.
فشل الحزب في تعز أن يكون أنموذجاً لأبناء تعز ولسنوات وهو الخصم الاجتماعي والسياسي والعسكري للناس في شارع جمال، قلب مدينة تعز، فطفق يذكي هوية تعزية لمشاريعه التي يقود إليها ويحرق من شأنها محافظة تعز والبسطاء من ريف المدينة.
أوجد حزب الإصلاح في تعز ضغينة مستميتة للهضبة وللجنوبيين، وطالما الحوثي هو العدو الأول لتعز فمعناه أن تعز تسير بموكب مختلف وتطير مع سرب نجهله حتى اللحظة وسنعلمه.
يقول قائل: طموحات سادة الحرب في الاستئثار بتعز وإعلانها إمارة مستقلة، والعائق الوحيد هو المنفذ البحري في المخا والذي يخضع للمشتركة، وكل هذه الرمزية المصنوعة هي لإرهاب رفاق السلاح بالساحل الغربي والتلويح بالهوية التعزية بوجه طارق صالح ظناً منهم أنه سوف يخشاهم ويترك المخا لهم.
لا تبحث قطر وتركيا إلى أكثر من تعز، هذه المدينة ذات الضجيج الأكثر في البلاد وتقع في وسط الجغرافيا بين الشمال والجنوب وفيها الكادر المتعلم الأول ومنها كل الدوائر التي تستيطع إنضاج أي شيء أو إفساده وفي تعز باب المندب وهو الأهم والمهم لهم ولكل طموحات الطامعين، ومعناه أن تعز تكفي، نعم.
تكفي لتكون إسبرطة اليمنية، والعصا التي تلوح بها قطر وتركيا، ووسط العقد اليماني الذي دونها متى أرادا ينفرط سلم وأمن هذه الجغرافيا بوجه الجيران فمن المستحيل لأي دولة أن تحلم باليمن كلها، هذا مستحيل، لكن الاستئثار بمحافظة تختصر كل اليمن مثل تعز هذا سهل وبسيط وهو أقل تلكفة وأنفع أيضاً.
تعز.. إسبرطة الجديدة
الزوبعات الأخيرة مفادها أن تعز تحارب من شأن تعز فقط ولا للجمهورية صلة، فالإسعاف وقد أعطى الملك سلمان عشرات السيارات لم يظهرن في المعركة، وأوجدوا ضجيجاً في السوشيال ميديا لتتبرع توكل بسيارات أربع.
قوائم التبرعات من كل مديريات تعز رغم أن إيرادات المدينة تبلغ حدود 60 مليار يال في السنة، والتحالف يدعم والسلاح من التحالف أرادوا القول إن معركة تعز مختلفة خارجة عن نطاق التحالف واليمن الكبير، وبجهد هؤلاء الذين تبرعوا ويتبرعون للمعارك والتحرير في النفير الأخير لتعز الذي دعا له محافظ تعز.
بقي المحافظ شمسان بعيداً عن متناول الإصلاح، دمية فقط، كأمر واقع، دون استطاعة الإصلاح تمرير المشاريع الكبيرة عبره وتعرض نبيل لحملات التشويه الكثيرة ولقتل مرافقيه، وفضل البقاء خارج تعز خوفاً على نفسه من المقر، ولكن ما حدث له في عدن كان رسالة من الحزب خاصة أن الذي اعتدى عليه مع قائد الأمن الخاص ضابط يخضع للشرعية النوبلية، فما صلة الذي حدث معه بعدن بدعوته هذه؟
أي إذكاء روح المناطقية، وتضخيم الذي يحدث لتعز وحدث له بجلالة قدره في عدن وهذه طريقة ناجحة فالإهانات تجعل المرء يتخذ أبشع القرارات، وتخيلوا اللحى الحمراء وهن يتناوبن الحديث مع شمسان في مقيله: لا بد أن نأخذ تعز كلها، أبناء عدن ضربوك في مدينتهم، والساحل الغربي مع طارق، والشمال التعزي وشرقه وغربه مع الحوثي، ونحن بلا فائدة. أوغروا صدر الرجل بالحمية ليظهر شمسان ويستغل حمية تعز للنفير التركي بتعز.
لماذا نبيل شمسان؟
أصبحت لعبة وطموحات حمود سعيد المخلافي مكشوفة، هناك غضب تعزي عارم وأغلبه من وجه الخطأ على العنصر المخلافي ونبيل شمسان من الحجرية، بلاد المثقفين، والمثقف يستطيع تمرير كل شيء، وكذلك هم في طور صناعة الرمز بديلاً للحمادي، وتطبيب جراحات الناقمين على الإصلاح بسبب قتله
لذلك لا شأن للنفير التعزي بعمليات التحرير الحقيقية، ولا يريدون تحرير دمنة خدير، وأبداً لا يريدون تحرير ماوية ومخلاف وشرعب السلام والرونة والتعزية لوجود قوى خشنة لا تنتمي لهم، وبتحريرها يفقد الإصلاح قوته في تعز وتتخربش كل ألاعيبهم وطموحات الترك.
ولأول مرة يتوحد الخطاب التعزي ضد الجميع، فلم يتشظ الجميع، بين سالم وطارق ومحسن وهادي والميسري وبهذه أكرمت جماعة تعز كل كتاب ونشطاء وصحفيي مدينة تعز بالمال ورغبتهم بمستقبل الإمارة الجديدة.
ذهب حمود سعيد وأخذ الحجرية بالحشد الشعبي ومعسكرات يفرس بغية تأمينها من طارق صالح، وذهب سالم بالنفير التعزي إلى غرب تعز بغية تحريرها من الحوثي، كما يقال.. والظاهر الذي لا باطن له أن جناحي التعوزة الجديدة يحصرون الساحل الغربي بالجهات كلها وبمباركة وإسناد حوثي، فالحوثي يدرك حقيقة أنه لن يبقى في تعز سواء بالسلم أو الحرب ومهمته إبقاء الهضبة تحت سلطته مستقبلاً، ويخشى على نفسه عودة رجال وجيوش الهضبة لمنازعته الأمر، لذلك يفسح الطريق لمدينة لا تخصه للوصول والقضاء والتخلص من هم يؤرقه، ويخص معركته.
نادى حمود سعيد أبناء تعز للعودة من الحد الجنوبي وعادوا عبر مطهر المليشيات بصنعاء فسقوط لواء البقع وأسرهم ثم انطلاقهم إلى تعز وتجنيدهم وإرسالهم لأخذ الحجرية وثم الوصول إلى الساحل إلى سالم الذي يستغل النفير التعزي بفم نبيل شمسان واستخدام ما بقي من شباب وقوة تعز القبلية للذهاب إلى الساحل عبر الجبهة الغربية، أمران متصلان.
وبينهما، في تعز، قوى تُرِكت للحوثي يطحن همتها فهي ستعيق المشروع القادم من المقر لو أنها عادت إلى تعز وتخلصت من المليشيات.
إرهاب عارم في تعز عبر السوشيال ميديا وتنظيم إعلامي لا مثيل له، واستغلال بسطاء الناس في الترويج لمعركتهم، وآلاف الصور التي وجدت فقط لإرهاب الناس ولإعطاء تعز صورة بطولية تشبه المجازات التركية في مسلسلاتها، فالعاطفة وحدها من تقود شباب تعز خلف مشاريع إصلاح تركيا العصملية.
قيامة تعز.. مسلسل تعزي يشبه أرطغرل
الوسم الشهير في الزوبعة الأخيرة لدى كل شباب وكتاب وصحفيي تعز بعنوان قيامة تعز، نسبة إلى قيامة الترك في مسلسل عثمان وأرطغرل البدايات الأولى للدولة العثمانية، ثم هذا الوسم يشرح ما بقي تحت ستار المخاتلة
فالقيامة التي أخذت كل رجال صبر من محاذاة جبهة الشقب في صبر إلى الكدحة وكل ألوية تعز من خلف الطربال تعني فقط أن تقوم تعز لتستقبل عثمان بن أرطغرل في بحر الساحل الغربي، ولتذهب الحيمة التي ضد المشروع التركي كما يخيل لهم ولكونها ذات قضية كرامة إلى الجحيم، فلا تهمهم أبداً.