خبراء دوليون: لن يوقف الحوثي حرباً يفوز بها
السياسية - Tuesday 23 March 2021 الساعة 11:05 am
يشعر المتمردون الحوثيون حالياً بمزيد من الجرأة ومواصلة عدوانهم في الحرب، في ظل الاعتقاد الراسخ لدى الحركة الموالية لإيران أنها تربح هذا الصراع الدامي.
ومن العوامل الأخرى التي ساهمت في تعزيز ثقة الحوثيين ومواصة عدوانهم، هو التحول اللافت في السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، واستمرار هجمات الحوثيين ضد السعودية، والتي تجسدت مؤخراً في هجمات رأس تنورة في 7 مارس التي استهدفت موانئ الشحن التابعة لأحد أكبر شركات النفط في العالم.
وبدلاً من إلقاء أسلحتهم والموافقة على ما وصفه المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ بخطة وقف إطلاق النار "السليمة"، قرر الحوثيون بدلاً من ذلك المضي قدماً في عدوانهم للاستيلاء على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز.
لماذا أوقف حرباً أنا فائز فيها؟
تبقى المشكلة الرئيسة لإدارة بايدن هي كيفية التعامل مع عزم الحوثيين على مواصلة القتال. وبما أن الحوثيين في حالة هجوم الآن، فسيكون من الصعب للغاية على القيادة الأمريكية معرفة كيفية تحفيزهم وإقناعهم على إلقاء أسلحتهم والوثوق بهم في عملية سلام تتطلب منهم تقديم تنازلات لصالح خصومهم المحليين والإقليميين والدوليين.
كما أن الكثير من الصعوبات التي يواجهها فريق بايدن، تنبع من حقيقة أن الولايات المتحدة ليس لها أي تأثير مباشر على الحوثيين، إذ إن دعم واشنطن للسعودية في الحرب، جعل الحوثيين يرون الولايات المتحدة على أنها عدو رئيس.
ورغم اكتساب الحوثيين قوة كبيرة بفضل إيران وحزب الله اللبناني، لكن لن يكون لدى المتمردين أبدا القوة للسيطرة على اليمن بالكامل، حيث تشير الطبيعة المتغيرة للحرب إلى أن بعض مكاسبهم يمكن أن تنقلب إذا استمر الصراع.
ولذا، فإن مدى سيطرة الحوثيين على اليمن اليوم يجب أن يعطي جميع صناع القرار سببا لاستبعاد احتمال قيام السعودية وحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بهزيمة الحوثيين عسكريا.
مأرب أولاً.. والتفاوض لاحقاً
يواصل الحوثيون هجومهم على مأرب وهجماتهم الصاروخية والطائرات المسيرة المتطورة بشكل متزايد على أهداف سعودية.
هناك منطق قصير المدى لهذه الاستراتيجية الحوثية. في حال بدأت مفاوضات جادة بشأن السلام بعد استيلاء الحوثيين على مأرب، فسيكون المتمردون في وضع أقوى بكثير لإملاء الشروط. حيث تقع مأرب في موقع استراتيجي شرق العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، وتؤي الكثير من موارد النفط والغاز اليمنية، وهي بمثابة آخر معقل شمالي لحكومة هادي.
وبرغم وصفها من قبل الخبراء بأنها "منارة الاستقرار النسبي" والتي كانت "ملاذا في خضم الحرب"، أصبحت مأرب الآن نقطة ساخنة رئيسة تحمل لكل من الحوثيين وخصومهم مخاطر كبيرة.
وإذا تمكن الحوثيون من السيطرة على هذه المدينة، فإنهم سيشعرون بمزيد من الجرأة، لا سيما بالنظر إلى الطريقة التي سيضيف بها مثل هذا التغيير على الأرض على شعور حكومة هادي بالضعف وربما ضغط أكبر للموافقة على شروط السلام التي ستكون لصالح الحوثيين.
من ناحية أخرى، تخاطر جماعة الحوثيين بمخاطر كبيرة في سعيها للاستيلاء على المزيد من الأراضي قبيل المفاوضات. إن عدوان الحوثيين في سعيهم للاستيلاء على مأرب قد يوحد القوات المناهضة للحوثيين المنقسمة سابقا ضدهم. كما أنه قد يجعل إدارة بايدن أقل انفتاحا للانخراط في حوار مع مجموعة ملتزمة بوضوح بتصعيد الصراع بدلاً من وقفه.
أخيراً، يجب على فريق الرئيس بايدن المفاوض الانخراط بشكل كبير في محادثات مع جماعة الحوثيين والضغط عليهم لقبول السلام.
منتدى الخليج الدولي
كريستيان كوتس: زميل معهد بيكر للشرق الأوسط وزميل أول غير مقيم في منتدى الخليج الدولي.
جورجيو كافييرو: الرئيس التنفيذي لمركز "تحليلات دول الخليج" المختص بمجال استشارات المخاطر الجيوسياسية ومقره واشنطن.