إتاوات حوثية وأسعار مواد غذائية خيالية تسحق اليمنيين وتفاقم الجوع

إقتصاد - Sunday 28 March 2021 الساعة 09:00 am
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

في ظل تراجع قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، بات المواطن يصدم كل يوم بارتفاع المواد الاستهلاكية، وهو ما يُنذر بانهيار إضافي للقدرة الشرائية لليمنيين الذين أثقلت كاهلهم الحروب والصراعات، وما نتج عنها من دمار شبه كلي للاقتصاد. 

المواطنون في صنعاء قالوا عن ارتفاع الأسعار إنه “انهيار مرعب ومخيف” لقدرتهم الشرائية. أما عمال البناء "عمال الأجر اليومي"، والذين تتراوح أجور يومهم بين 6 و7 آلاف ريال يمني في اليوم، فصاروا مصنفين في خانة “البؤس والفقر المدقع”، نظراً لعدم وجود أعمال مستمرة يستطيعون من خلالها العمل والكد لإعالة أسرهم، علاوة على ذلك إن ما يتقاضونه يذهب 70% منه في مصروفهم الشخصي بشكل يومي. 

وأكد كثيرون، استغناءهم عن قائمة من المواد الغذائية الاستهلاكية، كانت إلى وقت قريب من الضروريات في المنزل، أما أخرى فصار دخولها للمنزل “معجزة” الآن، ومنها السمك واللحوم الحمراء. 

ويأسف المواطنون لكون الزيادات في الأسعار لا تخضع لضوابط وقيود، وترتفع وفقاً لمؤشرات خاصة ووفقاً لما يتم تحميل التاجر من إتاوات ومجهودات حربية وغيرها لمليشيا الحوثي. 

فيما برّر بعض التجار في حديث لـ“نيوز يمن”، الزيادة المفاجئة في الأسعار، إلى عدد من العوامل بينها استمرار الحصار المفروض على اليمن، إلى جانب عدم استقرار أسعار صرف العملة المحلية أمام الدولار، وارتفاع أجور النقل جراء ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وارتفاع التأمين على السفن القادمة إلى اليمن. 

بالإضافة لتعسفات وممارسات من قبل الحوثيين، التي ضاعفت من معاناة الناس، ويقول أحد تجار الجملة في صنعاء: ارتفعت أجور النقل، وصرف الدولار، وتم فتح جبهة مارب، والآن يطلبون منا دعما لمواجهة كورونا، وقبل فترة دعم بالقوة للقوة الصاروخية، وكل شهر معهم خبر، أهم شيء يسلخونا فلوس". 

وأضاف في حديثه لنيوزيمن: "يا أخي أنتم تتهمون التجار مش دارين ما هي الحقيقة، الحقيقة أن التاجر حالته حاله، ما تمشي له حاوية أو قاطرة إلا ويدفع إتاوات في كل نقطة عشرة آلاف ريال يمني تحت مسمى "مصروف النقطة" ولو تحسب كم نقطة من دمت، أو عفار في البيضاء، كأول نقاط للحوثيين في اتجاه صنعاء بتلاقيها أكثر من خمسين نقطة، وأنت احسب". 

يقول محمد العنسي، وهو رب أسرة مكونة من خمسة أبناء إلى جانبه زوجته ووالداه: اشتريت روتي ب600 ريال (الدولار = 600 ريال يمني في صنعاء) ولم يكف أسرتي لوجبة العشاء فقط. فالروتي الآن لقمتين فقط". 

يعمل العنسي، الذي يسير في عقده الخامس في "البلاط"، وهو عمل غير منتظم، إذ يذهب كل صباح إلى "حراج العمال" لانتظار فرصة عمل تتوفر يوماً وتغيب أياما، حسب قوله. 

غير محمد، هناك الملايين من أبناء اليمن الذي يعيشون تحت مستوى خط الفقر جراء الحرب المشتعلة في البلاد منذ نحو ستة أعوام، وتوقف مرتبات موظفي الجهاز الإداري للدولة، فضلاً عن تراجع فرص العمل وارتفاع نسب البطالة بصورة مخيفة للغاية، خاصة مع تراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار وانهيار شبه كلي للاقتصاد.