صنعاء.. المليشيات تسرق مليون دولار من إيرادات الاتصالات لأسرة الحوثي وهاشميي صعدة
الحوثي تحت المجهر - Tuesday 20 April 2021 الساعة 11:20 amكشفت مصادر في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، عن قيام وزير الاتصالات الحوثي المهندس مسفر النمير ونائبه الدكتورهاشم محمد الشامي بصرف مبالغ مالية كبيرة من إيرادات الوزارة كمساعدات وإكراميات لقيادات المليشيات الحوثية في محافظة صعدة.
وقالت المصادر لنيوزيمن: إن عملية الصرف التي تمت بتوجيهات من الوزير ونائبه جاءت بعد تلقيهم أوامر من زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي بضرورة قيام الوزارة بواجبها في دعم ومساندة من سماهم مجاهدي صعدة وشهدائها وجرحاها والوفاء لتضحياتهم من خلال صرف إكرامية رمضانية لهم باسم زعيم المليشيات.
ووفقاً للمصادر فإن الوزير ونائبه، وهما قياديان حوثيان، قاما باستقطاع مبلغ يصل إلى مليون دولار (أي ما يعادل 600 مليون ريال يمني) من إيرادات قطاعات الوزارة المختلفة التي تجني أرباحا مالية كبيرة نظير تقديمها لخدمات الاتصالات الهاتفية السلكية (الهاتف الثابت)، وخدمات الاتصالات الدولية (تيليمن)، وخدمات الهاتف النقال (يمن موبايل) وخدمات الانترنت.
ووفق المصادر فإنه تم تحويل المبلغ إلى حساب خاص في بنك التسليف التعاوني والزراعي المركز الرئيسي في العاصمة صنعاء، والذي قام بدوره بتحويل المبلغ إلى حساب خاص لفرعه في محافظة صعدة بغرض تسهيل استلام من سيحصلون على المساعدات المالية لها في مدينة صعدة نفسها، مشيرة إلى أن المستفيدين من المساعدات وحجم المبالغ التي يتحصلون عليها تتم وفقا لكشوف مرسلة من مكتب زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي تحت مسمى المكرمة الرمضانية لأبناء صعدة.
وتأتي عمليات النهب التي تمارسها مليشيات الحوثي للأموال التابعة للقطاع العام في وقت تواصل فيه المليشيات رفض تسليم مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها، واقتصارها على صرف نصف مرتب كل نصف عام، فيما تؤكد المصادر أن الجبايات التي تمارسها المليشيات بشكل قانوني أو غير قانوني تصل إلى مليارات، وهو ما سبق وأكدته تقارير دولية كشفت عن سيطرة ونهب المليشيات لما يصل إلى قرابة اثنين مليار دولار من الإيرادات والجبايات وصرفها لصالح قياداتها ولصالح ما تسميه بالمجهود الحربي.
وحسب المصادر فإن عمليات الصرف تتم لأسر وشخصيات معينة جميعهم من أسرة وأقارب زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، وهاشميي صعدة المقربين من زعيم المليشيات والذين يتولون إدارة جهازه الأمني والاستخباراتي.
وأكدت المصادر أن هذا الأمر يتم بسرية تامة خوفا من ردة فعل احتجاجية قد يقوم بها منتسبو وموظفو وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وقطاعاتها المختلفة بسبب ما يتعرضون له من مصادرة وهضم لحقوقهم من قبل قيادة الوزارة الحوثية، ورفضها صرف أي مساعدات أو اكراميات رمضانية لهم، ناهيك عن احتجاج وامتعاض بقية أبناء المحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرة المليشيات الذين سيرون أن تفضيل أبناء صعدة عليهم من قبل قيادة المليشيات يكشف عن حقيقة النظرة العنصرية والمناطقية التي تمارسها المليشيات من زعيمها إلى أصغر قياديها المنتمين لصعدة تجاه أبناء المحافظات الأخرى حتى ولو كانوا من قيادات وتابعي ومقاتلي هذه المليشيات.
الجدير بالذكر أن ثمة صراعا متصاعدا بين المحسوبين على أسرة زعيم المليشيات وهاشميي صعدة ضد هاشميي المحافظات الأخرى وعلى رأسهم صنعاء وذمار وإب حيث بات أقارب زعيم المليشيات والهاشميين من صعدة يسيطرون على معظم إن لم يكن كل مناصب ومفاصل مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتهم خصوصا المؤسسات ذات الطابع الإيرادي، فيما تم إقصاء كثير من الهاشميين من أبناء المحافظات الأخرى الذين تصدروا مشهد مساندة المليشيات منذ انقلابها على السلطة وسيطرتها على مؤسسات الدولة بالقوة في 21 سبتمبر 2014م، بعد أن كانت قيادة المليشيات قد أوكلت إليهم إدارة بعض الوزارات ومؤسسات الدولة لفترة محدودة.