ظروف قاسية وأوضاع مأساوية.. الحوثي يرمي 50 ألف عامل في أحضان البطالة

السياسية - Thursday 06 May 2021 الساعة 11:51 am
عدن، نيوزيمن، جلال محمد:

مر عيد العمال على اليمن في ظل معاناة يتجرعها مختلف العاملين بكل القطاعات بعد أن توقفت العديد من الشركات والمؤسسات والمصانع، وهو ما أدى إلى تردي الحالة المعيشية لغالبية اليمنيين. 

وفي الوقت الذي تحتفل فيه مختلف دول العالم ونقاباته العمالية بعيد العمال، أصبحت اليمن بعيدة عن ذلك منذ سيطرة جماعة الحوثي على مؤسسات الدولة في أواخر 2014، وما نتج عن انقلابها من حروب ودمار وصراع أدى إلى توقف العديد من الشركات والمؤسسات والمصانع عن العمل. 

ولا يتذكر منصور فروان (30 عاما) هذه المناسبة، فهو كما يقول عاطل عن العمل منذ أن أغلقت الشركة التي كان يعمل بها أبوابها عام 2017 بسبب ما أسماه "النهب الممنهج الذي تعرضت له من قبل الحوثيين وتعدد طرق السلب والابتزاز". 

وذكر لـ"نيوزيمن" أنه تخرج من كلية التجارة بجامعة صنعاء تخصص "محاسبة"، لكنه لم يجد أي فرصة عمل بعد أن تم تسريحهم في منتصف 2017، وذهبت تطلعاته التي كان يرسمها أدراج الرياح. 

وتابع، "أقف اليوم عاجزاً أمام أهلي الذين لم أتمكن من مساعدتهم بعد تخرجي، تحولت إلى عالة وعبء عليهم، ولكن هذا هو حال غالبية الشباب اليمني منذ أكثر من ستة أعوام في ظل الحرب، التي أدت إلى تدهور مختلف جوانب الحياة، وبات أكثر من 82% من اليمنيين بحاجة للمساعدات الغذائية كي يدفعوا شبح المجاعة بحسب تقارير الأمم المتحدة". 

 تفاصيل حياة المواطن عبدالسلام الشيعاني لا تختلف كثيراً عن معاناة منصور فراون، فهو كذلك عاطل عن العمل، بعد أن كان يعمل في ورشة نجارة وموبيليا.

يقول عبدالسلام لـ"نيوزيمن"، إن صاحب الورشة أغلقها بعد إفلاسه نتيجة لعدم إقبال المواطنين على شراء الكماليات، وانقطع دخل عبدالسلام معها، ليبدأ رحلة صعبة من الكفاح والبحث المستمر عن العمل من ورشة لأخرى، وبالأجر اليومي الذي قال إنه لم يعد يفي بصرفته اليومية بمفرده، فكيف بأسرته المكونة من 5 أشخاص.

ويضيف عبدالسلام: "العالم يحتفل بعيد العمل، ويعتبروه إجازة، مش داريين إن أغلب اليمنيين مؤجزين من قبل ست سنوات، وما عاد بيشتغل إلا الحوثيين ومن معهم، فالمناصب لهم والتجارة حقهم، والمباني والأراضي يشتروها بمبالغ خيالية، والشعب له الجوع والموت في الجبهة، غير هذا لا يمكن أن يقدموا أي خير للوطن والشعب".

 تبعات البطالة

يعيش عمال اليمن ظروفاً قاسية ويواجهون أوضاعاً مأساوية فرضت عليهم بسبب الحرب، ووفق دراسات ميدانية لعدد من المنظمات المعنية بالشئون الاقتصادية، فقد تسببت الحرب الحوثية في اليمن بتوقف كثير من الشركات ومصانع الإسمنت، وتسريح نحو 50 ألف عامل، بينما توقف شركات الصناعات الغذائية والمواد المعدنية والبلاستيكية؛ ما أثّر على وضعية آلاف العمال، وارتمائهم في أحضان البطالة.

وأكّدت تقارير مراكز الدراسات الاقتصادية أن الحوثيين استهدفوا -بشكل ممنهج- المنشآت الصناعية والإنتاجية، وقاموا بابتزاز الشركات التجارية ورجال المال والأعمال؛ مما دفعهم لإغلاق منشآتهم وتسريح آلاف العمال.


واقع مأساوي 

وارتفعت نسبة الفقر في اليمن بشكل غير مسبوق، لتشمل نحو 85% من إجمالي عدد السكان، في سياق ذلك، يؤكد عدد من الناشطين المجتمعيين، أن العمال اليمنيين يعيشون للعام السادس على التوالي، ظروفا معيشية صعبة لم يسبق لها مثيل منذ عقود من الزمن، بعد أن أصبح أغلبية اليمنيين العاطلين عن العمال، يعانون من ظروف نفسية ومعيشية متدهورة، هي الأسوأ على الإطلاق. 

مؤكدين أن الوضع الحالي يستدعي العمل الجاد لتخليص اليمنيين من هذه الحرب والعمل على تحقيق السلام وحل الأزمة اليمنية، أو إعادة ترتيب، وتنظيم واختيار جدي للقيادة العسكرية والسياسية في الحكومة الشرعية حتى يتم كسر الحوثيين وتخليص الشعب منهم ومن شرورهم التي طالت كل أسرة يمنية، وبات اليمنيون أقرب إلى الموت من الحياة. 

وفي ظل تجاهل المجتمع الدولي لما ألحقت به الحرب وانقلاب المليشيا الحوثية، من أضرار لحقت بالعمال اليمنيين ازدادت معها مآسيهم وتفاقمت أوجاعهم.