رويترز: الفارون من الحرب في اليمن يتعلقون بقشة المساعي الأمريكية

السياسية - Wednesday 12 May 2021 الساعة 09:49 pm
نيوزيمن، رويترز:

في مخيم الجفينة لنازحي الداخل الواقع خارج مدينة مأرب اليمنية، يعول جمال الجابري الذي اضطر للفرار من القتال قرب بيته على الولايات المتحدة في تقديم المساعدة للتوسط في اتفاق سلام وإنهاء الحرب الدائرة منذ سبع سنوات.

فقد تسبب الصراع في اليمن في أسوأ أزمة إنسانية في العالم وجعل الرئيس الأمريكي جو بايدن إنهاء هذا الصراع واحدا من أبرز أولوياته في السياسة الخارجية.

غير أن ثلاثة مصادر مطلعة على سير المفاوضات، أحدها مسؤول أمريكي، قالت إن أحدث جولة من المحادثات أخفقت في إقناع الطرفين المتحاربين المدعومين من السعودية وإيران بتقديم تنازلات.

لكن الأمل لم يفارق من وجدوا أنفسهم عالقين وسط معارك ضارية حول مأرب بوسط اليمن، حيث تركزت أسوأ الاشتباكات منذ شهور.

قال الجابري "عندنا أمل أن تجتهد الولايات المتحدة ومجلس الأمن (الدولي) لإنهاء الحرب والهجوم على مأرب لأن مأرب فيها عدد كبير من اللاجئين من كل أنحاء البلاد".

تُعد مدينة مأرب آخر معقل للحكومة المدعومة من السعودية التي تخوض حربا في مواجهة مليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن- منذ 2014.

وقد سقط في القتال الدائر حول مأرب وحقولها الكبيرة من النفط والغاز آلاف المقاتلين من الجانبين، الأمر الذي هدد مساعي السلام المبذولة على مر السنين بما في ذلك دفعة جديدة من جانب الولايات المتحدة.

وعقد مسؤولون أمريكيون من بينهم المبعوث إلى اليمن تيم ليندركينج عدة اجتماعات مع مسؤولين سعوديين ووزراء يمنيين ووسطاء عمانيين خلال الأسبوعين الأخيرين. 

كما انضم مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن غريفيث إلى الدبلوماسية المكوكية الأمريكية.

وسقط في الحرب أكثر من 100 ألف قتيل معظمهم من المدنيين.

 وأصبح ملايين اليمنيين يعتمدون على المساعدات الإنسانية في تدبير قوت يومهم، كما أرهقت موجة ثانية من كوفيد-19 ما تبقى من المنظومة الصحية.

وطالبت الولايات المتحدة التحالف العربي الذي تقوده السعودية برفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة الخاضعين لسيطرة الحوثيين لتشجيع حركة الحوثي على وقف الضربات الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيرة على السعودية وكذلك وقف الهجوم على مأرب.

وقال المسؤول الأمريكي، "الولايات المتحدة تعتقد أن فتح الموانئ والمطار ركيزة أساسية في نهجنا تجاه اليمن".

معاناة هائلة

ميناء الحديدة هو نقطة الدخول الرئيسية لواردات اليمن التجارية ومواد الإغاثة، في حين أن مطار صنعاء هو المطار الوحيد الخاضع لسيطرة الحوثيين.

وقد أصرت السعودية وحكومة اليمن على ربط رفع الحصار بعناصر أخرى في اتفاق أوسع نطاقا وهو ما يرفضه الحوثيون.

وقال محمد عبد السلام، كبير المفاوضين الحوثيين لرويترز، "الوضع الإنساني يجب ألا يكون موضع مساومة.. إذا رفعوا الحصار فنحن مستعدون تماما للدخول في محادثات لوقف إطلاق النار".

وقال مصدر سعودي طلب عدم نشر اسمه، إن ميناء الحديدة مفتوح بالكامل لكل السلع تحت إشراف الأمم المتحدة، وإن المطار مفتوح لجميع الرحلات الجوية التي تسيرها الأمم المتحدة وللأغراض الإنسانية.

وأضاف إن وقف إطلاق النار سيخفف من حدة الأزمة الإنسانية، وأن الحكومة اليمنية مستعدة للتفاوض مع الحوثيين.

وقال غريفيث مبعوث الأمم المتحدة، إنه رغم المساعي الدولية "فلم نصل إلى حيث نود أن نكون في السعي للتوصل إلى اتفاق".

وأضاف في بيان الأسبوع الماضي، "في الوقت نفسه استمرت الحرب بلا هوادة متسببة في معاناة هائلة للسكان المدنيين".

وفي مدينة مأرب تخشى الأسر ألا تتمكن من جلب الهدايا التقليدية للأطفال قبل عيد الفطر.

وقد ازدحمت الأسواق بالناس الساعين لشراء الملابس الجديدة قبل العيد.

وقال شاهر ناصر الذي يعيش الآن في مخيم الجفينة الشاسع الواقع على مسافة خمسة كيلومترات جنوبي مأرب، "الأسعار عالية جدا علينا ولا نستطيع شراء ملابس لأطفالنا، لكن على الأقل نجحنا والحمد لله في الخروج من قريتنا".

وهناك يتجمع أطفال حفاة للعب في ساحة ترابية تنتشر فيها الحجارة والنفايات وشاحنات متهالكة وركام من جراء الصواريخ وقذائف المورتر.