عن علي عبدالله صالح (الفلسطيني الأول)

السياسية - Thursday 20 May 2021 الساعة 06:55 pm
نيوزيمن، كتب/ عبدالسلام القيسي:

أراد مبارك أن يعلن الحرب عام 2000، ظهرت مشادات بينهما على السطح، لو كان علي عبدالله صالح بحدود فلسطين آنذاك لأعلن الحرب، ولكانت المنطقة مختلفة.

بداية ونهاية.. لمحة عامة 

كان هناك بند سري في وزارة الدفاع اليمنية، سري للغاية، قضى بدعم الكفاح المسلح للفلسطينيين بالسلاح.

كان أحد تجار السلاح العرب يتكفل بنقل السلاح إلى رجال الانتفاضة الفلسطينية.

كان هناك بند سري في المالية اليمنية، سري للغاية، يقضي بدعم الكفاح المسلح للفلسطينيين بالمال عبر أسماء عربية لا صلة لها بالنضال الفلسطيني كسرية تنفي الأمر.

قلت لأحدهم: لماذا كان الدعم اليمني لفلسطين، يأتي بصورة سرية، ولا يعلن عنه في الجامعة العربية كغيرها من الحكومات العربية؟

 رد الرجل: كانت اليمن بقلة يدها تسعى لدعم الانتفاضة والكفاح المسلح عبر قنوات خاصة بها وإعلان الدعم بصورة ظاهرة سوف يؤدي إلى تجفيف منابع التمويل لليمن، وأن اليمن في سعة من ذات اليد طالما تتبرع لفلسطين، ثم إن إعلان الدعم من الحكومات العربية كان يشمل إعادة إعمار ومعيشة فقط.. فيما يقول علي عبدالله صالح: الكفاح فقط.

الكفاح فقط، القبيلي الحاكم، ذو الأدبيات الأصيلة، علي عبدالله صالح، يدرك كل الإدراك أن الفلسطيني المقاوم يحتاج فقط للقطع الآلية ولمال الانتفاضة أكثر من حاجته لبيت وضمان اجتماعي، فهو يضع مكانه بمكان كل أولئك الرجال فما الذي يحتاجه.. يحتاج سلاحا ومالا.

استثمر علي عبدالله صالح كل علاقاته ومكانته ودبلوماسيته مع رفاق عرب لايصال الدعم إلى يد الرجال الذين يقتحمون المعارك.

يجيبني أحد الضباط عندما سألته عن معسكرات الفلسطينيين في صنعاء، هل كانت اليمن قادرة على مواجهة التعنت العالمي جراء  تدشين معسكرات تدريب للرجال المقاومين؟

رد الرجل بشجاعة: وهل صالح يخاف؟

توقف علي عبدالله صالح عام 2000 عن استقباله كل الوفود لزعماء عرب والمكالمات، وأوقف كل الزيارات ورد قائلا على صحيفة عربية: عندما تتلقى الناس والمكالمات ماذا تقول للناس الذين يتصلون بك كرئيس دولة؟ ويسألون ماذا عملتم للشعب الفلسطيني؟

كانت عدن قبل الوحدة مدعومة من القطب الاشتراكي، وكان هناك تنسيق كبير للحكومتين اليمنيتين على إيواء وتدريب الفلسطينيين في عدن حتى الذين في الشمال، كون الشمال لم يكن مستندا إلى قوة كبيرة تحميه، ومن عدن أرسلت عشرات الآلاف من البنادق جهزتها الحكومتان وتمت عملية التوصيل عبر دمشق.

لم يقتصر دعم صالح بالجانبين الكفاحي والسياسي بل بالجانب الاقتصادي، فقد جعل أولويات الاستيراد للمنتجات الفلسطينية، كما أعفى المنتجات من الضرائب، وقام بانشاء عدد من الطرق بين الأرياف الفلسطينية والمعاهد الفنية والتقنية ومدارس وجامعات وملاجئ.

أثناء انتفاضة 2000 قام علي عبدالله صالح بزيارة الأردن زيارة عاجلة ليصطحب العاهل الأردني إلى السعودية ومن ثم دعوة عرفات ومناقشة سبل الدعم الفلسطيني، وقيل إن الملك فهد بادره بالقول: أنت فلسطيني أكثر من ياسر عرفات يا علي عبدالله صالح، أحييك.

وحده، كان يرى من القضية الفلسطينية أنها قضيته الأولى، قيل له: وأنت تبحث عن نصرة القدس ربما تفقد صنعاء، رد صالح: ربما من الأفضل أن نفقد المنطقة كلها حتى تكون معركة تحرير واحدة تبدأ من صنعاء للقدس.

وقف بخطابه السياسي كرئيس دولة يجب الحذر في خطاباته، بوجه شارون وبوش الأب والابن وبوجه نتنياهو وبشدة فلسطيني مقاوم، فنعت الرئيس الأمريكي بالإرهابي عندما وصف الفلسطينيين بالإرهابيين دون أن ترد السلطة الفلسطينية على بوش، بل تكفل في الرد علي عبدالله صالح، ووحده من بين كل العرب دعا لمحاكمة شارون وايداعه معتقل غوانتنامو كمجرم حرب.

 وقال: إن مقابل كل جندي إسرائيلي هناك 50 جنديا عربيا، وحذر من الخوف من البعبع الإسرائيلي وأن أميركا معهم، فلتكن، وأنهم ضعفاء لا أقل، بشدة.

لا يمكن الإحاطة بكامل فلسطينية الزعيم الراحل، علي عبدالله صالح، وهي لمحة بسيطة تزامن ما يحدث في فلسطين، كذكرى وتذكرة.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك