صيف بلا ماء ولا كهرباء بالحديدة.. وقيادي حوثي من أوروبا: "اذهبوا للجبهات"

السياسية - Friday 21 May 2021 الساعة 11:42 am
نيوزيمن، العين الإخبارية:

من إحدى مدن أوروبا، يطل قيادي حوثي بارز متهكما على سكان الحديدة اليمنية، إثر ضغط واسع للمطالبة بالكهرباء في ظل جحيم حر لا يطاق.

وتشهد مناطق غربي اليمن الساحلية، أكبرها محافظة الحديدة، ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، تراوحت درجتها العظمى من 37 إلى 42 درجة مئوية، مع ارتفاع عال للرطوبة تصل إلى أكثر من 80%، وفق الأرصاد اليمنية.

وتعاني المدينة المطلة على البحر الأحمر للعام الـ7 على التوالي من انقطاع الكهرباء، والتي حولتها مليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن- من خدمة حكومية إلى قطاع تجاري محتكر وباهظ الثمن، لا يقوى غالبية المواطنين على تحمل تكاليفها.

ومع ملامح صيف عنيف هذا العام، تصاعد الغليان الشعبي والحقوقي في الشارع اليمني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي منذ أكثر من أسبوع للمطالبة بعودة الكهرباء وإنقاذ الأهالي من نار تكوي أجسادهم، خصوصا الأطفال وكبار السن.

واتهم نشطاء وحقوقيون مليشيا الحوثي بـ"التلاعب المتعمد وممارسة سياسة العقاب الجماعي ضد سكان محافظة الحديدة بالتحكم واحتكار التيار الكهربائي، وفقا لرغبة النافذين من قادة وتجار الانقلاب".

وفي أحدث نماذج المساومة البشعة للمليشيا الانقلابية وتأكيدها مواصلة الحرب على حساب معاناة اليمنيين، خرج القيادي الحوثي "نبيل الحداء" يقايض المواطنين بأن من "يريد الكهرباء عليه الالتحاق بجبهات مأرب للمشاركة في اجتياحها".

القيادي الحوثي المكني "أبو عماد"، لم يخجل وهو يستعرض سجله الأسود لدى عمله كقيادي ميداني شارك في اجتياح محافظة الحديدة عسكريا أواخر 2014، قبل الانتقال مع أطفاله للعيش في أوروبا تاركا ملايين اليمنيين بين جحيم الحر ونار الحرب.

وأقر القيادي الحوثي في فيديو تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بحقيقة استغاثات الناس من نار الحر في محافظة تعيش بلا أدنى مقومات الحياة، ويطالب سكانها بالكهرباء كفرصة أخيرة للبقاء من حكومة المليشيا الانقلابية في صنعاء غير المعترف بها.

وزعم "الحداء"، أن استغاثات الأهالي "هراء وكلام فاضي، وعليهم أن يساهموا في اجتياح مأرب بدل المنشورات الفارغة"، خلال تسجيل مرئي وهو يتجول في أحد شوارع مدن أوروبا الذي انتقل إليها ضمن مهمة جديدة أسندتها له المليشيا.

وتنقل المدعو "أبو عماد الحداء"، وفق مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" في أدوار إرهابية متعددة، بدأت بعمله كمشرف عسكري على مديرية "الحالي" كبرى مديريات مدينة الحديدة، ثم كلفته المليشيا الانقلابية بالسيطرة على "إذاعة الحديدة"، وطرد موظفيها باعتبارها سلاحا مؤثرا على أهالي المحافظة الساحلية.

ومع حلول 2017/2016 وفقا للمصادر، تورط الرجل باختلاس مبالغ مالية تحت زعم دعم المجهود الحربي للمليشيا وشيد محطة تجارية للوقود، ثم انتقل إلى إحدى الدول الأفريقية ومن هناك قدم كلاجئ إلى أوروبا ليكلفه الانقلابيون بمهمة جديدة ضمن أذرعهم الناعمة المعنية بتأليب الرأي العام الدولي ضد الشرعية والتحالف.

لا ماء ولا كهرباء

وليس القيادي المزعوم "الحداء" إلا واحد من عشرات القيادات في المليشيا الحوثية الانقلابية التي أشعلت الحرائق مقابل تأمين حياة أسرهم في إحدى عواصم العالم، بل تستمر في تسعير الحرب من خارج اليمن.

وأثار الفيديو ردود فعل واسعة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي والذين نشروا ردا على تسجيله صور عدد من الأطفال وكبار سن وهم يعانون الطفح الجلدي وآخرين يفترشون الأرصفة أمام منازلهم في ظل ارتفاع قياسي للحرارة والرطوبة مع بدء فصل ساخن يهدد الحديدة بكارثة إنسانية بالفعل.

ووفقا لمصادر محلية، فإن العشرات من الأحياء السكنية في مدينة الحديدة تعيش بلا ماء منذ أسابيع، إثر انقطاع الكهرباء عن كثير من المؤسسات الخدمية والصحية.

فيما ذهب آخرون إلى أن القيادي الحوثي المعين مديرا لكهرباء الحديدة المدعو "بندر المهدي"، أوصل التيار إلى كافة منازل ومقار قادة المليشيا بما فيهم المتواجدون في خطوط جبهة القتال في المدينة الساحلية، في وقت يعيش السكان معاناة تفاقمت تحت وطأة الحر وغياب الماء.