شائعات "الجُزر".. "انتصار" لمعارك تنظيم الإخوان على حساب "انتصار" معركة اليمنيين ضد الحوثي

السياسية - Friday 28 May 2021 الساعة 07:38 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

انشغلت ماكينة الإعلام الإخوانية في اليمن مع ناشطي الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، بالحديث عن ما نشرته وكالة أنباء أمريكية حول مزاعم إنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون الواقعة في مضيق باب المندب.

ورغم أن وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية لم تتهم في تقريرها بشكل صريح دولة الإمارات بالقيام بذلك، إلا أن تناول وسائل وناشطي الإخوان للتقرير كان يجزم بذلك، ليدشن حملة هجومية جديدة ضد دولة الإمارات، رغم إعلانها قبل نحو عامين إنهاء دورها العسكري في اليمن.

وجاءت هذه الحملة لتجدد الهجوم الإخواني ضد الإمارات والتحالف بشكل عام، وتنقله إلى ميدان جديد وجزيرة جديدة وهي ميون بعد نحو سنة من بقائه في جزيرة سقطرى، التي باتت تضم قواعد عسكرية إسرائيلية وإماراتية متطورة بحسب إعلام الجماعة.

بل باتت جزيرة سقطرى -بحسب آخر ما قاله إعلام الإخوان- وجها لرحلات سياحية يومية تقل عشرات الإسرائيليين رغم الحظر والقيود الذي تفرضها أغلب دول العالم على السفر نجم عنه توقف أغلب أنشطة السياحة عالمياً، إلا أن ذلك لا وجود له في إعلام الإخوان.

مزاعم واتهامات ظلت جماعة الإخوان وإعلامها ترددها ضد الإمارات والتحالف حول جزيرة سقطرى بعد أن سيطرت عليها قوات المجلس الانتقالي، وبدلاً من تقديم ما يثبت هذه المزاعم والاتهامات، انتقلت بها اليوم إلى جزيرة ميون الخاضعة أيضاً لسيطرة المجلس الانتقالي.

اللافت أن الحملة الإخوانية باسم جزيرة ميون ومزاعم وجود قاعدة عسكرية إماراتية فيها جاءت بعد أيام فقط من نفيها على لسان مدير مكتب الرئاسة القيادي الإخواني عبدالله العليمي في مؤتمر صحفي له قبل أيام مع مركز صنعاء للدراسات، وهو ما مثل نقطة إحراج للخطاب الإخواني دفع بناشطي الجماعة إلى الهجوم ضد العليمي لإضفاء نوع من المصداقية.

حيث أشار الصحفي الإخواني مأرب الورد، في تغريدة، إلى تصريحات العليمي بأن الشرعية لم تبلغ عن وجود قاعدة جوية تبنيها الإمارات في جزيرة ميون، في حين هاجم أحمد الزرقة مدير قناة "بلقيس" الإخوانية، العليمي وطالب في تغريدة له بإحالته للتحقيق بسبب تصريحاته التي أنكر فيها وجود أي عبث أو سيطرة إماراتية في الجزر اليمنية.

كما أن للعليمي ووكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، قصة لافتة تشير إلى حقيقة المصادر التي تعتمد عليه الوكالة ومراسلوها في اليمن، يجعلها وسيلة لتمرير أجندة الإخوان ضد خصومهم.

حيث نشرت الوكالة، الخميس الماضي، تقريراً نسبته إلى "ثلاثة مصادر في الرئاسة اليمنية ومساعدين للرئيس في الرياض والقاهرة"، واتهمت فيه التحالف العربي برفض طلب الرئيس هادي بالعودة إلى عدن وكان آخر ذلك في يونيو من العام الماضي، ونقلت الوكالة اتهام هذه المصادر الإمارات بالوقوف وراء الضغوط الممارسة لمنع هادي من العودة إلى عدن، وزعمت بأن ذلك يأتي بسبب "رفض الرئيس التوقيع على اتفاق يمنح الإمارات حق استئجار جزيرة سقطرى في المحيط الهندي لمدة 20 عاما، وكذلك جزيرة ميون في البحر الأحمر".

وأضافت الوكالة، نقلاً عن مصادرها، بأن "سفنا إماراتية قامت خلال الفترة الأخيرة بإنزال معدات وآليات في جزيرة ميون، حيث يجري العمل على تشييد طرق ومبان في عدد من المواقع، مع منع المواطنين من الاقتراب منها".

لكن اللافت في تقرير الوكالة الأمريكية أنه أشار في بدايته إلى سرية هذه المصادر، إلا أن خاتمة التقرير فضحت أن المصدر هو القيادي الإخواني عبدالله العليمي مدير مكتب الرئيس.

حيث ختمت التقرير بالقول: ولم يشرح مدير مكتب الرئاسة، عبد الله العليمي، أي تفاصيل جديدة بخصوص عودة الرئيس هادي لعدن، مقرا بأن الخلافات مع أبوظبي تتركز على وجود قوات إماراتية في بعض الجزر اليمنية، مثل سقطرى وميون.

ويرى مراقبون ومتابعون بأن تجديد جماعة الإخوان في اليمن لمزاعمها واتهاماتها ضد دول التحالف يأتي تنفيذا لمعارك التنظيم الدولي ضد هذه الدول، يؤدي فيه إخوان اليمن دورهم لخدمة التنظيم على حساب المعركة الحقيقية لليمنيين المتمثلة في إنهاء انقلاب الحوثي واستعادة الدولة والجمهورية.

مشيرين إلى انشغال ماكينة الإعلام الإخوانية بمعركتها المختلقة في ميون في الوقت الذي كان فيه ناشطون وحقوقيون منشغلين بتصعيد قضية المختطفة انتصار الحمادي بعد الحقائق الصادمة التي كشفتها انتصار للوفد الحقوقي الذي زارها صباح الثلاثاء في السجن المركزي بصنعاء.

القاضي عبدالوهاب قطران أحد أعضاء الوفد أورد في منشور له على صفحته على "الفيس بوك" ما قالته لهم المختطفة انتصار منذ ثلاثة أشهر بأن جماعة الحوثي طلبت منها بعد اختطافها أن تعمل في بيوت دعارة للإيقاع بخصومها، وهو ما رفضته بشدة.

وشكل ما قالته المختطفة انتصار صدمة عنيفة ضاعف منها نشر تسجيل صوتي للنائب في برلمان صنعاء عبده بشر في جلسة سرية عقدها مجلس نواب صنعاء كشف فيها عن استخدام جماعة الحوثي لشبكات دعارة للعمل لصالحها واستهداف وابتزاز غير الموالين لها.

هذا الحقائق الصادمة لم تجد لها صدى واسعاً، بسبب تصدر مزاعم "ميون" للنقاش والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بفضل جماعة الإخوان التي نجحت في حرف الأنظار عنها، كما نجحت –بسبب تحكمها بالقرار داخل الشرعية- في حرف مسار المعركة من الانقلاب الحوثي إلى داخل معسكر خصوم الحوثي.