ضجيج إخواني باسم السيادة لستر عورة الفشل.. المعمري نموذجاً

تقارير - Saturday 12 June 2021 الساعة 08:31 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

خلال الثلاثة الأعوام الماضية بات استهداف دول التحالف –الإمارات أولا والسعودية حاليا– عملاً روتينياً من قبل جماعة الإخوان في اليمن عبر أدواتها وماكينتها الإعلامية.

تختلف عناوين ومسميات هذا الاستهداف الإخواني من فترة الى أخرى وبقصص متكررة واتهامات متنوعة، الا أن الغاية منها تدور حول فكرة واحدة وهي تحميل التحالف ودولة مسئولية فشل حسم المعركة ضد مليشيات الحوثي وحالة التردي والانهيار الذي تعيشه المناطق المحررة.

أما عن الشرعية التي تسيطر الجماعة على قرارها، فالتحالف وفق النظرية الإخوانية يتحمل أيضا مسئولية فشلها، فقيادتها مسلوبة الإرادة وتحت الإقامة الجبرية من قبل التحالف، كما يقول القيادي الاخواني البارز حميد الأحمر في لقاء صحفي له مؤخراً.

ووفقا لهذه النظرية الإخوانية يعد من الطبيعي أن يظهر مسئول سابق أو حالي في الشرعية متصدراً الهجوم ضد التحالف العربي تحت مزاعم السيادة، رغم تجربته السيئة في المنصب، بل يتحول هجومه الى أشبه بـ"ممحاة" لهذه السيئات.

والنموذج الحي لذلك هو عضو مجلس النواب علي المعمري الذي يعد من المتصدرين للحملة الإخوانية ضد التحالف العربي حول مزاعم وجود قواعد لدولة الإمارات في جزيرة ميون الواقعة على باب المندب.

المعمري صعد من نشاطه في هذه الحملة بشكل غير مسبوق بتصريحات عنيفة ضد التحالف والإمارات على وجه الخصوص، ووصل حد التحريض ضدها، حيث زعم بان تواجدها في ميون "خطر حقيقي على الدول السبع المطلة على البحر الأحمر".

وفي تناقض غريب دعا المعمري المصريين للحضور في ميون وكذلك تفعيل الدور السعودي لأمن البحر الأحمر، معلناً ترحيبه بتواجد أي قوات في الجزيرة "تأتي بموافقة الحكومة اليمنية الشرعية"، في تلميح ودعوة غير مباشرة الى تواجد تركي في الجزيرة.

هذه اللهجة الحادة من قبل المعمري، تخفي وراءها تجربته الكارثية كمحافظ لتعز لأكثر من عامين، والتي مثلت النواة للمشهد الكارثي الذي تعيشه المحافظة اليوم كما يرى الكثير من أبناء المحافظة.

كما أن تجربة الرجل باتت محل تندر وسخرية بوصفه "المحافظ المغترب" أو "المحافظ غير المقيم"، فلم يمكث الرجل في داخل المحافظة أكثر من شهر واحد من 27 شهراً هي مدة بقائه في منصب محافظ تعز.

من منتصف يناير 2016 الى أوائل مايو 2018م ظل المعمري محافظاً شكلياً عن بعد متنقلاً بين عدن ومصر، تاركاً إدارة المحافظة على الواقع الى قيادات الاخوان المدنية والعسكرية.

مثلت فترة الرجل مرحلة التأسيس الحقيقي لدولة الاخوان في تعز، ولمشهد الفوضى والعبث الذي تعاني منه تعز اليوم، فتعيينه جاء في وقت حساس وفي خضم معارك التحرير وبدء مرحلة استعادة مؤسسات الدولة ودمج تشكيلات المقاومة ضمن قوام الجيش كانت تتطلب حضوراً لمحافظ وبشخصية صارمة.

إلا أن الدور الذي مارسه الرجل جاء وفقاً لما رسمته له جماعة الاخوان، فاقتصر دوره على إصدار قرارات التعيين لعناصرها في مفاصل الدولة بتعز بالمخالفة للقوانين وللحد الأدنى من المعايير والضوابط وبشكل غير مسبوق.

أطلق المعمري يد الإخوان للامساك بمفاصل الأمور في تعز مدنياً وأمنياً وعسكرياً، والتأسيس لدولتهم الخاصة بالمحافظة، وتحويلها الى قاعدة عسكرية، تضم الآلاف من المقاتلين، تطل على باب المندب.

ترك المعمري شئون تعز للإخوان والتربح منها عبر معارك "التحرير" الوهمية من التحالف والحكومة، مقابل الصمت عن فساده بمخصصات المحافظة وبأرقام مهولة بلغت ملايين الريالات، أكدها تصريح صادم للسكرتير الصحفي لرئيس الوزراء السابق ابن دغر وعلى شاشة قناة "سهيل" الإخوانية بعد شهرين من إقالة المعمري.

حيث رد الشريف على اتهامات للمعمري بعدم دعم الحكومة لتعز، بأن الرجل تسلم من الحكومة 500 مليون ريال لدعم الصحة، ومبلغ 500 مليون ريال لدعم الأمن، بالإضافة الى 100مليون ميزانية تشغيلية شهرية للمكاتب التنفيذية.

تقدم تجربة المعمري الخلفية الحقيقية وراء مشهد الفشل التي تحاول جماعة الإخوان وأدواتها داخل الشرعية وخارجها التغطية عليها بحملاتها الإعلامية المستمرة ضد دول التحالف العربي والقوى الحليفة لها على الأرض.


فتجربة الرجل تقول بكل وضوح إن مشهد الفشل عسكرياً في المعركة ضد الحوثي وإدارياً في المناطق المحررة ما هو إلا نتاج طبيعي لعبث وفساد متعمد من الشرعية وجماعة الإخوان المسيطرة على قرارها.