زعيم المعارضة: تركيا الأولى أوروبياً في غسيل الأموال

العالم - Wednesday 30 June 2021 الساعة 11:19 am
نيوزيمن، وكالات:

شن زعيم المعارضة التركية هجومًا على الرئيس رجب طيب أردوغان، ونظامه بسبب علاقاته برجال المافيا والمنظمات الإجرامية. 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها كمال قليجدار أوغلو، رئيس الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، وفق ما ذكرته صحيفة “جمهوريت”. 

وأكد زعيم المعارضة، أن “تركيا في عهد النظام الحاكم أصبحت واحدة من أكبر الدول التي تشهد عمليات غسيل للأموال في أوروبا”. 

وتابع: “لم نشهد قط مثل هذا العار في تاريخ الجمهورية التركية، لقد قبلوا (في إشارة للنظام) بالمخدرات، والمقامرة، والاتجار بالنساء، وقبلوا بكل شيء، فهم يأكلون الحرام”. 

أضاف: “ليس من الممكن القيام بأي أعمال اليوم في تركيا دون رشوة! نرى أنه من غير الممكن القيام بأعمال تجارية دون رشوة، أصبحت حكومة جمهورية تركيا يحكمها العالم السفلي (المافيا) ومجتمع القصر يتغذى على الرشوة”. 

وأردف “سبق وضبطوا 615 كيلو جرامًا من الكوكايين في ميناء مرسين، و540 كيلوجرامًا بمدينة إزميت، لكن ليس هناك من يفتح التحقيق حول الموضوع. الله أعلم، هل طرحوا هذا الكوكايين في الأسواق سرًا؟ هل يمكن قبول مثل هذا العار؟!”. 

وتشهد تركيا حالة من الجدل منذ أكثر من شهر على خلفية مقاطع فيديو وتغريدات ينشرها زعيم المافيا التركية، سادات بكر، ويزعم خلالها تورط عدد من المسؤولين الأتراك الحاليين والسابقين في عدد من الفضائح والجرائم والتي تشمل اتجارًا بالمخدرات، والبشر، فضلًا عن جرائم الاغتصاب والاغتيالات. 

قناة إسطنبول 

في سياق آخر هاجم قليجدار أوغلو، الرئيس أردوغان، بعد تهديد الأخير للمعارضة بأن الشركات المساهمة في مشروع قناة إسطنبول ستأخذ أموالها منهم بالقوة عن طريق التحكيم الدولي، حال امتنعت المعارضة بعد وصولها للحكم عن إتمام المشروع. 

وكان أردوغان، أشار في تصريحات سابقة أن حزب الشعب الجمهوري، قال إنه حينما يصل للسلطة لن يرد للشركات المستثمرة في المشروع أموالها بعد إلغاء المشروع، مضيفًا “سيأخذون هذه الأموال منك عن طريق التحكيم الدولي”. 

ليرد عليه زعيم المعارضة خلال اجتماع الكتلة البرلمانية قائلا “يتحدث أردوغان كما لو كان هو ممثل للقوى الأجنبية. ويقول سأخذ الأموال بالعنوة!”. 

واستطرد قائلا “عندما نصل للسلطة فلينسَ البنوك الممولة والمقاولون المشروع برمته، سأجعل كل البيروقراطيين الذين وقعوا على هذا المشروع يعانون”. 

حيلة 

والسبت، دشّن أردوغان المشروع بتكلفة 15 مليار دولار، وسط انتقادات من المعارضة لما وصفته بـ”المشروع المجنون”، الذي سيلحق أضرارا واسعة بالبيئة. 

وصبّ عمال البناء الأسمنت على أساسات الجسر، الذي يبلغ طوله 1.6 كيلومتر، بينما كان حشد يلوح بالأعلام التركية، وقال أردوغان إن تنفيذ مشروع القناة سيستغرق ست سنوات. 

وتقول الحكومة التركية إنه من الخطر بشكل متزايد على الناقلات أن تشق طريقها بين البحر الأسود، وبحر مرمرة عبر مضيق البوسفور، المزدحم الذي يقسم النصفين الأوروبي والآسيوي لإسطنبول. 

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم الأتراك يعارضون المشروع، وكذلك إمام أوغلو وحزب الشعب الجمهوري المعارض الذي ينتمي إليه، ويقول منتقدون إنه سيدمر النظام البيئي البحري، ويعرض بعض إمدادات المياه العذبة في المدينة للخطر. 

وقال مصرفيون بارزون لرويترز في أبريل/ نيسان الماضي إن عددا من أكبر البنوك التركية كان مترددا في تمويل القناة بسبب مخاوف بيئية ومخاطر تتعلق بالاستثمار. 

وعبرت روسيا عن قلقها من أن القناة ربما لا تكون خاضعة لاتفاقية مونترو لعام 1936 التي تقيد مرور السفن الحربية لغير دول البحر الأسود عبر مضيق البوسفور. 

مخاطر جمة 

وقناة إسطنبول عبارة عن مشروع لممر مائي اصطناعي يربط بحر “مرمرة” بالبحر الأسود في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترًا وبعرض 400 متر، بموازاة مضيق البوسفور. 

لكن مثل غيرها من مشروعات البنية التحتية الكبرى التي جرى الاضطلاع بها خلال حكم أردوغان المستمر منذ 18 عاما، تثير القناة انتقادات واسعة بسبب أضرارها البالغة على البيئية، وتلويثها لموارد المياه العذبة حول المدينة. 

وفي مايو/آيار 2018 أصدر اتحاد الغرف التركية للمهندسين، تقريرًا أكد فيه رفضه حفر القناة، وحذر من أن المشروع سيدمر موقعا أثريا قريبا من إسطنبول، يعود تاريخه إلى 8500 سنة، وسيتسبب في ضرر بيئي واسع النطاق، وسيدمر النظام البيئي في بحيرة “كوتشوك شكجمة”، ويهدد الحيوانات البحرية والطيور المهاجرة. 

ووصف الاتحاد المشروع بأنه “كارثة بيئية وحضرية”، وأنه يجب صرف النظر عنه، خصوصًا أن هناك نحو 369 ألف مواطن يعيشون في المنطقة التي قد تتأثر بالقناة، وفقا لمركز تحليل البيانات التركية.