مرضى السرطان قرابين مؤجلة.. ومعاناة تفاقم أوضاع اليمنيين في الداخل والخارج

السياسية - Friday 30 July 2021 الساعة 08:42 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

لا تخلو رحلة من رحلات طيران اليمنية المتجهة إلى الخارج من حالات الإصابة بالسرطان من كل الفئات العمرية خاصة الأطفال والشباب.

الرحلات لها ثلاث وجهات: القاهرة - عَمّان - الهند، إضافة إلى (ألمانيا) كمحطة استثنائية نظرًا لصعوبة السفر إليها والإجراءات المعقدة وهي متاحة لمن لديه إمكانيات كبيرة.

رحلة مفتوحة

بمجرد أن يتم تشخيص الحالة تبدأ المعاناة لدى الأسرة قبل المصاب، ويبدأ مشوار طويل من السفر بين العيادات والمستشفيات المتخصصة.

زينب محمد عبده، فتاة في ال23 من العمر، تشكو من ورم في فخذها الأيسر، انتبه والدها بعد أن بدأ يكبر وأصبح بروزه واضحاً.

الفتاة فاقدة للسمع تمامًا وعجماء منذ الولادة، تم إسعافها إلى محافظة إب وجرى إزالة الورم قبل أن يتم تشخيصه في صنعاء بأنه ورم خبيث.

استقر بها الحال في القاهرة لتبدأ رحلة علاج طويلة بين الجراحة التي وصلت إلى ثلاث عمليات وتغيير شرايين وأوردة وترقيع إضافة إلى جرع كيماوي واشعاع.

يقول والدها، زينب أكثر أولادي قربا مني، تفهمني أكثر من الذين يسمعون ويتكلمون، شديدة التركيز خدومة، لديها إرادة وقوة تحمل تفوق قدرة الشخص الطبيعي.

يختم: نحن اليوم في مرحلة جيدة، الأهم أن يكون هذا الورم قد انتهى ولا توجد أي خلايا أخرى.

طفولة محطمة 

الطفلة زينب، 5 سنوات، داهم ورم خبيث كليتها اليسرى، بحسب والدها عبد الله الأهدل. تم نقلها إلى صنعاء ومن خلال الأشعة تبين أنه ورم وقد سيطر تماما على الكلية وعطلها عن العمل.

رفض والدها أخذ خزعة (عينة) من الورم خوفا من انتشاره، تلقت 4 جلسات كيماوي في صنعاء قبل أن يتم تسفيرها إلى القاهرة.

يقول والدها عبد الله، من أبناء العدين، هي أكبر اخوتها الثلاثة. وصلت القاهرة أول خطوة قام بها الأطباء للحفاظ على صحتها استئصال الورم مع الكلية، تم تشخيص الورم بأنه غير حميد وأنه لا يزال في مراحله الأولى.

الآن بدأت زينب مرحلة العلاج الكيماوي بحسب ما قرره الطبيب إلى جانب جلسات الإشعاع في معهد الأورام، ويأمل والدها عودتها إلى ممارسة حياتها الطبيعية ولو بكلية واحدة.

رحلة طويلة

يتطلب العلاج والتشخيص خطوات عديدة، منها: ذكاء الطبيب فحص العينة مرتين على الأقل وهو ما يكلف من 300 إلى 400 دولار، غير الإشعاعات، وفحص المناعة والدم ووظائف الكلى والكبد قبل كل جرعة.

رحلة طويلة تتطلب جهدا وصبرا، وتحمل مشاوير التنقل بين العيادات والمرافق الصحية والمعامل ومحاولة رفع المعنويات لدى المصاب من خلال الأكل الجيد والتشجيع.

الأطفال قرابين مؤجلة

يتضاعف أعداد الأطفال الذين يصابون من وقت لآخر بهذا الداء إما لوكيميا الدم أو اورام متفرقة في الجسم. وكانت إحصائية في 2007م تابعة لمؤسسة مرضى السرطان تتحدث عن 22 ألف حالة من الأطفال فقط.

سهيل علي، شاب في ال18 من العمر أصيب بورم في فخذه الأيسر قريب من مفصل الركبة تم تشخيص الحالة بعد أخذ عينة في صنعاء، تم نقله إلى القاهرة عقب 6 جلسات كيماوي.

قرارات الأطباء تقول عملية جراحية لاستئصال الورم وسيتم عمل جرع كيماوي أو إشعاع وربما الاثنين معا، احتمال آخر قد يتم عمل الجراحة مع تغيير "مفصل الركبة" الأمر الذي أزعج والده.

يقول علي غالب، والد سهيل: لم يتم حتى الآن اتخاذ القرار الناجع، ونحن في مرحلة الكيماوي حتى يتم السيطرة عليه من الانتشار.

يضيف، أخبرني الطبيب بأنه تجاوز كل بروتوكولات العلاج من أجل الحفاظ على مفصل ابني. 

يواصل: إنني أعيش أسوأ أيامي، ابتهل كل دقيقة. العملية مكلفة وتحتاج إلى تغيير كل 10 سنوات على الأقل إضافة إلى أنهم سيأخذون جزءاً مهما من جسم ابني، لا قدر الله.

تكلف الجرع الكيماوي أسرة المريض مبالغ كبيرة خاصة إذا كانت الجهة خاصة وليست حكومية تبدأ من 100 دولار وقد تصل إلى 400 دولار للجرعة الواحدة.

إصابات الكبار

مهندس طاهر المقرمي، في العقد السادس من العمر تقريبا، مصاب بالسرطان في معدته إلى جانب أنه انتشر في أعضاء مجاورة.

كان يأمل عملية جراحية لاستئصاله لكنه حتى الآن ما زال يتلقى جرع كيماوي للحد من انتشاره، الأمر الذي يؤدي إلى هبوط مناعته من وقت لآخر.

انتشار المرض

لم تثبت أي دراسة دقيقة أسباب انتشار السرطان بشكل واسع أوساط الأطفال والشباب والكبار، إذ نجد أن الأمر أشبه بلغز من أين يأتي هذا المرض؟ وكيف ينتشر ويختار ضحاياه بكل سهولة.

قصور في العلاج

عدد من الأطباء المصريين الذين التقيناهم أكدوا لنا أن العلاج الذي يستخدم في مواجهة أمراض السرطان في اليمن تركيزه أقل وهو مستورد من آسيا وتحديدا هندي عكس القادم من أوروبا.

الأمر الآخر هو تأخر تشخيص الحالة، وفي هذه الظروف المرض ينتشر وحتى يتطلب مواجهته لا بد من جلسات كثيرة هذا إذا لم يكن قد تجاوز مرحلة السيطرة أو احتوائه كما يجب. 

أماكن يتركز فيها المرض

ليس له مكان محدد قد يكون في الدم أو في الجسم على شكل ورم مثل الدماغ - الوجه وتشمل العين الأنف الفكين - الرقبة - اسفل الأذن - الصدر - المعدة - الأمعاء - الكلى - البنكرياس القولون - الكبد - الأمعاء - البروستات وقد يكون في الأطراف أو الفخذ أو الساق.

جهات داعمة

في القاهرة، على سبيل المثال، هناك جهات داعمة بشكل فردي بعضها مؤسسي، إنما غالبا يتم تقديم الدعم بصورة قد لا تكفي وأحيانا تحتاج إلى وساطة، لكن غالبا هناك باب لمرضى السرطان وبحسب الحالة منهم بيت هايل سعيد وأحمد العيسي وجهات أخرى تعمل بصمت.