بائع الأسماك المتجول.. يجلبها من واحجة صباحاً ويبيعها لاحقاً في المخا

المخا تهامة - Sunday 08 August 2021 الساعة 10:08 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

على متن دراجة نارية يقطع أحمد الزوقري مسافة 15 كم يوميا للذهاب إلى واحجة بمديرية ذو باب، لشراء الأسماك والعودة إلى المخا لبيعها لاحقا على المطاعم الشعبية.

ورغم صعوبة التنقل والعمل الذي يستلزم الذهاب عند الخامسة فجرا، إلا أنه حريص على تأدية عمله منذ عامين، حيث يذهب يوميا إلى ذو باب مع ما يصاحب ذلك من احتمال التعرض للرياح القوية المصحوبة بالحصى الرملي.

يقول الزوقري لنيوزيمن، لا يمكن وصف الحالة التي نشعر بها سوى من قام بالتجربة، إذ تتسبب الرياح القوية المصحوبة بذرات الرمل بالشعور بتنمل في الوجه، فيما تضغط الرياح القوية على طبلات الأذن إلى حد تجعلك تعتقد أنهما على وشك الانفجار.

لكن ذلك الرجل الذي كان يعمل في مهنة الصيد قبل ذلك ولسنوات طويلة قرر العمل في مهنته الجديدة بعد أن وجد نفسه عاجزا عن العمل كصياد على متن القارب.

يضيف الزوقري، "بلوغي سن السبعين، حال دون مواصلة العمل في المهنة التي ظل فيها طيلة 30 عاما مضت، لذا قررت المغادرة والتفكير بعمل آخر".

كانت أولى خطواته هي التفكير في استغلال الدراجة النارية التي يملكها بالذهاب إلى مركز الإنزال السمكي في واحجة لشراء الأسماك وبيعها لاحقا في مطاعم المخا.

كانت الفكرة في بدايتها صعبة التقبل وكانت تراوده أفكار سلبية، كما كان دائم الاعتقاد أنه سيواجه مشكلة في بيع الأسماك، لذا قرر أن يجلب في اليوم الأول، بضعة أسماك ليرى ما إذا كان سيواجه عوائق في البيع، لكن اليوم الأول كان مشجعا في الاستمرار في ذلك العمل بعد أن باع كافة أسماكه دفعة واحدة.

طريقة حفظ الأسماك

تعبأ الأسماك داخل سلة زنة 50 كجم وكيس نايلون على جوانب دراجته النارية، وتغمر جميعها بالثلج لحفظها من التلف، فيعود بها إلى المخا عند الثامنة والنصف أو التاسعة ليوزعها على ملاك المطاعم الشعبية.

يتيح له ذلك العمل ربح مبلغ مالي يصل إلى عشرة آلاف ريال يوميا، وهو مبلغ جيد مقارنة بالساعات التي يقضيها والكميات التي يجلبها.

وللزوقري، خمسة أبناء وبنتين وجميعهم تزوجوا ويعيشون في منازلهم الخاصة، ولم يتبق في منزله سوى زوجته، حيث يعرضون عليه التوقف مقابل مبلغ شهري، لكنه يرى أن العمل عبادة وأن الحركة بركة كما يقال، ويصر على مواصلة العمل والاعتماد على النفس "طالما هناك قدرة على العمل، بدلا من الركون إلى الأبناء".