بمكونات بسيطة بث إذاعي وسيارة لـ7 ركاب.. العمودي أيقونة هندسية مجهولة في أبين
الجنوب - Friday 27 August 2021 الساعة 08:04 am"ادعم نفسك ولا تنتظر غيرك"، هكذا كتب المخترع العمودي على اختراعه المكون من ماكينة دراجة نارية حديد، أخشاب فيبر جلاس، بالإضافة إلى مواد أخرى قام بتجميعها وفق خطة هندسية مدروسة أنتج من خلالها سيارة تتسع لـ7 ركاب.
وبعيدًا عن ثنائية "الحلم المصحوب بالفكرة" أو "الفكرة المصحوبة بالحلم"، صراع أفكار الشاب وجدي شيخ علي عمر العمودي من قرية المساني بمديرية أحور الساحلية محافظة أبين الذى لا ينتهي داخل عقله المبدع، بتحويل أحلامه إلى أفكار، يمكنها أن تشتبك مع الواقع دون أن يتوقف عند عتبات "ما الذي شغل باله أولًا".
في معمله الصغير الخاص به في قريته الساحلية "المساني" الصغيرة يتخذ المهندس وجدي العمودي، عضو في اتحاد المخترعين اليمنيين وحائز على جائزة رئيس الجمهورية للشباب في مجال العلوم التطبيقية على مستوى محافظة أبين، مكانا لصنع اختراعاته المختلفة، حيث يسعى للحظة وصول تلك الاختراعات إلى بر الأمان.
مرحلة البداية
يقول الشاب وجدي العمودي ل"نيوزيمن"، بدايتي كانت في عالم الاختراع سنة (2003)، حيث جاءت الفكرة عندما كنت أفكر في كيفية الحصول على وسائل مواصلات بعد معاناة عانيتها.
وبدأت أفكر في هذا الجانب حتى ولدت لدي فكرة سيارة اصطناعية تعمل على الدفع العطلي، بعدها تعددت مراحل الاختراع حتى وصلت إلى المرحلة الرابعة وهي جعل تلك السيارة تتحرك بواسطة ماكينة محرك دراجة نارية ولها فرامل وجيرات أمامية وخلفية، برغم شحة الإمكانيات استطعت عمل وصنع تلك السيارة، والتي كانت آخر اختراعاتي لعام 2021م، وهي عبارة عن سيارة بدائية الصنع والابتكار.. السيارة مكونة من:
1- شرمان.
2- فيبر.
3- أخشاب من طوابق ومحرك السيارة ومحرك دراجة نارية. ولها خمسة جيرات وتعشيق خلفي وأمامي، أيضا لها كليش وبريك وليور، وكل هذه تعمل بالقدم (الرجل) مثل مواصفات السيارة أربعة أبواب ولكل باب تأمين.
ويضيف المخترع العمودي: السيارة تحمل ستة إلى سبعة ركاب، وهناك كثير من النواقص التي أحتاجها لتطوير السيارة. وبعدها توالت اختراعاتي وابتكاراتي التي عملتها.
إنجازات واختراعات
قام وجدي موخراً بصنع سيارة من عدة مواد، ماكينة دراجة نارية حديد، أخشاب فيبر جلاس، بالإضافة إلى مواد أخرى قام بتجميعها وفق خطة هندسية مدروسة أنتج من خلالها سيارة تتسع لسبعة ركاب.
إذاعة محلية
اخترع العمودي إذاعة محلية تبث مباشرة في قريته، الذي قال إنه كان يقوم بتغطية أخبار المباريات المحلية، مؤكداً توقفها بسبب الظروف وشحة الإمكانيات في حين لم يحصل على أي دعم وتشجيع من أي جهة للاستمرارية.
جهاز لمواجهة القرصنة البحرية
يقول العمودي، بعد تزايد ظاهرة القرصنة بمديرية أحور الساحلية التي تمتلك ساحلا طويلا خاصة سرقة قوارب الصيد والمحركات البحرية، استطعت اختراع جهاز إنذار مبكر يعمل على شريحة هاتف الجوال يوضع على القارب البحري مع وضع جهاز ضوء صغير نوع قماز يعطي إشارة مسبقة في حالة حصول ظاهرة قرصنة لسرقة أحد القوارب، حيث يأتي مالك القارب أو المحرك البحري اتصال مباشر أن هناك من يحاول سرقة القارب، وتم تطوير هذا الاختراع إلى وضعه في المحال التجارية.
طائرة إنذار
ومن اختراعاته أيضاً طائرة إنذار في حالة انقطاع الماء عن البراد أثناء تشغيل المكينة لتحريك المولد الكهربائي.
اختراعات مختلفة
كما قام بمحاولات كثيرة اختراعية، منها كيف نتخلص من الغاز المنزلي ومحاولة إيجاد البديل، كذلك جهاز يقوم على تشغيل الماطور أو الدراجة النارية أو الغاز المنزلي بواسطة الماء، وهذه تعتبر خطوات أولية..
كما قام باختراع العديد من الأدوات، منها مصابيح ضوء يدوية تعمل على شحن كهرباء أو بالبطاريات الصغيرة وغيرها من الاختراعات والابتكارات المختلفة.
معوقات
شكا العمودي من شحة الإمكانيات وانعدام الدعم، وكشف عن معاناته في اختراع سيارة بأدوات بسيطة والتي قدم من أجلها جهدا كبيرا وواصل العمل ليلا ونهارا لتكون بهذه الصورة.
أبرز العوائق والصعوبات التي واجهت العمودي، هي شحة الإمكانيات وعدم وجود الدعم المادي والمعنوي من أي جهة. وقال: نجحت في الجانب الهندسي ولكنني توقفت عن مواصلة العمل لشحة الإمكانيات، كما قمت باختراع كهربائي مجاني بديل عن التيار الكهربائي بواسطة ألواح تعمل على حركة الرياح ولكن لم أتمكن من تحقيق الاستمرارية.
وانتقد عدم تشجيع السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة ووزارة الثقافة، والاهتمام بالعلم والمخترعين.
وأعرب العمودي عن عزمه القيام بأعمال إبداعية أخرى إن توفر له التمويل المناسب وكذا الدعم.
وهناك الكثير من المواهب والمبتكرين والمبدعين ولديهم طموحات مستقبلية وأفكار وآمال وأمنيات كثيرة يريدون تحقيقها إلا أن الصعوبات والعراقيل تمنعهم من إظهار مواهبهم وابتكاراتهم.