لدعم التغيير الثوري.. ضباط مصر أسسوا مركزاً ثقافياً وبطولات رياضية في المخا

المخا تهامة - Saturday 02 October 2021 الساعة 08:10 am
المخا، نيوزيمن، إسماعيل القاضي:

"المخا" وعقب قيام ثورة 26 سبتمبر كانت خط إمداد للقوات العربية المصرية المساندة للثورة.

وإلى اليوم لا تزال ذاكرة "المخا" ممتلئة بحضور القوات والضباط المصريين، ويتذكر سكان المخا بشغف أيام البعثات المصرية التي شكلت فارقاً في تحديث وعي المجتمع بمفاهيم الحرية والتعليم للجميع بعد أن احتكره الأئمة لأنفسهم ولمن يتبعهم وحرمته على الناس.

يذكر "سفيان عباس شاكر" وهو مواطن من أبناء مدينة المخا الساحلية على البحر الأحمر، بشغف كبير، الأثر الذي تركه المصريون في نفوس الطلاب الأوائل عقب الثورة، حيث شكل طوق حماية أول في أذهان الجيل الواعد لغرس مفاهيم الجمهورية وأهدافها.

وشكل الضباط المصريون، حسب الأستاذ "عبداللطيف الأصبحي"، خط مدد لإثراء المفهوم الثقافي والبناء الثوري، متذكرا الدور الذي قام به المركز الثقافي الذي بناه الجيش المصري في المخا، ومن خلاله تعرف الناس على الأنظمة الحديثة ثقافيا وعلميا ورياضيا.

فغرسوا مفاهيم الثورة والجمهورية في أذهان الشباب عبر وسائل مختلفة ومن خلالهم إلى مجتمعاتهم.

ويتذكر دور المركز والضباط المصريين في تنظيم شباب المخا في فرق رياضية عدة، في الملاكمة، والتنس وتنس الطاولة وحمل الأثقال، وكان أول من مارس رياضة حمل الأثقال في الجمهورية عقب الثورة شباب المخا، ثم تأسس نادي الميناء أحد أقدم أندية الرياضة والثقافة في اليمن والذي كان منافسا في دوري الدرجة الأولى ومنه لاعبون في المنتخب.

>> "الميناء" أقدم أندية المخا.. تأسس في 73 بعد جهود الدعم المصري للجمهورية

إلى جانب الشباب والرياضة عمل الضباط المصريون على توسيع المركز الثقافي ليكون شاملا، فبدأت السينما بالعرض التثقيفي والسينمائي، حيث خصص يوم الخميس لأفلام التحرير والثورة وتحرير سيناء وأفلام تثقيفية عدة لزرع مفهوم الثورة اليمنية والقومية العربية وأهميتها في ذلك الوقت.

وبدأت البعثات المصرية في جانب التعليم وبناء المدارس، وتشكلت في المخا مدرسة الفجر الجديد الأساسية كرافد لبناء اللبنات الأساسية لمناصرة الثورة في الجيل الجديد والأطفال، فكل عام كانت توفد الجمهورية المصرية عددا كبيرا من مدرسيها إلى الجمهورية العربية اليمنية الوليدة لتعليم أطفال المدارس آنذاك. 

وساهمت البعثات المصرية للمدرسين بعد قيام الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962 والبعثات العسكرية التي ناصرت الجمهوريين على الملكية في تغيير ثقافي وتربوي وديني واجتماعي كان هو جوهر وهدف الثورة الحقيقي.


يذكر سفيان وغيره من طلاب المخا بمرح وخفة، المدرسين المصريين، حيث حافظ المصريون في تدريسهم على أسس المجتمع اليمني ولغته، فكان كلما قال لنا "زهب" أحمد بلهجته يذكرنا أن الذال بدل الزاي لكي لا يكون تداخل وتدارج باللغة.