العطاس ناقل غير نزيه.. ومكايد

تقارير - Monday 04 October 2021 الساعة 08:24 pm
نيوزيمن، كتب/ فيصل الصوفي:

هل كان طاهر بركة -صاحب برنامج الذاكرة السياسية في قناة العربية- يدرك أنه ظل في الحلقات التي استضاف فيها حيدر أبو بكر العطاس سمّاعاً للكذب؟ لا ندري.. أما ما نحن فما نحن متوكدين منه هو أن العطاس لم يكن نزيهاً، إن لم نقل إنه كان يكذب، على الأقل في الأمور التي نعرفها.

جريمة تفجير جامع دار الرئاسة مشهورة، والمنفذون المباشرون لها معروفة أسماؤهم، ومعظمهم فروا، أو تم تهريبهم من وجه العدالة، ومَن قُبض عليهم أطلق الإصلاح بعضاً منهم زمن حكومة باسندوة، وأطلقت العصابة الحوثية سراح من تبقى منهم، والعطاس يقول للملأ إن أجهزة أمنية كانت وراء تفجير مسجد (دار النهدين)! الزعيم علي عبد الله صالح أعلنها في مطلع ديسمبر 2017: ثوروا، ثوروا، ثوروا، وانتفضوا ضد العصابة الحوثية وكان في مقدمة المنتفضين، واستشهد منصوباً، والعطاس يقول إن الحوثيين ربما استخدموا مقربين من صالح لقتل صالح، ولم يقل لنا لماذا قتلوا مساعده ورفيقه عارف عوض الزوكا؟

العطاس عُيّن أول رئيس لدولة الوحدة، ومعظم الحكومات التي تعاقبت منذ 1990 كان يشكلها ويترأسها رجال من المحافظات الجنوبية والشرقية، ونائب رئيس مجلس الرئاسة حضرمي، ونائب رئيس الجمهورية من أبين، ونواب رؤساء الوزراء من الجنوب، والوزراء أكثرهم من الجنوب، والبقية من مختلف المحافظات، وهذا العطاس يقول إن الرئيس علي عبد الله صالح كان يحصر المراكز المهمة في الدولة في أبناء المذهب الزيدي، وتناسى أن صالح كان مترفعاً عن المذهبية الدينية، ولهذا السبب نقمت عليه الزيدية.. الرئيس علي عبد الله صالح حارب الجماعة الحوثية المتمردة منذ ظهورها عام 2004 إلى عام 2010 في ما يعرف بالحروب الستة التي كان خلالها العطاس ضمن المعارضين لعلي عبد الله صالح، واليوم يقول إن صالحا هو الذي صنع الجماعة الحوثية، فأي مكايد سياسي هذا الذي يستطيع التفوق على العطاس في مضمار الكيد.

والعطاس ليس في ذاكرته، خبر أصيل، بدليل أنه ردد ما كانت تردده أحزاب اللقاء المشترك، كانت تقول إن تنظيم القاعدة لا وجود له في الواقع، وإن الرئيس علي عبد الله صالح يستخدم مسمى القاعدة فزاعة، لابتزاز الغرب وأميركا كي يحصل على المساعدات لتقوية أجهزته الأمنية، والعطاس يقول الآن: لقد كان يستخدم القاعدة لضرب خصومه وتخويف الغرب.

سجل فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الشامل شائعة مؤداها إن الرئيس علي عبد الله صالح حلف يميناً قبل الوحدة، وأقسم أنه سيحول عدن إلى قرية، وقد أبر بقسمه.. وهي كذبة تفلة، ويشهد بذلك أن عدن في عهد علي عبد الله صالح غدت مدينة مزدهرة وعاصمة تجارية، وبلغت أفضل حالاتها أيام خليجي عشرين، وتحولت إلى قرية بسبب هياج فبراير.. والعطاس يزعم اليوم زعمهم مع قليل من التعديل، حيث قال إن صالحا قال إنه بنى اليمن حجرا حجرا وسوف يسلمه حطاما.. وعطس العطاس عطسة مجيفة، بقوله إن صالحا انقلب على برنامج الإصلاحات الذي تقرر في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.. إذ لا برنامج كان، ولا كان صالح مسئولا عن تطبيق مخرجات الحوار، بل كان هو وحزبه يقولون: ملتزمون بمخرجات مؤتمر الحوار المتوافق عليها.

لقد قبل العطاس على نفسه التمرغ بين الأكاذيب والشائعات، وهذا شأنه، إما إذا أظهر دهاء سياسيا، فأنت أمام زئبق لا يمكنك الإمساك به.. كان تكتل المؤتمر الوطني لشعب الجنوب الذي ترأسه محمد علي أحمد، يقول إنه شارك في مؤتمر الحوار الوطني لأن المبادرة الخليجية اعترفت بالقضية الجنوب.. حينها قال العطاس: لا يحق لأي جهة جنوبية المشاركة في مؤتمر الحوار باسم شعب الجنوب، فالجنوب كان دولة ذات سيادة ومن حق شعبها أن يبحث حلولا لمشاكله بحسب ما يقرره، والمبادرة الخليجية لم تشمل الجنوب أصلا لكي يشارك في هذا المؤتمر، ولكن الأمم المتحدة تزج بالجنوب في هذه المبادرة.. بعد شهر ظهر على شاشة قناة الحرة يؤيد المشاركة في مؤتمر الحوار، وعاب فيه مسألة إجرائية فقط، وهي أن رئاسة المؤتمر (يقصد الرئيس عبد ربه منصور هادي) لم تتعاط مع كثير من الأفكار التي طرحها الجنوبيون حول قضية الجنوب التي هي الموضوع الأساسي لمؤتمر الحوار، حيث -كما قال- تم حشر عشر نقاط أخرى إلى جانبها.. ثم رجع مرة ثالثة يقول: هناك مساع حثيثة لتوحيد القوى الوطنية في الجنوب، ومؤتمر شعب الجنوب الذي يترأسه محمد علي أحمد لا يمثل الجنوب، ولا الجنوبيين.. ولما هاجم هادي (الدجاج) في المكالمة المشهورة مع بن مبارك، وقال إنه يمثل الجنوب أيضا إلى جانب كونه رئيسا لكل اليمن، رد العطاس بالقول: إن الشعب في الجنوب موحد اليوم حول خيار التحرير والاستقلال.. واليوم وهو في حضن صاحبه ينافقه، ويقول: صالح سلم عبد ربه العلم ولم يسلمه الجيش، ولذلك تغلب الحوثيون في 2014.. وتناسى العطاس أن قرارات الرئيس هادي بشأن هيكلة الجيش كانت تخص جيشا هو قائده، ولم تكن قرارات تخص فضاء فارغا. 


ويزيد يقول لصاحب برنامج الذاكرة السياسية إن الرئيس علي عبد الله صالح عرض عليه تولي رئاسة الحكومة قبل التوقيع على المبادرة الخليجية.. لو قال العطاس إن الرئيس علي عبد الله صالح كان يمقته طول الوقت لصدق، لكنه حرص على أن تكون حلقات الذاكرة السياسية صافية من أي صدق.