ذعر الإخوان من "النخبة" يكشف هشاشة قبضتهم العسكرية على شبوة
تقارير - Saturday 30 October 2021 الساعة 08:21 amبشكل لافت يتواصل ظهور القيادات العسكرية في شبوة بتسجيلات مصورة لتقدم شهادتها على الخيانة التي تعرضت لها مديريات بيحان الثلاث من قبل جماعة الإخوان وسلطتها في المحافظة بتسليمها إلى مليشيات الحوثي بدون قتال.
شهادات توالت منذ ظهور العميد ركن/ علي صالح الكليبي القائد السابق للواء 19 مشاه الذي كان يتمركز في بيحان بتسجيل مصور، الخميس قبل الماضي، فضح فيه بأن إقالته من اللواء قبل أيام من سقوط بيحان جاءت بسبب رفضه مخطط الإخوان بتسليمها.
ومنذ ظهور الكليبي توالى بعدها بشكل شبه يومي، ظهور قائد عسكري من قوات الجيش في شبوة في تسجيل مصور يعزز ما قاله الكليبي ويحذر من تكرار مشهد بيحان وتمدد مليشيات الحوثي في محافظة شبوة.
حجم هذه التسجيلات يكشف بوضوح نقطة الضعف التي تعاني منها القبضة الإخوانية على محافظة شبوة، وتتجسد في غياب العناصر الأيديولوجية الإخوانية في الصف القيادي بمؤسسة الجيش والأمن في المحافظة وحتى في عناصرها.
فأغلب عناصر وقيادة الوحدات العسكرية والأمنية في شبوة تكاد تخلو من العنصر الإخواني، وهي إما موالية للجماعة لأسباب معينة أو لمصالح محددة أو خاضعة لها لتجنب الصدام مع نفوذ الجماعة داخل الشرعية.
هذه الحقيقة أدركتها جماعة الإخوان مبكراً وفور بسط سيطرتها على المحافظة في أغسطس 2019م، وسعت إلى تشكيل ذراع عسكري وأمني يدين بالولاء لها بشكل مطلق، والحديث هنا هو عن القوات الخاصة التي يقودها العميد الإخواني عبدربه لعكب الشريف.
وخلال أشهر محدودة صبت الجماعة كل الدعم الممكن لتسليح وتقوية القوات الخاصة بأحدث الأطقم والأسلحة لضمان تفوقها، حتى تجاوزت طبيعتها كقوات أمنية وباتت أشبه بلواء عسكري، بهدف جعلها القوة الضاربة لسلطة الإخوان في شبوة، وأداتها لمواجهة خصومها داخل المجتمع الشبواني.
في موازاة ذلك، تدرك الجماعة أيضاً أن سيطرتها على شبوة في أغسطس 2019م لم تكن نتاج هزيمتها لقوات النخبة الشبوانية في معركة عتق، بل جاء حينها بسبب أوامر من القيادة السعودية في شبوة للنخبة بوقف القتال والانسحاب من عتق نحو معسكرات التحالف في العلم وبلحاف لإنجاح جهودها بوقف القتال بين الشرعية والانتقالي، بحسب ما نقله لاحقاً ناشطون عن قائد النخبة محمد سالم البوحر.
التزام النخبة بالأوامر السعودية أغرى حينها حشود مليشيات الإخوان القادمة من مأرب لاكتساح شبوة وأبين والوصول إلى نقطة العلم مدخل عدن الشرقي ليتدخل التحالف وينهي ذلك، وصولا إلى التوقيع على اتفاق الرياض الذي نص في ملحقه الأمني والعسكري على عودة كل القوات التي تحركت قبل أغسطس 2019م إلى مواقع تمركزها السابق، ما يعني عودة تمركز النخبة الشبوانية على مديريات المحافظة وما يدفع جماعة الإخوان إلى عرقلة تنفيذ الاتفاق حتى اليوم.
وفي هذا السياق، لم يكن السبب وراء التصعيد الإخواني في قضية بلحاف هو التواجد الإماراتي، بل كان في حقيقته رغبة في التخلص من قوات النخبة الشبوانية التي تتجمع هناك منذ أحداث أغسطس بأمر من التحالف بانتظار تطبيق اتفاق الرياض وعودتها إلى مواقعها السابقة وهو ما يثير جنون الإخوان.
وهذا ما يفسر حالياً حشود مليشيات الإخوان وتطويقها لمعسكر العلم في مديرية جردان رغم مغادرة القوات الإماراتية منها، حيث تصر المليشيات على طرد عناصر النخبة الشبوانية من داخله والاستيلاء على عتادها، كخطوة أولى قبل أن تتجه نحو بلحاف لتكرار المشهد، كما صرح مستشار المحافظ الإخواني محمد بن عديو لإحدى قنوات الإخوان.
وهو ما يعكس مدى الذعر الذي ينتاب جماعة الإخوان من أي وجود لقوات النخبة الشبوانبة، ويؤكد على حقيقة أن معركتها هي مع شبوة وقواها ومنها النخبة وليست مع مليشيات الحوثي التي سلمت لها ثلاث مديريات أواخر سبتمبر الماضي.